روح الشهيد هزاع المجالي...ولوحة فنية في بيت الكرك.
ناطق نيوز-كتب معاذ البطوش.
يوم أمس توقفت مع ما نشرته وسائل إعلام محلية من أخبار تحمل عنوان " عشائر الكرك تحتفي باليوبيل الفضي"، وذلك بمناسبة مرور ربع قرن على تولي جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم سلطاته الدستورية، وفي المتن تشير الأخبار إلى إقامة مأدبة غداء لشيوخ ووجهاء البوادي الأردنية الثلاث "الجنوبية والوسطى والشمالية" في بيت الكرك بالعاصمة عمان.
الخبر، حمل كثيرا من الدلالات والمعاني التي جعلتني أعتز بأنني أردني، فقد أكدت المناسبة الإرث التاريخي للأردنيين بشكل عام ولعشائر الكرك بشكل خاص، الذين لم يكونوا في يوم من الأيام إلا مع الدولة وقيادتها الهاشمية ومع وحدتهم الوطنية وعروبتهم المتأصلة.
بيت الكرك، كان جامعا للعشائر الكركية التي استقبلت أبناء العمومة من شيوخ ووجهاء قبائل وعشائر البوادي الأردنية التي طالما كانت العمود الفقري للدولة الأردنية، وكانت وما زالت وستبقى تُدين بالولاء والانتماء للعرش الهاشمي.
في بيت الكرك، تشكلت لوحة فنية فسيفسائية جميلة ظهر فيها الأردن الحقيقي القائم على المحبة والاحترام والوحدة الوطنية؛ التي لا يقبل أي أردني المساس بها، فهذا الأردن منا ونحن منه، وهذا العرش الهاشمي عرشنا الذي لا يمكن أن نكون في يوم من الأيام إلا السند والعون له، ولا يمكن إلا أن نكون مخلصين له ولتاريخه الذي يزهو بالعزة والكرامة والدفاع عن الوطن والعروبة والإسلام.
نعم، بيت الكرك كان حاضنا للمسلم والمسيحي، للحضري والبدوي، وهذا ما يريده جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وسمو الأمير الشاب الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الأمين، ففي ركبهم نحلق دائما ونسير خلفهم في خدمة الأردن والأردنيين.
لقد شعرنا بروح الشهيد هزاع المجالي حاضرة يوم أمس في بيت الكرك ونحن نشاهد نجليه معالي النائب أيمن المجالي ومعالي الباشا المحبوب حسين المجالي، وهما يقومان على الاستقبال والترحيب بكل من حضر من عشائر الكرك وعشائر البوادي الأردنية؛ فهذه تربيتهم التي تربوا عليها في بيت والدهم الشهيد هزاع المجالي وفي بيت الهاشميين.
نعم، حضرت روح الشهيد هزاع المجالي الأردني الأصيل التي ما زالت وستبقى ذكراه خالدة تسكن ذاكرة الأردنيين، مهللة ومرحبة في بيت الكركية.
يوم أمس كان عنوانا للوحدة الوطنية وتأكيدا للمؤكد بأن الأردنيين عنوانهم الولاء والانتماء للعرش الهاشمي ولوطنهم ولأمتهم، وأن هذا الوطن لا يمكننا الانسلاخ عنه وعن أرثنا التاريخي المبني على الرجولة والبطولة والشجاعة والقيم والأخلاق المستمدة من ديننا الحنيف ومن عشائرنا وعروبتنا.
حضرت روح الشهيد هزاع المجالي كما هي حاضرة روح الشهيد وصفي التل وشهداء الأردن جميعا الذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعا عن الوطن وعن عروبتهم وعن قضيتهم الأولى فلسطين؛ ففي بيت الكرك تشكلت لوحة فنية عفوية جميلة برزت فيها الوحدة الوطنية عندما تقدم سعادة الباشا الدكتور يوسف القسوس ابن الأردن البار متحدثا باسم عشائر الكرك المسلمة والمسيحية وسط طرب الحضور لسماع كلماته الدافئة.
نعم، الكرك هي جزء لا يتجزأ من أردن الهاشميين بكل مكوناته وأطيافه الذين يدينون بالولاء والانتماء لقيادتهم الهاشمية، مؤكدين اعتزازهم بهذه القيادة التي يمتد نسبها لسيد البشر محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، ومحتفلين باليوبيل الفضي لجلالته.
نقول لجلالة الملك عبدالله الثاني أعز الله مُلكه وأدامه، ولسمو ولي عهده الأمين نحن معكما ونقف خلفكما في الدفاع عن الأردن، وكلنا ثقة بحكمتكما وحنكتكما السياسية وعقلانيتكما في المضي قدما نحو أردن مزدهر متطور.
حفظ الله الأردن بقيادته الهاشمية، وحفظ الله جيشنا المصطفوي وأجهزتنا الأمنية الباسلة، وحفظ الله شعبنا العظيم الذي يتصدى دوما لكل المؤامرات التي تحاك ضد هذا الوطن وقيادته.