محمد حجازي - ناطق نيوز
لا ينفك الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" محط إعجاب وتقدير على مستوى العالم، خصوصاً في الغرب، مما دفع المخرج الأميركي المعارض والمشاكس "أوليفر ستون" لإنجاز فيلم عنه معه بعنوان" حوارات بوتين" في أربعة أجزاء، وتم التصوير بين عامي 2015و2017 ، وحاز العمل جائزة الجمهور من مهرجان سراييفو السينمائي، و"قلب سراييفو عن مجمل إسهاماته الفنية.
"من المهم أن يسمع الجمهور ما يريد الرئيس الروسي أن يقوله، فالرئيس "بوتين" من أهم الزعماء في العالم، وبما أن أميركا صنّفته عدواً فلا بد أن يُسمع رده في هذا الصدد" الكلام للمخرج والسيناريست والمنتج "ستون" الذي أضاف" من يشاهد الفيلم سيخرج بمعطيات كثيرة تفوق ما قاله "بوتين" الذي قام بمداعبة "ستون" أكثر من مرة، منها مرة طلب منه "ستون" أن يخرج من خلف الستارة ويمشي بإتجاهه، وبعدما تأخر قليلاً ظهر وهو يحمل فنجاني قهوة ويخاطب " ستون":"القهوة يا سيدي". هذه الروح هيمنت على كامل اللقاء، وجعلت جميع الموجودين يخرجون بإنطباع بالغ الإيجابية عن القيصر الرائع كما حلا للمحيطين بفريق الثصوير وصفه مشيدين بتواضعه الشديد والآسر.
الفيلم عرض في "مهرجان سراييفو السينمائي"، ورغم فوزه بجائزة الجمهور، وتقدير" قلب سراييفوعن إسهاماته السينمائية"، فقد نشرت مقالات نقدية أشادت بقيمة الفيلم، وبأنه تناول قضايا راهنة مهمة عالمياً: سياسة روسيا في سوريا، أوكرانيا، والعلاقة المضطربة مع أميركا، لكن حصلت أكثر من إشارة تحدثت عن "ستون" الذي بدا كحمل وديع، مهادناً أو متزلفاً" وأنه ظهر إلى جانب وجهة النظر القائلة" إن ستون مع فكرة ترامب بأن روسيا وأميركا ستكونان حليفتين في المستقبل، فمن الجنون أن تكونا عدوتين"، في وقت حمل الشريط شعار"إعرف عدوك"( الشعار عربي أطلقه الفنان عزت العلايلي) مع رئيس يحكم روسيا منذ 17 عاماً ويحظى بإحترام العالم ومهابة لدى كل القوى الرئيسية فيه.
المخرج الأميركي الذي هاجم السياسة الأميركية في "السلفادور"، وفي فيتنام(بلاتون) وقال الكثير عن الهيمنة المالية على السياسة المالية في أميركا ومنها إلى العالم كله (وول ستريت)، كان خالف السياسة الأميركية عندما زار "هافانا" وحاور الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، ثم الزعيم الفلسطيني " ياسر عرفات" رغم الإعتراضات والمضايقات الإسرائيلية، وها هو يحاور الرئيس "بوتين" في عز إحتدام النقاش حول دور "بوتين" في رجحان كفة "ترامب" في إنتخابات الرئاسة الأميركية.