ناطق نيوز-كتب محمود كريشان
جاء في الاخبار أن 'البيرة الأردنية' حصدت المركز الخامس على مستوى الشرق الأوسط , من حيث الجودة والمذاق , وقد عمت الفرحة ارجاء الوطن بمختلف تفاصيله , على هذا الانجاز التاريخي الذي يؤكد تقدم الاردن وتفوقه في مجال صناعة الخمور والمشروبات الكحولية!
وعلى صلة .. نثمن دور الحكومات المتعاقبة على منح التسهيلات الكبيرة جداً وبزمن قياسي وبعيداً عن البيروقراطية والروتين في منح تراخيص انشاء مصانع الخمور وفتح محال البيع المباشر لأبناء الاسرة الاردنية الواحدة , من شتى الاصول والمنابت , وتسهيل الاجراءات المتخذة بحق من يتم ضبطه تحت تأثير المشروبات الروحية بالاكتفاء بعقوبة دفع غرامة خمسة دنانير في المحكمة .. وكان الله في السر عليم!..
بصراحة .. فقد اصبحت عاصمتنا الأبية 'عمان' تتفوق على 'بيروت' وربما على 'بريطانيا' بأعداد محال بيع المشروبات الروحية , وانتشار البارات ومراقص الديسكو والاندية الليلية ومصانع الخمور وهي تواصل عملها على مدار الساعة في انتاج ماركات وأنواع جديدة من الكحوليات الاردنية , الامر الذي جعل دول الجوار وبعض الدول الاوروبية على استيراد احتياجاتها من بلدنا العزيز المزدهر!!...
في غضون ذلك .. لا غرابة أبداً بأن تتسلل الخمور الى موروثاتنا الغنائية الشعبية وتخضع روائع سميرة توفيق واشعار حيدر محمود لتحديثات تتناسب مع الواقع 'الثمل' ويصبح الغناء القشيب ' 'بيرتنا الأردنية' و 'بالله تصبوا هالبيرة .. وزيدوها هيل , واسقوها للنشامى ع ظهور الخيل'... و 'يمه طل وحياني ولوح لي بـ الربعية'... و 'يا بلاد الشيح والدحنون و 'البيراء' جودي'!!...
مجمل القول : رحم الله شاعر الاردن عندما قال في ذات بؤس مقاطع من رائعته الشعرية بقايا الحان واشجان وجاء فيها:
سيمت بلادي ضروب الخسف وانتهكت حظائري واستباح الذئب قطعاني
وراض قومي على الإذعان رائضهم على احتمال الأذى من كل إنسان
فاستمرأوا الضيم ، واستخذى سراتهم فهاكهم ، يا أخي عبدان عبدان
وإن تكن منصفا فاعذر إذا وقعت عيناك فينا على مليون سكران
..عذرا 'عرار'..لأن 'البيره' طلبت اهلها.
*محمود..!