ناطق نيوز-كتب د عساف الشوبكي
في حادثة البحر الميت المؤلمة تفاعلت الدولة الأردنية كلُها شعباً وملكاً وحكومة وبرلمان ومؤسسات أهلية مع هذا الحادث الجلل الذي أبكى الأردنيين ، وعَبّرَ الملكُ عن حزنه وألمه وغضبه الشديد ، ووعد بمحاسبة المقصرين والمسؤولين الذين لم يتخذوا إجراءات للحيلولة دون وقوع هذا الحادث الموجع ، وذهب رئيس الوزراء وأعضاء من الحكومة وقادة الأجهزة الامنية الى مكان الحادث واشرفوا على جزء كبير من عمليات الإنقاذ .
وفي مشهد قل نظيره عَبّرَ الأردنيون عن بالغ حزنهم وأساهم وحرقتهم على شهداء الخميس الذي سموه أسوداً واتحدوا عاطفياً كعادة الأسرة الأردنية الواحدة مع اهالي الشهداء.
وبناء على توجيهات الملك فقد شكل رئيس الوزراء لجنة حكومية برئاسة نائبه للوقوف على حيثيات الحادثة الموجعة ، وكان الأجدى بمجلس النواب وأسرع من الحكومة تشكيل لجنة نيابية لتقصي الحقائق والوصول الى الاسباب الحقيقة لما حدث ومساءلة المقصر او المقصرين، وكان على النواب والأعيان فرادى او جماعات الذهاب الى الوزارات والمؤسسات المعنية والى المدرسة المنكوبة ومكان الحادث وسيل وسد زرقاء ماعين والى شهود العيان وأهالي الضحايا لإستقصاء المعلومات ومعرفة ظروف الحادثة وحيثياتها ومسبباتها ، فهذا جزء من دورهم الرقابي ، أما تحميل المسؤولية على شاشات التلفزة وفي القاعات الوثيرة وإلقائها على وزراء دون غيرهم ودون الوقوف على الحقيقة والحقيقة فقط فذاك خلل وتقصير في اداء الدور الصحيح والمسؤولية الملقاة على عاتق السلطة الرقابية وعدم ( القيام بالواجبات الموكولة اليها حق القيام).
نأمل من مجلس النواب ان لا يكون ( عاقب الشتا بفروه ) وننتظر منه اليوم ان يشكل لجنته دون تأزيم وتأخير والتي يجب ان تقوم بدورها بقوة و دون محاباة او تقصير للوصول الى النتائج الصحيحة ومعرفة ما جرى يوم الخميس الماضي في سيل زرقاء ماعين وعند مصبه في البحر الميت لمحاسبة المقصرين بما يُهدىء من روع أهالي الضحايا ويخفف عليهم مصابهم وبما يخفف غضب الأردنيين المتلهفين لمعرفة المقصرين ومحاسبتهم ، ولإستخلاص الدروس والعبر ولتلافي تكرار ذلك ، وعلى اللجنة ان تستعين باصحاب الخبرات والإختصاص سواء من الأجهزة الامنية او من النقابات المهنية او من غيرهم من اجل حصافتها وسلامة وشفافية اجراءاتها ودقة النتائج التي ستتوصل اليها ، هذا من جهة اما من الجهة الأخرى فالأجدى ان تتوقف هذا الفوضى الاتهامية العارمة وهذا السيل الجارف المُجادل على وسائل التواصل الاجتماعي بأسباب سيل زرقاء ماعين المؤلم و المسؤولين المتسببين بالحادثة وان تتوقف الحملة الشرسة ضد رئيس الوزراء مكشوف الظهر الذي لا بواكي له هذه الأيام والتي تحمله مسبقاً وظلماً وقبل انتهاء التحقيقات مسؤولية كل ما جرى ويجرى في وطن ينهبه الصغار والكبار وينخره الفساد ولايريد الفاسدون صلاحه وتقتله الشللية والجهوية والبيوقراطية ويجلده مسؤولوه السابقون وصالوناته السياسية ليل نهار.
الى هنا (وبس بكفي ) ولننتظر نتائج عادلة لتحقيقات نزيهة، وبعد ذلك نحكم شرط ان لا يكون هناك (خروف ) فداء وهمي صغير لحماية مقصرين حقيقين كبار .
د. عساف الشوبكي