ناطق نيوز-بقلم : عوض الملاحمه / مستشار أعمال
بكل أسف ينحدر اداء الحكومات الاردنية من سيّء الى أسوأ في كل شيء ، حتى بأبسط الأمور ، هل لم يعد لدى مهندسينا الكفاءة لبناء جسر او حتى عبّارة تصمد أمام السيول !؟ هل لم يعد لدينا مهندسون تصل قدراتهم المهنية لإنشاء طريق حسب المواصفات الهندسية الصحيحة !؟ ما هذه المهزلة !؟ ما هذا التردي الذي وصلنا اليه !؟ ما هذا الهوان الذي بلغناه !؟ أين الدولة الاردنية !؟ أين كبار المسؤولين أصحاب القرار من رؤساء وزارات ووزراء ومدراء !؟
للعلم ألاسئلة المطروحة أعلاه هي إستفهامية إستنكارية ، لكن لماذا !؟ لاننا نعرف الأسباب ، أسباب هذا التردي ، أسباب هذا التراجع .. انه سبب وحيد ورئيسي ، أنه الرشوة وغياب الضمير ، إنه إنحطاط القيم الأخلاقية والدينية ، إنه الضرب بعرض الحائط بكل سلوك او أداء قويم .
منذ ما يزيد عن الأربعين عاماً قضيتها بين العمل والمتابعة في الخليج ، فقد كان وما زال مالكي شركات المقاولات بكل أنواعها سواء إنشاءات او طرق او جسور ، يبحثون عن المهندس الأردني سواء مديراً او مهندس ميدان بالمندل ، لدرجة ان بعض شركات المقاولات تحصر تعيين المهندسين بالأردنيين ، لما يتصفون به من كفاءة ونزاهة واستقامة وجرأة في الحق ، وقد كان اغلب مدراء عامين شركات المقاولات أردنيين ، وما زالوا ، أذكر هذا لأرد على نفسي في سؤالي عن كفاءات المهندسين الأردنيين ، وعليه يتبدى ان المشكلة ليس في كفاءات المهندسين ، المشكلة في بيئة الفساد الذي إستشرى في بلدنا الحبيب .. وهنا تكمن المأساة ، وهنا يزداد عدد الذين نفقدهم ونكتوي بخسارتهم عند كل " شتوه " .
عزائي للوطن بمن فقد من شباب وأطفال ، وعزائي للوطن بفق٩دان القيم عند أغلب المسؤولين ، وعزائي للذين فقدوا الأحبة الذين لن تندمل جراحهم .. وعزائي لك يا وطني الحبيب .