محمد حجازي - ناطق نيوز
قليلة جداً الأفلام الرومانسية التي تصوّر في ستوديوهات هوليوود، لكنها غالباً ما تكون مميزة. أحدثها " blind" للمخرج "مايكل مايلر"عن قصة لـ "دايان فيشر"، سيناريو " جون بوفالو مايلر"، يجمع بين الجميلة "ديمي مور"( في دور سوزان دوتشمان) والوسيم"ألك بالدوين"( بيل أوكلاند) في دور رجل فقد نعمة النظر في حادث سيرخسر فيه زوجته.
الشريط صادق من حيث تقديم كل المبررات التي تجعل سيدة جميلة وثرية تنقاد لعاطفة مع رجل لا يرى، فهو وسيم وأنيق وصاحب ذوق في التعاطي معها كإمرأة مميزة عكس زوجها "مارك دوتشمان"(ديلان ماك ديرموت) رجل الأعمال المتورط دائماً في صفقات مشبوهة أدخلته إحداها السجن، فخرج منه بعدما أوعز لرجاله بقتل الشاهد الوحيد ضده شريكه في الصفقات، والمتعدد العلاقات العاطفية التي ضبطت "سوزان" إحداها مع أقرب صديقاتها "دانا"( فيفا بيانكا)، كل هذا مهّد الطريق لتواصلها مع "بيل" الذي تعرفت عليه في أحد مراكز خدمة فاقدي النظر، عندما عاقبتها المحكمة التي حاكمت زوجها، بالعمل الخيري والخدماتي الإجتماعي لمدة مائة ساعة، ولم تكن البداية مشجعة على إنسجامهما، لكن الأمور تطورت إيجاباً لاحقاً.
"بيل" من الكتّاب المرموقين في الوسط الأدبي الأميركي، ولم تمنعه إعاقته الحديثة من التعليم وكان دور "سوزان" أن تقرأ له فقط، ومن خلال الأفكارالتي ترد في أحداث الروايات تناقشا وتفاعلا وظهر الإعجاب المتبادل سريعاً، وخرجا معاً إلى عشاء رومانسي تبادلا فيه الحديث عن كل شيء، وكان نوع من إنسجام المواقف تعزز مع رغبة مشتركة في أن يرى واحدهما الآخر بقلبه لتجاوز فقدان نعمة النظر عند"بيل" والتعويض عنها بما يراه القلب، وما يحسّه في الطرف الثاني، ووعدها بعشاء قي باريس لا تنساه أبداً، وإعلانه أن حلمه يكمن في تمضية ما تبقى من حياته في جنوب فرنسا حيث تُظهر لنا الكاميرا لوحة خلابة من هناك تبدو وكأنها قطعة من الفردوس، نعرفها جيداً من زياراتنا المتكررة لتلك المناطق في موسم مهرجان كان السينمائي الدولي عاماً بعد عام.
"مارك" يخرج من السجن بعدما إنتفى مبرر إحتجازه إثر مصرع الشاهد الوحيد في قضيته، وإستطاع أحد رجاله ضبط "سوزان" خارجة من منزل "بيل"، إلاّ أنها دفعت له لقاء عدم البوح بشيء، لكن الزوج كان متأكداً من وجود رابط عاطفي بين الطرفين، وأجبر عميله السري على الإعتراف بذلك، وطال "بيل" أذى معنوي وجسدي من "مارك" لم يُبلغ به "سوزان" التي طلبت الإنفصال بعدما كشفت تفاصيل علاقة عرفت لاحفاً أنها مع أقرب صديقاتها. بعد كل هذا رضخ "بيل" لطلب "سوزان" بعدم التواصل، وغادرإلى جنوب فرنسا، ولم ينتظر كثيراً حتى وجدها أمامه، متحررة من كل شيء، وأسيرة حبه وحده.