اقتلع مستوطنون أمس الأحد، المئات من أشتال الكرمة والزيتون في أراض ببلدة الخضر جنوب بيت لحم. وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح لـ»وفا»، إن مستوطني «افرات» الجاثمة على اراضي المواطنين جنوبا، اقتلعوا 370 شتلة كرمة، و(30) شتلة زيتون، عمرها لا يتجاوز العامين، في اراضي منطقة «الحريقة» تعود للمواطن ابراهيم سليمان صبيح.
واشار صلاح الى ان اعمال التجريف واقتلاع الاشتال والاشجار تصاعد في الفترة الاخيرة في اراضي بلدة الخضر، حيث تم قبل ثلاثة ايام تجريف أراض واقتلاع اشتال زيتون وكرمة تعود للمزارع ابراهيم محمد حمدان موسى.
وشرع مستوطنون أمس بتجريف أراض في منطقة «خلة النحلة» القريبة من قرية واد رحال جنوب بيت لحم. وأفاد مدير مكتب هيئة شؤون مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية لـ»وفا»، بأن جرافات تابعة للمستوطنين شرعت بتجريف أراض في خلة النحلة، تعود للمواطن كارم الصرعاوي، بهدف شق طريق التفافية تصل مستوطنة «افرات» بالبؤرة الاستيطانية «جيفعات عيتام» الجاثمتين على أراضي المواطنين.
وأعمال التجريف لشق الطريق الالتفافية بدأت العمل فيها قبل حوالي أسبوعين، وحينها تصدى المواطنون للمستوطنين، ومنعوهم، بعد إبراز اوراق ثبوتية «طابو» بملكية الأرض.
ودمر مستوطنون، أمس الأحد، عشرات أشجار الزيتون، وسرقوا ثمارها في قرية تل جنوب غرب نابلس. وتفاجأ المزارع محمد عصيدة الذي تمكن من الوصول لأرضه القريبة من بؤرة «حفاد جلعاد» الاستيطانية المقامة على أراضي القرية، بعد الحصول على تنسيق لثلاثة أيام لقطف الزيتون، بسرقة المستوطنين لثمار أكثر من 50 شجرة زيتون من أرضه، وتكسير 50 غرسة أخرى. وأضاف عصيدة ان قطعة الأرض المسروقة كانت تنتج سنويا قرابة 30 تنكة زيت.
في موضوع آخر، قال رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إن «رد إسرائيل سيكون مؤلما إذا لم توقف حركة حماس الهجمات من قطاع غزة». جاء ذلك خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي في مدينة القدس، بحسب «هآرتس». وأضاف نتنياهو، إنه «إذا لم توقف حماس الهجمات من قطاع غزة ضد إسرائيل فسيتم إيقافهم بطريقة أخرى. نحن قريبون جدا من نوع مختلف من العمل». وشدد على أن الرد «سيكون مؤلما ومؤلما جدا وسيشمل ضربات قوية جدا».
يأتي ذلك بالتزامن مع تهديد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، صباح أمس، بتوجه ما وصفه بـ»أقسى الضربات» لحركة «حماس» في غزة. وقال ليبرمان، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «يديعوت أحرنوت»: «بعد أشهر من أحداث المسيرات، وإطلاق البالونات الحارقة تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع فإن إسرائيل استنفدت جميع خياراتها ووصلت إلى نقطة اللا عودة». وتابع في ذلك الصدد: «حان الوقت لضرب حكام غزة بأقسى ضربة». وفي ذات السياق يعتقد ليبرمان أنه من «المهم استنفاد كافة الخيارات الممكنة قبل الذهاب لعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة»، كما جاء في الصحيفة. وأضاف قائلاً: «قبل أن نذهب إلى الحرب في غزة، يجب علينا استنفاد جميع الخيارات الأخرى، التي بذلنا كل جهدنا للقيام بها».
يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في العديد من المناطق داخل قطاع غزة المحاصر، من الملوحة الشديدة للمياه المستخدمة في الشرب والمزودة من قبل بلديات غزة وضخها إلى منازل المواطنين دون وجود البدائل في ذلك، ويرجع ذلك إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.
ويقول رمزي أهل مدير المياه والصرف الصحي في بلدية غزة لحرية برس، إن قطاع غزة يعاني من نسبة ملوحة المياه العالية وارتفاعها، حيث أنها وصلت إلى أرقام قياسية جداً وغير مسبوقة، فالمياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي المستخرجة من الخزان الجوفي أقل من 2%، أما المياه غير الصالحة للشرب وصلت إلى أكثر من 98% في كافة المناطق قطاع غزة.
وتوقع المهندس أهل، أنه في حال لم يتم حل مشكلة المياه والصرف الصحي ومعالجتها داخل قطاع غزة خلال السنوات والأشهر القادمة، فإن القطاع أمام كارثة بيئية على صعيد مياه البحر الملوث بفعل عدم معالجة مياه الصرف الصحي وأزمة الكهرباء المستمرة، وأن عدم توفر الكهرباء لضخ مياه الصرف في بعض الأحياء داخل مدينة غزة وتوقفها لساعة واحدة فقط، سيؤدي ذلك إلى غرق منازل المواطنين بتلك المياه، في ظل الإمكانيات المحدودة على صعيد البلديات العاملة داخل قطاع غزة.
في ذات السياق، يعارض مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفيعو المستوى قرار وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بوقف كافة إمدادات الوقود والغاز إلى قطاع غزة، بحجة المظاهرات التي جرت عند السياج الحدودي المحيط بالقطاع، الجمعة، والتي واجهتها قوات الاحتلال بوحشية ما أسفر عن سقوط سبعة شهداء.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس الأحد، أن هؤلاء المسؤولين الأمنيين يرون أنه ينبغي التمييز بين الوقود الذي تزوده إسرائيل، بادعاء منع انهيار الوضع الإنساني في القطاع، وبين الوقود الذي تمول دولة قطر تزويده للقطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تُدخل الوقود والغاز للقطاع بكميات تعتبر أنها الحد الأدنى المطلوب لمنع انهيار الأوضاع في القطاع.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي دعوا، خلال الأشهر الأخيرة، إلى التمييز بشكل كامل بين المواجهات عند السياج الأمني المحيط بالقطاع وبين استمرار المساعدات الإنسانية.
في موضوع آخر، وافقت الحكومة الاسرائيلية أمس على تمويل بناء 31 وحدة استيطانية جديدة في مدينة الخليل، وهي خطة تقدم بها وزير الجيش لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وهو المشروع الاول منذ 16 عاما.