توجه لإستبدال المنتجات الاسرائيلية بالمنتجات الأردنية في أسواق جنوب أفريقيا الدكتور عبدالحكيم القرالة يكتب...أفعال،،بالمواقف والأرقام وزيرة النقل تلتقي وفد البنك الدولي لبحث نتائج الدعم الفني. الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة العرموطي يوجه سؤالا نيابيا حول عمل وترويج بعض المصانع لبيع الخمور..وثيقة أمين عام الميثاق الوطني المومني: التظاهرات  والتعبير عن الرأي مسموح فيه، وهو متسق تماما مع الموقف الرسمي ومتسق مع مصالح الأردن. جلالة الملك يزور البادية الوسطى ترافقه جلالة الملكة وولي العهد عاجل...الميثاق الوطني يقرر رسميا المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة الدكتور بشار عوض الطراونة،، مبارك الترقية نفاع يدعو المراة الى استثمار فرصة المشاركة والتغيير مركزي الميثاق الوطني يعقد اجتماعه السنوي الاول ويصادق على التقرير السنوي للحزب..صور الاردنيون في جامعة طنطا يشاركون بفعاليات يوم الشعوب  الميثاق الوطني يرحب بقرار مجلس الأمن المتعلق بإيقاف الحرب على غزة اتحاد الإعلام الرياضي يواصل تحضيراته للحفل السنوي كتلة الإصلاح تنسحب من جلسة العفو العام

القسم : حوارات وتحليلات
حتى لا تتحول الى ادوات للهدم الانساني .
حتى لا تتحول الى ادوات  للهدم الانساني .
نشر بتاريخ : Mon, 16 Jul 2018 13:31:05 GMT
ناطق نيوز-كتب جميل البرماوي

  ادوات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها ملايين البشر من حولنا والمتاحة للجميع ، هي وسائل حضارية وانسانية لتبادل المعرفة و الاخبار و لطرح الآراء وللتواصل الانساني بمختلف ابعاده واشكاله ، كما انها تمثل وسيلة للضغط ونافذة للتعبير عن الراي بكل حرية ومسؤولية ضمن ضوابط ومحددات قانونية واخلاقية تحكم معظم شعوب العالم التي تستخدم تلك الوسائل والتي جاءت كثمرة لتطور ثورة الاتصالات والعولمه  .
ويقدر عدد مستخدمي مختلف شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن بحوالي 2ر7 مليون، 5 ملايين منهم يستخدمون  شبكة  الفيسبوك ، وهذا يؤشر لنا على حجم التحدي  الماثل  امامنا للبحث  عن  افضل السبل  لاستخدام هذه الفرصة  الاتصالية لتصبح اداة من ادوات البناء الوطني لا معاول هدم وتهديد ومصدر للخطر .
وليس منا من يطالب بالحجر على الافكار او تقيد  الحرية  لصالح تبادل الافكار والآراء او النقد المباح، أو الحق في نشر الأخبار فقد ساهمت ادوات التواصل الاجتماعي في زيادة المعرفة وسلاسة تناقل الاخبار وسرعة وصولها للمتلقي  بل وساهمت في  كشف بعض قضايا الفساد ، ورفعت من منسوب تبادل  الآراء  وتلاقيها ومشاركة الجميع في الهم الوطني والانساني .
 لكن ما يبعث على  القلق  والالم ان الوضع في المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع الاردني بشكل خاص  لا يسر  نتيجة  الاستخدام الخاطئ  والسلبي  لتلك الوسائل الحضارية  من قبل البعض وقد بدا الامر يتفاقم بشكل متسارع وينذر بالخطر ، حيث اصبحت  بعض هذه الادوات  وسيلة  لهدم  العلاقات الانسانية والاجتماعية والحض على نشر ثقافة الكراهية والتطرف و العنف المتطور بل ونبذ الاخر وعدم الاعتراف بحق  الاختلاف كما كان لها دورها الواضح في التجهيل والسطحية.
  ثورة المعلومات والاتصالات التي اتاحت لنا وسائل متعددة  للتواصل  فيما بيننا ومعرفة احوال  العالم  وتوثيق عرى المحبة والتواصل الانساني وتقريب وجهات النظر والمشاركة في صناعة المستقبل واثراء النقاش  المفيد والبحث عن الحلول للمعضلات التي تواجه المجتمعات وللتربية والتعليم وباقل الكلف المالية لم نحسن استخدامها بل حولنا تلك المنصات للثرثرة الكلامية وللتجريح ونقل الاشاعات وتداولها واستباحة خصوصيات  الاخرين  وقتل الوقت وانتهاك خصوصيات المجتمع وحقوقه  وعدم التمييز ما بين العام والخاص  وقد اباح البعض لا نفسهم الذم والتحقير والاتهام دون شرط او قيد ، كما اباحوا لا نفسهم ان يصنفوا الناس الى ملائكة وشياطين، حتى اصبحنا نرى من نصب نفسه قاضيا ومحققا وصحفيا وطبيبا ومهندسا ومفتيا ، وخبيرا عسكريا  ،يتكلمون في كل شئ بعلم وبدون علم .
الامر اليوم تجاوز المعقول ، ليس من جهة  تهديد الامن و السلم المجتمعي من  خلال المنشورات التي  تحمل الكراهية  وما يعقبها من ردود ، او من خلال الافكار السلبية  السوداء التي  تلوكها بعض تلك الصفحات  بل ان الامر اصبح يشكل خطورة على الامن الوطني من خلال تناول بعض تلك الوسائل لاخبار  وفيديوهات وصور  ملفقة وغير حقيقية و لأسرار وطنية غاية في الخطورة حتى ان الامر تعدى  الى الخوض في التدخل في شؤون مؤسسات محمية بموجب الدستور والقانون واذا استمر  الامر على هذه الشاكلة  سيصبح  الامر خارج السيطرة ويحطم  القيم الجميلة والاصيلة التي تربينا عليها في التخاطب وحق الاختلاف ،وسيكون هذا الاستخدام المنفلت القنبلة التي ستنفجر يوما في وجه السلم الاجتماعي الذي ننعم به.
الاف الرسائل والمنشورات تبث يوميا ويتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحكمها المزاجية والانفعالات العاطفية والنظرة السوداوية، قلة من هذه المنشورات تكون مبنية على المعلومة العلمية الصحيحة الموثقة  اما  اغلبها فيكون عبارة عن اشاعات تطلق لأهداف مختلفة ويتناقلها الاكثرية دون دراية او علم ثم  تتناقلها المجاميع  لتحولها "لحقيقة" تتداولها المجالس وتلوكها الالسن وهذا ناتج عن تجذر السطحية في التفكير عند البعض وضعف التسلح بالعلم والمعرفة وغياب الاسس الحقيقية  للنشر القائم على المعلومة الدقيقة والرقم الصحيح  والصورة  الواقعية .
التداخل الحاصل ما بين وسائل الاعلام الملتزمة التي تعمل ضمن تشريعات وقوانين وتحكمها انظمة واخلاقيات المهنة و مواقع التواصل  الاجتماعي لابد له  من ضوابط منطقية ، فان كان من حق اي مواطن ان يعبر عن  رأيه  بكل حرية ومسؤولية  وقد كفل له الدستور ذلك  فانه  ليس  من حقه  ان ينشر  ما يهدد الامن المجتمعي والوطني  ويسئ للاخرين  وهذا يتطلب جهد وطني  كبير  واعادة ترتيب للامور.

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر