ناطق نيوز- بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه / مستشار أعمال
حسناً فعل دولة رئيس الوزراء بالإلتقاء مع عدد من الحراكيين ، وسعة صدره وتقبله للأسلوب وللمواضيع التي طُرحت ، وهذا فعلاً مثال على تغيير النهج ، لكن مالذي سيفعله دولة الرئيس في المطالب !!؟؟ لان المسألة ليست صُلحة عشائرية تنتهي الأمور بمجرد تسامح صاحب الحق ، في هذا الشأن يبدأ الموضوع بعد اللقاء والحوار ، إذ عليه ان يباشر بدراسة المطالب بآلية مختلفة ، وفق نهجٍ ورؤية مغايرة ، ان لم تكن متعارضة تماماً مع النهج الحالي للحكومة ، لتحقيق مطالب الحراكيين الذين يمثلون نبض الشعب الأردني بأكمله ، بإستثناء الفاسدين الذين سرقوا الوطن وأُتخمت جيوبهم ويبذِّرون المال العام المسروق دون ان يشعروا بقيمته ، لانهم لم يبذلوا جهداً وعرقاً في الحصول عليه ، الا بالجهد الذي بذلوه للتفنن في السرقات .
كمواطن مراقب ترتعد فرائصه خوفاً على وطنه ، أرى ان هناك طرقاً لتغيير النهج الجبائي لا تحتاج الا الى قرار وطني سيادي جريء ، مثل : إلغاء كافة الهيئات المستقلة التي تتجاوز السبعين هيئة ، والتي تكلف ميزانية الدولة اكثر من ربعها ، بحدود المليارين ونصف ، وإلحاق موظفيها في الوزارات ذات العلاقة وبرواتب تتساوى مع رواتب زملائهم في الوزارات ، وبهذا الإجراء الوحيد تتعافى الموازنة ويتم التخلص من العجز ، لا بل يكون هناك فائضاً ، وهناك مبرر لإتخاذ مثل هذا القرار السيادي ، هو ان الغاية من إنشاء هذه الهيئات هو رفد الموازنة ، حسبما ضحك علينا وغرر بنا أصحاب هذا النهج المُدَمِّرْ ، وللعلم لن تخسر الدولة الاردنية شيئاً على الإطلاق ، لماذا ؟ لان المهام التي أوكلت الى هذه الهيئات سُحبت من صلاحيات الوزارات ، يعني الموضوع كما يقال شعبياً '' مجرد جرِّة قلم او توقيع '' ، لكنه يحتاج الى مسؤول جريء شجاع مقدام لإتخاذه فقط . أما المطالب الاخرى فمقدور عليها ، ومن المفروض انها لم تحصل أصلاً ، مثل إعتقال بعض الحراكيين ، لان هذا الاعتقال يوحي لك وكأن الدولة الاردنية أُصيبت بالشوزيفرينيا او إنفصام الشخصية ، لانه كيف للمرء ان يفهم ان الحراكيين تم تقسيمهم من قبل الحكومة الى قسمين : قسمٌ تم إعتقاله وحبس حريته وإهانته ، والقسم الآخر حظي بلقاء دولة رئيس الوزراء وتحدثوا بكل جرأة وصراحة ، وكسبوا الاحترام ، ألف علامة إستفهام والف علامة تعجب لا تشفي الغليل !!!!؟؟؟؟
وفي الختام ، أرى ان على دولة رئيس الوزراء ان يستثمر إحترام شخصه الكريم من قبل الأردنيين ، ولانه لم يُحسب على الفاسدين ان يستثمر هذا التقبل الشعبي لشخصه لإخراج البلد من الحالة التي تعانيها .
لا تلوموني عندما أُكرر وصف ما يحدث ببلدي ، وأقول : ما أحلى العيش ببلدي رغم صعوبة وقساوة وتناقض الأمور فيه .