أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي عن أنه سيتم تحويل صندوق دعم البحث العلمي إلى صندوق دعم الإبداع والابتكار.
وأضاف، خلال افتتاحه اليوم الثلاثاء في الجامعة الأردنية فعاليات المؤتمر العربي السادس لأبحاث الموهبة والتفوق، أن الصندوق لن يستمر بدعم البحوث التطبيقية بل سيوجه إلى دعم الإبداع والابتكار، مشيرا إلى أنه سيتم العمل بهذا الصندوق بعد صدور قانون التعليم العالي الذي سيعرض على مجلس الأمة في دورته العادية المقبلة.
وتابع الطويسي إن الإبداع والابتكار ثقافة يجب أن تزرع لا أن تدعم، لافتا إلى ضرورة أن نربي أطفالنا على التفكير الناقد الذي يؤدي إلى الإبداع، وأن نستمر في ذلك عند دخولهم المدرسة ومواصلة تعليمهم في الجامعة.
والمؤتمر الذي تنظمه المؤسسة الدولية للشباب والبيئة والتنمية بالتعاون مع الجامعة الأردنية ويعقد تحت شعار (التعليم: تفكير.. إبداع.. مهارات) يهدف في جوهره إلى بحث مسارات ووسائل تنمية مهارات وطرائق التفكير لدى الطلبة في ظل تسارع ثورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأشار رئيس اللجنة الملكية للتعليم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور مروان كمال إلى أهمية المؤتمر الذي يشكل رافعة مهمة للارتقاء بأساليب التدريس ومهاراته بعيدا عن التلقين وسطوته وصولا إلى إعمال العقل والتفكير واستخدام أساليب المعرفة الحديثة لاكتشاف كل جديد في مجال العلم والتعليم.
وأكد كمال أهمية مواكبة كل حديث في ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل خلق منظومة تنقل مدارسنا وجامعاتنا إلى آفاق من حرية الرأي والحوار والتعاون الإيجابي، واكتشاف المهارات الجديدة وطرق الإبداع الحديثة لخدمة طلبة العلم والعلماء في كل مكان وزمان.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة "إننا نعيش اليوم في عالم اختلفت فيه متطلبات التعلم المتميز, فلم يعد التعلم مبنيا على معلم يرسل ومتعلم يستقبل فقد اختلف دور المعلم واختلف دور المتعلم واختلفت وسائل الإرسال والاستقبال ووسائل التواصل وتوصيل المعلومة وإدارتها".
وأضاف أن المسؤولية في التعلم تقع في الأساس على عاتق المتعلم لا على المعلم فحسب, مشيرا إلى أنه حدثت نقلة نوعية في الأنظمة التربوية العالمية المتطورة تمثلت في التحول من التعليم بمعناه التقليدي إلى التعلم بمعناه المعاصر.
محافظة, تحدث للمؤتمرين حول رؤية الجامعة لإتاحة المجال لطلبة الجامعة للتميز والإبداع والتفوق، منها إعداد خطة استراتيجية للجامعة تعلي من شأن التعلم المعاصر ومن شأن التفوق والإبداع وانتهاء بتعديل التشريعات بما يتيح المجال للتطوير الجاد والمرونة المبنية على ضوابط محكمة.
ولفت محافظة إلى أبرز مجالات التحول من التعليم التقليدي إلى التعلم المعاصر ومنها تعديل متطلبات الجامعة تعديلا جوهريا للطلبة المقبولين بدءا من مطلع العام الجامعي المقبل بحيث تركز حزمة المتطلبات على بناء ثقافة للطلبة بناء متينا وتعزيز مهاراتهم، إضافة إلى تبني الجامعة للتعلم المدمج الذي يقوم على مبدأ اللقاءات الصفية الفاعلة والتعلم الإلكتروني التفاعلي.
وألقى عميد كلية تقنية المعلومات في جامعة عمان الأهلية الدكتور معاذ الحوراني كلمة نيابة عن المدارس والجامعات قال فيها "إن الأردن كان وما زال بقيادته الهاشمية الحكيمة من أوائل الدول في المنطقة اهتماما بالتعليم والتعليم العالي، كما كان الأسبق في الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يخدم احتياجات التعليم بشقيه العام والعالي إلى جانب ريادته في رعاية الطلبة الموهوبين والمبدعين بكافة الوسائل والسبل المتاحة".
وشدد الحوراني في كلمته على ضرورة تنمية مهارات وطرائق التفكير لدى الطلبة من خلال المحتوى المعرفي فضلا عن إرساء قواعد الحوار الهادف وتقبل وجهات النظر والقدرة على الإقناع إلى جانب تنمية المهارات الاجتماعية.
بدوره عرض الرئيس العام للمؤسسة الدولية للشباب والبيئة والتنمية الدكتور عدنان الطوباسي محاور المؤتمر الذي يركز على منظومة ومفاهيم التفوق والإبداع والابتكار، مشيرا إلى أن برنامج المؤتمر يتضمن مناقشة وبحث (17) ورقة عمل تتناول في مجملها تطبيقات وتجارب عملية لآليات وتعزيز مجالات التفوق والإبداع في عدد من الدول العربية، فضلا عن تسليط الضوء على مسارات التعلم الإلكتروني في ضوء التطور الهائل الذي تشهده ثورة الاتصالات والمعلومات.
وأشار الطوباسي إلى أن المؤتمر يندرج ضمن اهتمامات المؤسسة لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي لاسيما في قطاعات التعليم المختلفة مؤكدا أن المؤتمر يسعى إلى ترسيخ الحوار الهادف وقبول الرأي الآخر والتسامح الحضاري والوعي المعرفي.
ويشارك في أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين عدد من الخبراء والمختصين من السعودية, وفلسطين, والجزائر, والعراق, والبحرين, وقطر, وألمانيا إضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
حضر افتتاح المؤتمر رئيس الوزراء الأسبق/رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران وعدد من الوزراء السابقين ونواب رئيس الجامعة وجمع من طلبة الدراسات العليا في الجامعات الأردنية والوفود المشاركة في المؤتمر.(بترا)