ناطق نيوز-كتب النائب السابق حمد الحجايا
ابكي معاذ فمثله تبكيه الرجال، ابكي من بذل دمه الطهور ليحمي الديار، ابكي من ارخص روحه دون رفاقه، فتلقى الرصاص بصدرة، مقبلا لا مدبرا، يحدو حداء القتال ينتخي ..
انا لها انا لها ..ان شفت الموت ما انتحى …
انا الدماني من الجفر … وابوتايه مخولي ..
ارقاك يا نقب الدبور… وافل عش المنتحي ..
اللي يرهب اهلنا …. وباسم الدين يذبحي ..
كان بطلا فارسا لا يشق له غبار، توضأ من ماء النبي شعيب، وصلى الى الله ، والتفت يم قبره وناداه ..يا نبي الله، ارشدني ورفاقي الى طريق الحق ، فسمع صوتا نديا يلج في جنبات الوادي..، يا معاذ ..الجبل الجبل ..ما أنبأني الله بأن احل دم انسان لانسان ولو بالحق، فإن اخذه لا يكون إلا بقصاص، في الدنيا والآخرة ، يا بني اجتازوا النهر ، ولا تشربن منه شربة ماء مهما اشتد بكم الضمأ،فستشربون من نهرا لاتظمئون بعدها أبدا.
انقطع الصوت التفت يم رفاقه ، وقال سنداهم وكر البغاة ، انهم بذاك الجبل، خلف الوادي ، المعلومات اكيدة اذا… فخاضوا النهر، ولم يشربوا منهم احدا ابدا، ولم يغترف منهم احدا بكفه ماء ..ليبلل عطش فاه.
ما ثناهم رشق الرصاص من عل ، وصابروا على نزف دم يبذر بسفح ذاك الجبل ، تنبه الى وصية نبي الله شعيب (يا معاذ الجبل الجبل) فتذكر بفطنة البدوي الفارس القائد (يا سارية الجبل الجبل)، التفت يم رفاقه وامرهم ..بالرجوع بمحاذاة سفح الجبل ...ليحموا انفسهم من وابل الرصاص وقذائف الاربي جي ،ليحمي ارواحهم ، وقسم الفريق الى قسمين ، احدهم للمقاومة بالرصاص مع امر عدم التقدم ، والاخر معه الاربعه الشهداء الى الالتفاق من خلف الجبل ومن ثم الاقتحام ...هذا هو معاذ الشهيد ورفاق في السلط كما كان قبله راشد الزيود ورفاقه باربد ، سائد المعايطة في الكرك...مثلهم تبكيه الرجال ..وتنحب عليهم النساء، كجعفربن ابى طالب المسجى على ثرى مؤته الطور الزكي بدمه ودم اصحابه ، عندما علم رسول الله محمد باستشهادة ، ولجت المدينة ببكاء النساء على استشهاد اقربائهن ، فدمعت عينه حزنا على فقد جعفر ،فدخل على نساء بني هاشم ..وهن يبكن جعفر بصمت خائفات من رسول الله أن يؤنبهن ، وقال غاضبا محتدا وعينه تفيض بدمع حرور حزنا (الا لجعفر بواكي اليوم … ان جعفر لتبكيه الرجال ..)
رحمك الله يا بطل الصحراء...رحمك الله يا معاذ الجبل الجبل ، رحمك يا شهيد الوطن ...الرائد معاذ خميس الدماني قائد فريق المهمات الخاصة في مكافحة الارهاب.