الوزير الأسبق نادر الظهيرات: نقدر عاليا توجيهات جلالة الملك لتحديد موعد إجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة 

القسم : حوارات وتحليلات
المحاصصة الطائفية .. تركيز للفُرقة .. وتفتيت للوحدة الوطنية
المحاصصة الطائفية .. تركيز للفُرقة .. وتفتيت للوحدة الوطنية
نشر بتاريخ : Wed, 16 Oct 2019 17:33:11 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

الأوطان ، كل الأوطان ، هي لكل إنسان يقطنها ، ويحمل جنسيتها ، بغض النظر عن طريقة اكتسابها ، سواء بالولادة ، أو التجنس . وعليه يجب ان يتساوى المواطنون في الحقوق والوجبات ، مع وجود العدالة ، كصمام أمان لرقي الأوطان واستقرارها ، لان غياب العدالة ، يرسخ الظلم ، والتمييز بين ابناء الوطن الواحد . وما عدا ذلك تحدث اختلالات في درجة الانتماء للوطن ، فهل يعقل ان ينتمي مظلوم ، أو مقهور ، أو منبوذ ، أو محروم !؟ ألم يكن غياب العدالة والتهميش سبباً في  تقسيم السودان !؟

عدم المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ، خلل يستغله الطامعون  في الوطن ، خاصة الاستهداف الخارجي الذي يَعتبِر هذا الخلل صيدًا ثمينًا ، للتغلغل ، والتسلل ، منه بحجة إنصاف الفئات المظلومة ، والخطر الأكبر  يكمن في سهولة استمالة ، واستدراج ، وتوظيف ، وحتى تجنيد هذه الفئة ، والهدف الحقيقي ليس في السعي لإنصاف الفئة المظلومة ، بل في استهداف الوطن ، وخلخلة أركانه ، وزعزعة استقراره ، والنيل من وحدته ، وتمزيق جبهته الداخلية ، تمهيدا لتقسيم المجتمع ، لترسيخ التقسيم ، وبث الفُرقة ، وتمترس كل فئة لتحصيل المكاسب الفئوية ، أو الجهوية ، أو العرقية ، أو الاثنية ، أو العقائدية ، وكل هذه المكاسب تتم على حساب الوطن ، لانه الخاسر الأكبر . 

وهذا ما حصل في لبنان الشقيق  ، بعد الاقتتال والحرب الداخلية التي بدأت عام ١٩٧٥م  ، فقد تقسّمت المناصب ، على أسس طائفية ، غير وطنية ، حسبما ذكرنا أعلاه ، وتم التوافق على المحاصصة  ، التي استجدت ، وإبتُدِعت ، ونخرت في كينونة الوطن ، ونالت من وحدته  . فتراجع لبنان ، الذي كان يسمى سويسرا العرب ، ومصدر الإشعاع الثقافي ، والفني ، والمالي ، وفقد حرية الرأي ، واختفت ديموقراطيته المعهودة ، وتراجع على كل المستويات ، وتراجع اداء الدولة اللبنانية ، 
وخسر لبنان ، وانحدر الى هاوية خطيرة ، وما زال الانحدار مستمراً .

وها هم أعداء العرب ،  يعيدون نفس تجربة المحاصصة البغيضة في العراق ، بعد ان غرسوها ، وجذروها ، لانهم يودون ان يحققوا نفس الحصاد الذي حصلوا عليه في لبنان ، ليقطفوا ثماره في العراق ، وكان النجاح باهراً ، ونتائجه عظيمة ، لان بيئة العراق اكثر خصوبة من لبنان ، فالطامعون كُثر ، والطامحون بالحصاد الوفير يصعب حصرهم . ولهذا نجح الأعداء في تجربة المحاصصة في العراق نجاحاً باهراً ، فتفشت الطائفية ، والمناطقية ، والجهوية ، والفئوية ، والعرقية ، والدينية ، والعشائرية  ، وتعددت الانتماءات والولاءات الخارجية ، فربح الأعداء  ، وخسر العراق . فأصبح العراق بدون ماء نظيف ، ولا هواء نقي ، وبدون كهرباء ، وبدون بنية تحتية ، وتفشى الفساد ، واشتد الفقر وانتشر في مساحات واسعة ، سعة الوطن ، ولا مستشفيات ، ولا دواء ، ولا أمن ، ولا أمان ، وأصبح القتل على الهوية ، وانتشرت الميليشيات الإجرامية ، حتى وصلت الى اكثر من (٧٠ ) فصيلاً ، تعيث بالعراق نهباُ ،  وسلبا ، وفسادا وقتلاً ، وتدميراً ، وسُرقت خيرات العراق ، وأصبح غالبية الناس في عوز وفقر شديدين ، وغير ذلك من معاناة العراقيين . هذا مع ان العراق تملك ثالث اكبر احتياط نفطي في العالم .. وخسِر العراق .

المحاصصة الطائفية التي فُرضت على لبنان والعراق ، دمرت البلدين شَرّ  تدمير ، دمرت الوحدة الوطنية ، وفتت تماسك المجتمعات ، وحل العِداء ، محل الوئام والتعايش ، وضاعت خيرات البلدين ، وتعطل البناء ، والنمو ، وحلّت كارثة وطنية بدل الوحدة الوطنية . لبنان أُحرق ، قبل ان يحترق ، والعراق أُغرق ، و ها هو يغرق .

المحاصصة الطائفية تركيز للفُرقة الوطنية ، وتفتيت للوحدة الوطنية ، والخاسر الأكبر فيها الأوطان .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر