ناطق نيوز-بقلم : عوض الملاحمه / مستشار أعمال
وأخيراً ، وبعد ان سقطت حكومة ، وجاءت أخرى ، وبعد إتهام مجلس النواب بعدم القيام بدوره التشريعي وإنحيازه للحكومات وبُعده عن ناخبيه ، لا بل وتخلّيه عن ناخبيه ، وأخيراً ، وبعد مرور شهور عديدة من المداولات والمشاورات والحوارات واللقاءات والاجتماعات ، تم بحمد الله إقرار قانون الضريبة الجديد .
إقرار قانون الضريبة ، يعتبر ضربة قاضية للحكومة التي تفشل في تلمس وضع شعبها والتعرف على معاناته ، كما ان إقرار قانون الضريبة ضربة قاضية لعلاقة مجلس النواب بمن انتخبوه ، والاهم ان إقرار قانون الضريبة يعتبر ضربة ساحقةً ماحقةً للمواطن الشريف العفيف المكافح الكادح ، ففيه سحق وإنهاء للطبقة الوسطى التي يعني اتساعها وانتشارها وتمددها وسوادها دليل على ان المواطن والوطن بألف خير ، هنيئاً للمرتشين ، والفاسدين ، والمزورين ، والمخصخصين الذين باعوا الوطن بابخس الأثمان وبأعلى العمولات ، فقد انتصروا على المواطنين المعوزين الذين يجثمون على صدورهم في وطنهم الذي عرفوا كيف يحركون جموده الاقتصادي ، وانعزاله العالمي ، وانغلاقه على الأجنبي ، فعولموه .. وباعوه .. وهم الان دافعوا الضرائب حتى لو كان أصل ثرائهم ودفعات ضرائبهم من بيع مقدرات الوطن .
وما المشكلة في هذا القانون !؟ ما مشكلة هذا المتبجح المُقْلِقْ المزعج الفقير ، لقد ضاقوا ضرعاً بالفقراء ، حيث قضّوا مضاجعهم وسكونهم وراحة بالهم ، ويمنعونهم من ان يهنأوا بما سرقوا ، هذا الفقير مزعج ومحتج مع انه لا يدفع ضريبة ، بينما اصحاب رؤوس الأموال يدفعون الضريبة وهم صامتون ، حتى لو كان اصل المال مقدرات الوطن المباعة بأرخص الأثمان للخزينة وبأعلى العمولات للسماسرة .
فليهنأ السمسار ، والمرتشي ، والسارق ، فسوف ترتفع كل الأسعار ، ويسحق ما تبقى من الطبقة الوسطى ، وستسود طبقتين ، الفقير سيزداد فقراً ، والغنيّ سيزداد غِنى .
معادلة غريبة لا تصدق ، من يدفع الضريبة صامت ساكن ، ومن لا يدفع الضريبة منتفض معترض محتج !؟ هل يمكن ان يحدث هذا الا في الاْردن .. لكن لمن لا يعرف من غير الأردنيين فالسبب واضح ، لان من يدفع الضريبة جمع ثروته الحرام من بيع مقدرات الوطن والعمولات والرشاوي ( إلا من رحم ربي ) ، وعليه فهو لا يدفع من جيبة ، بل يدفع جزءاً يسيراً مما إختلس ، اما الفقير فارتفاع السلع والخدمات كفيل بالإجهاز عليه .
حزني عليك يا وطني المبتلى بالملوثين الساقطين السارقين ممن يفترض انهم أبنائه الذين يفترض انهم يعملون على بناءه وازدهاره ، فضربة الضريبة قاضية .