الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري 

القسم : سياحة و آثار
شركة تطوير العقبة واغتيال التاريخ!
شركة تطوير العقبة واغتيال التاريخ!
نشر بتاريخ : Tue, 04 Jul 2017 12:16:23 GMT
 
ناطق نيوز-العقبة-كتب عمار السرحان

بالأمس كنا نصرخ انقذوا أشجار النخيل في دوار الشريف الحسين من الموت لأنها آرث تاريخي للمدينة.. وما زلنا نصرخ انقذوا.. واليوم ها نحن نصرخ انقذوا نخيل دوار الأميرة هيا التاريخي أيضاً، وغداً سوف نصرخ أنقذوا أخر شجرة نخيل قديمة ما زالت صامدة.. إنها مذبحة النخيل.. ! لا بل إنها مذبحة الإنسان، لأن حماية البيئة والمحافظة عليها هي حماية للإنسان، وهي أيضاً مذبحة الوطن لأن البيئة الجمالية السياحية هي من ممتلكات الوطن الثمينة التي لا تعوض .

العشرات من أشجار النخيل المعمرة على دوار الأميرة هيا والتي يفوق عددها أكثر من ثمانون نخله، يتم الآن إغتيالها وقتلها من قبل شركة تطوير العقبة وبالتعاون مع مديرية الزراعة في سلطة منطقة العقبة لإقامة مشروع إسمنتي ترفيهي سخيف، لا يضمن حتى أقل شرط من شروط السلامة العامة للمواطنين ! .. ودائماً التبريرات البيئية المعتادة لهؤلاء في كل مشروع يقومون به، أن هذه الأشجار ستكون بأمان وسيتم نقلها إلى مكان مخصص، وسيقدم لها رعاية خاصة من قبل مختصين زراعيين ثم يتم إعادة زرعها، ولكن في الحقيقة أن هذه الأشجار تموت من جراء نقلها لأنها معمرة، وهذا ما حدث مع العشرات من أشجار النخيل التي نقلت من دوار الشريف الحسين . 
من منظوري أنه من الممكن أن يقام هذا المشروع في مكان آخر دون الحاجة إلى قتل جزء من الرئة التي تنتج أوكسجين الهواء لأهل المدينة، وإخفاء ملامحها التي إعتادوا عليها الزوار .. ولكن يحدث هذا في غياب القوانين الصارمة، وغياب تفعيل القوانين الموضوعة القائمة التي تحمي البيئة الأردنية وتدافع عنها.. يحدث هذا في غياب محاسبة المسؤولين عن فساد قراراتهم المسيئة للبيئة والطبيعة.. يحدث هذا في غياب دور سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة والتي تثبت كل يوم عجزها وعدم ممارستها لمسئوليتها وإهمالها لواجباتها الأولية والأساسية إتجاه أهل المدينة.. يحدث هذا ونحن لا نملك إلا أن نبكي عليك يا مدينتي التي اصبحت تغتال فيك حتى أشجار النخيل, هذا الآرث التاريخي الوحيد المتبقي، بعد أن إغتالوا مسجدك ومتحفك ! .. يقتلون فيك الجمال, ويهينون فيك الطبيعة التي منحها لنا الله ! .. اوقفوا هذه المهزلة ! .. اوقفوا هذه الجرائم البشعة ! .. اوقفوا هذا الظلم الواقع على أرض العقبة التي تعاني من التصحر، وقلة المساحات الخضراء، ومحدودية الطبيعة .
ان المحافظة على البيئة واجب وطني مطلوب من جميع أهل المدينة، وإهمال هذا الواجب والسكوت على هذه الجرائم هو خيانة كبرى سيذكرها التاريخ، ولن تغفرها لنا الأجيال القادمة، التي سوف يقال لها كانت هنا يوماً أشجار نخيل شامخه في السماء، واغتيلت من أجل مشاريع إسمنتية لها ناسها وتنفيعاتها، وكانت هنا يوماً أشجار عاشت فوق هذه الأرض مئات من السنين، وتم قطعها لإقامة مشاريع كان من الممكن إقامتها في أماكن أخرى !
سوف تتوسع هذه المشاريع التخريبية لبيئة المدينة تدريجياً في المستقبل كما هي العادة، وسوف تقام مشاريع إسمنتية أخرى بحجة الخدمات، وشيئاً فشيئاً سوف تتحول شوارع المدينة إلى طرق معبدة وتختفي الخضرة مع الوقت، ويموت ما تبقى منها.. عندها لن ينفع الندم ! .. دائماً أصحاب هذه المشاريع التخريبية للطبيعة في هذا الوطن والمنتفعون منها، يذهبون في رحلات ترفيهية إلى الدول الأجنبية حيث الطبيعة والخضرة والماء، ويتركون الوطن يحتضر من إرتفاع درجات الحرارة التي تزداد عاماً بعد عام مع تغيرات المناخ في العالم، من دون نسمة هواء عليلة تهب عليه أو ظل شجرة يظلله.
ماذا ننتظر بعد كل هذا ؟! وماذا سيكون مستقبل البيئة العقباوية بعد ضياع الثقة في القائمين على حمايتها من مسؤولين في شركة تطوير العقبة والسلطة ؟! .. لا تتوقفوا عن الصراخ والأعتراض بكل ما ملكتم من وسائل ومقدرة، فان الأرض اليوم تناديكم وتصرخ في أعماق ضمائركم انقذوني ! .. قبل أن تتنفسوا الإسمنت .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر