ناطق نيوز- كتب الشيخ أيمن جمعة
قالها وهو عائد من مراجعات الكشف الطبي بعدما علم بظهور علامات الأورام السرطانية المفاجئة والتي هي في مراحلها الأخيرة والنهائية ،
إن صاحبنا شاب نظيف عفيف ، كان يصلي أحيانا ، ويعاوده الانقطاع !!! ،
كان يعاني من مرض - ما - لازمه من مولده ، منعه من الزواج ، كان يتمنى الزواج والاستقرار ، ولكن مرضه المصاحب له منذ الطفولة ، هاجسا يلوح له بالأفق كالشبح المخيف ، لذا قرر ألا زواج ...
الأورام السرطانية لم تمهله بعدما عرف المرض الخطير سوى شهرا واحدا
لا زلت أذكر اتصاله قبل وفاته بأيام ، هل يستطيع الحج ، وكان الأمر قد انتهى وأوشك الحجيج على السفر إلى بيت الله الحرام ،
كنت أقرأ ذبذبات صوته تقول لي أود أن أموت ملبيا ، محرما ، طائفا ، ملقى بين الحجبج يجود بروحه في المشاعر ،
قبل وفاته بأيام وهو راجع من بعض المراجعات ، أخبرني بعض الأصدقاء ممن كان معه ، أنه أوقفهم قائلا : ( أنزلوني على باب المسجد ) فدخل صاحبنا فصلى ،
ليكن آخر عهده بالصلاة في بيت الله ، هو يعرف أن مرضه لن يتيح له الحركة ، وكيف وهو الذي كان كثيرا ما يسقط أرضا - ليلا - وهو يحاول أخذ شيء يحتاجه ...
( أنزلوني على باب المسجد )
مودعا المكان الذي تستجلب فيه الرحمات والدعوات بيت ربه جل في علاه ...
( أنزلوني على باب المسجد )
إنه المكان الطاهر الذي تغتسل فيه القلوب ،
دخله ليتستشعر بالرحمة والعفو ، في أشرف البقاع والأمكنة ،
دخله لأنه المكان الأجمل للمناجاة ،
والله كم أثرت بي كلماتك يا صاحبي ، وكأني ما عرفت المساجد قبل كلماتك ، وكأن مسمى المسجد يدق مسامعي لأول مرة ، وأنا الإمام منذ عشربن سنة...
أنزلوني على باب المسجد ، كلمات هيجت قلمي المعوج ، ليكتب كلمات
خرجت على غير موعد وترتيب ،
أظن وظني بالله كبير أن صلاتك وتوبتك وعبارتك ( أنزلوني ...) لها الكثير الكثير ، عند خالقنا الكبير ..