ناطق نيوز-كتب معاذ البطوش
لم أكن في يوم من الايام أرغب بأن أكتب كلمة واحدة بحق دولة الدكتور فايز الطراونة خلال وجوده في موقع صنع القرار حتى لا يقال أنني "أسحج له أو أحاول التقرب منه" مع أن الصحفي من المفروض به أن يقول كلمة الحق ولا يبالي.
ولكنني اليوم وبعد أن غادر الدكتور فايز الطراونة رئاسة الديوان الملكي الهاشمي ، فلا بد من الحديث عن بعض الايجابيات والسلبيات لهذه الشخصية السياسية.
على الصعيد العملي فقد شغل الطراونة العديد من المناصب الهامة بالدولة من وزير خارجية وسفير الاردن لدى واشنطن ورئيس وزراء لأكثر من مرة ونائبا لرئيس مجلس الاعيان وآخر هذه المناصب رئيسا للديوان الملكي الهاشمي منذ عام ٢٠١٢وحتى يوم أمس الاول.
خلال فترة عمله بهذه المواقع الهامة والحساسة لم يسجل على الطراونة أن ورث منصبا لابن أو شقيق أو إبن عم أو خال.
لم يسجل عليه أن دخل في دائرة رجال الأعمال وحصل على عطاءات أو أي تنفيعات مالية، أو توسط لأي رجل أعمال من أجل الحصول على اعفاء ضريبي أو ما شابه ذلك.
لم يسجل على الدكتور فايز الطراونة أن مرر أي قرار فيه شبهة فساد مالي أو اداري، بل كان يعرف عنه أنه رجل حازم ولا يقبل التهاون في تطبيق القانون.
لم يعرف عن الرجل أن باع ذرة من تراب الوطن، أو سهل عملية بيع مقدرات وطنية تحت "عنوان الخصخصة"، بل سلم مقدرات الوطن عام ١٩٩٩بعد استقالة حكومته وكل روافد الدولة الاقتصادية تتبع للحكومة.
لم يصدر من الطراونة طيلة عمله في القطاع العام أي تصريح أو تعليق "استفز" فيه مشاعر الأردنيين أو حاول " ٱستخفاف"عقولهم لا قدر الله، بل يعرف عنه أنه لا يتحدث كثيرا.
لم يتخذ بيوم من الأيام قرارا إقتصاديا واحدا ضد المواطن باستثناء قرار متعلق برفع أسعار المحروقات خلال رئاسته للحكومة عام ٢٠١٢والذي جاء بناء على لجنة تسعير المشتقات النفطية المعمول بها منذ عام ٢٠٠٨بعهد حكومة دولة نادر الذهبي، الا أنه تراجع عن القرار بعد أيام استجابة للضغط الشعبي.
أما بالنسبة للجانب السلبي للدكتور فايز الطراونة فياخذ عليه أنه غير منحاز للكرك مسقط رأسه في التعيينات بالمناصب العليا بالدولة، وكان مصرا على ان يكون لكل مجتهد نصيب بعكس غيره من رؤساء الحكومات الأردنية الذين يتسابقون على الاطاحة بالمسؤولين من أجل تعيين أبناء محافظاتهم أو مناطقهم، بمواقع قيادية.
كما يأخذ عليه أنه "جاف" ولا يضحك ودائما الكشرة تسيطر على تجاعيد وجهه.
كذلك من السلبيات التي تسجل على الطراونة أنه كان وزيرا للخارجية عندما وقع الأردن معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني عام ١٩٩٤، لكن هذا الأمر لم يكن مقتصرا على الطراونه وحده ولم يكن عرابا للاتفاقية، بل كانت الدولة برمتها شريكا بالمعاهدة وجميع من كان له حضور فيها أصبح فيما بعد إما رئيسا للوزراء وإما وزيرا أو تقلد موقعا متقدما بالدولة.
هذا هو الدكتور فايز الطراونة المسؤول الذي لم يستفز الأردنيين بقول أو فعل كما هو حال كثير من المسؤولين الذين ينظر اليهم الشارع الاردني نظرة إحترام وتقدير.
لست منحازا للدكتور فايز الطراونة وانما آلمني جدا ما كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن بعض الزملاء بحق الرجل كما لو أنه كان فاسدا أو بائعا للوطن او مرابيا.
لا أعتب على العوام فيما يكتبون بحق الطراونة او أي مسؤول أردني ولكت العتب على أشخاص يتلفظون ويكتبون عبارات لا تليق بهم قبل أن لا تليق بالدكتور الطراونة أو أي مسؤول أردني.
حذاري من اتباع النخب من كتاب وغيرهم للعوام فيما يطرحون فالاصل ان يوجه الكاتب الناس نحو الافضل لا أن يتلون باللون الذي يريده.