ناطق نيوز-خاص
تحكمت به خيارات أبناء دائرته الانتخابية منذ استقال من إدارة مدرسة
الشونة الثانوية للبنين لخوض الانتخابات البلدية، ومن ترك رئاسة البلدية
للترشح للانتخابات النيابية العام 1989.
ويجد العين نادر الظهيرات أن قاعدته الشعبية هي من تحكمت بخياراته في
العمل العام، إذ يقول إن خيار ترك موقعه كمدير مدرسة لم يكن بيده بمقدار ما
شكله الضغط الاجتماعي عليه.
ويروي الظهيرات رحلة 9 أعوام من العمل كرئيس بلدية قدمته بكل يسر وسهولة
كنائب لمنطقة لواءي الكورة والأغوار الشمالية بعد أن "منَّ الله عليه
بمحبة الناس له". ويضيف بأن مسيرته التربوية كمدير لمدرسة الشونة الثانوية
للبنين لمدة 16 عاما، ورئاسة البلدية لـ9 أعوام متتالية، كانت خير شفيع له
في تبوئه المقعد النيابي "وسط منافسة شديدة لكنها شريفة".
يزيد الظهيرات أنه خاض انتخابات العام 1989 بعيداً عن قواعد التأثير
المالي أو السياسي على أبناء منطقته، فكل ما ادخره لخوض الانتخابات كان ألف
دينار دفع نصفها كرسوم الترشح لانتخابات المجلس النيابي الحادي عشر.
ويفتخر بأن الناس في دائرته كانوا "يعتبرون شراء الأصوات شيئا مهينا يمس
كرامتهم ويحجم أوزانهم" فكانوا يرفضون حتى فكرة الربط بين "الخدمات
الشخصية واختيار النائب"، ويضيف كان كل ما يهمهم أن "يأتوا بشخص قدم من
الخدمات ما لمسه لبناء المنطقة". ويزيد بأن "تعطش" الناس لممارسة الحياة
الديمقراطية منذ 22 عاما دفعهم إلى نضج الاختيار.
ويؤكد الظهيرات بأن الناخبين كانوا أمام خيارات متعددة من المرشحين
الذين كان القاسم المشترك بينهم الحرص على خدمة الوطن من موقع النيابة.
ويزيد "النائب كان يريد المصلحة العامة وليس الخاصة".
يفاخر الظهيرات بنواب مجلسي النواب الحادي عشر والثاني عشر الذين حرصوا
على السلطة التشريعية والرقابة على الحكومات، بكل مسؤولية، واستقلالية،
ونزاهة.
ذاك المثلث يرى فيه الظهيرات محورية للعمل النيابي والذي دفع نواب
المجلسين لمغادرة مربع المصالح الشخصية لخضم المصالح الوطنية، مستذكرا رفض
مجلس النواب الثاني عشر لفرصة زيادة رواتب أعضاء المجلس محولا تلك الزيادات
لرواتب الموظفين من حكوميين وعسكريين.
على مقربة من العمل السياسي، لا يوارب الظهيرات في مواقفه من الحكومات،
ويتوقف طويلا عند موقفه من حكومة طاهر المصري التي رفض أن يحجب الثقة عنها
إبّان قرار مشاركتها في مؤتمر السلام بمدريد. ويقول رأيت في طاهر المصري
نموذجا من الشخصية الوطنية الديمقراطية التي منعتني من التصويت ضدها.
فيما يستذكر النائب الأسبق مراحل حرجة مر بها مجلسا نواب الحادي عشر
والثاني عشر، يتوقف الظهيرات عند فكرة العمل النيابي وسط كتل نيابية أفرزت
حراكا سياسيا زخما أدى إلى ظهور مشهد إيجابي، أثر على منظومة تشريعات تأثر
بها المواطن زمنا طويلا.
في ذهن الظهيرات صورة النائب القدوة الذي يرفض المكتسبات ويسمو بالمصلحة
الوطنية فوق كل اعتبار، فشخصية النائب صورة يجب صونها بعيدا عن الذاتية
والأنانية وانحيازها لمصلحة المواطن ومصالح الوطن.