عمان - محمد حجازي - ناطق نيوز
دخلت "دار السلام"و"عروس البقاع" مدينة زحلة على خط المهرجانات الصيفية اللبنانية لأول مرة، تحت إسم"أمسيات زحلة الدولية" وشهد الإفتتاح الذي أقيم في" بارك جوزيف طعمة السكاف" ليلة إستثنائية أحيتها المطربة "هبة طوجي" التي غنّت وأجادت بثلاث لغات( العربية، الفرنسية والإنكليزية) بإشراف وعزف على البيانو للفنان "أسامة الرحباني" يرافقه 8 عازفين و5 كورال و10 راقصين من الجنسين أدوا لوحات تعبيرية جاذبة بمواكبة الأغنيات.
الدورة الأولى( على برمجتها: باتريسيا كاس، و وائل كفوري) جاءت جيدة التنظيم( مواقف السيارات، وباصات النقل الصغيرة حتى باب حديقة المهرجان)، وعلى مسرح نموذجي في مساحته وهندسته وإستيعابه( 2500 مقعد)، وتوازن الحضور ما بين أهل المدينة والوافدين إليها من بيروت أو المناطق، وسط إجراءات أمنية عادية، مع ملاحظة عدم وجود أي لافتة أو ملصق أو حتى إشارة إلى مهرجان أمسيات على طول الطريق داخل زحلة.
"هبة" شكّلت حالة نجومية خاصة منذ ظهورها، لكنها بلغت الدرجة القصوى في المسرحية الفرنسية العالمية" نوتردام دو باري"وقد غنت من المسرحية" mon ami" بمواكبة لقطات مؤثرة لها في العمل المدهش، هذا إضافة إلى أغنيات لـ ( Mariah)، و" سيلين ديون"، وكانت رائعة وهي تغني باللغتين الفرنسية والإنكليزية، أما بالعربية فالكل يعرفها جيداً وغنت( المحطة، وحدي لحالي سهراني، متل الريح، إرجع عاشق مجنون، بعدو كل شي محلو، سحر عيونك، طير وعلّي فيي، قللي بحبك يا حبيبي، لشو فكّر فيك، أول ما شفتو حبيتو)، ثم ظهرت صورة فصوت الفنان الكبير الراحل منصور الرحباني يلقي كلمات" يا حبيبي كل ما في الصمت نادى"، ثم "هبة" تغنيها، وظهرت صورته حين غنت "لا بداية ولا نهاية"، ثم مقاطع متفرقة من رائعة "أم كلثوم "إنت عمري".
هذه التنويعة أعطت دينامية واضحة للحفل، ودخول "هبة"على موجة"the voice" وتقديم أغنية"mon ami" شكّل نوستالجيا حديثة لصورة وصوت "هبة" عند الجمهور الذي غنى ورقص وتفاعل مع الأغنيات بشكل نموذجي، ولم تبخل هي في التواصل العفوي، والحركة الخفيفة أو الإيقاعية على المسرح بما تسمح به كل أغنية على حدة، فيما كان الفنان "اسامة" ضابطاً لإيقاع العازفين بأقل قدر من الإشارات الواضحة، مع إعطاء "هبة" كامل الوقت لتكون على مزاج ملائم، بحيث لا ينغّص عليها شيء، متعة الغناء والتفاعل مع الحضور.
أحببنا كثيراً ما سمعناه وشاهدناه( حتى إحتفالية المفرقعات في البداية كانت رائعة)، وتأكد لنا أن الفرقة الموسيقية المترامية العازفين لا تضمن شيئاّ، وعلى الخط نفسه، كانت الكيمياء الفنية بين " هبة"و"أسامة"في أرقى مستوىً لها، مما سمح بحالات تجويد عالية، أعطت الحدث قيمة مضافة يستحيل إغفالها.