الدكتور عبدالحكيم القرالة يكتب...أفعال،،بالمواقف والأرقام وزيرة النقل تلتقي وفد البنك الدولي لبحث نتائج الدعم الفني. الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة العرموطي يوجه سؤالا نيابيا حول عمل وترويج بعض المصانع لبيع الخمور..وثيقة أمين عام الميثاق الوطني المومني: التظاهرات  والتعبير عن الرأي مسموح فيه، وهو متسق تماما مع الموقف الرسمي ومتسق مع مصالح الأردن. جلالة الملك يزور البادية الوسطى ترافقه جلالة الملكة وولي العهد عاجل...الميثاق الوطني يقرر رسميا المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة الدكتور بشار عوض الطراونة،، مبارك الترقية نفاع يدعو المراة الى استثمار فرصة المشاركة والتغيير مركزي الميثاق الوطني يعقد اجتماعه السنوي الاول ويصادق على التقرير السنوي للحزب..صور الاردنيون في جامعة طنطا يشاركون بفعاليات يوم الشعوب  الميثاق الوطني يرحب بقرار مجلس الأمن المتعلق بإيقاف الحرب على غزة اتحاد الإعلام الرياضي يواصل تحضيراته للحفل السنوي كتلة الإصلاح تنسحب من جلسة العفو العام رئيس مجلس النواب الصفدي: الأردن لا يرتهن لقرارات أحد وسيبقى في طليعة المدافعين عن فلسطين

القسم : حوارات وتحليلات
رثاء جيل الطيبين
رثاء جيل الطيبين
نشر بتاريخ : Tue, 08 Jan 2019 23:08:44 GMT
ناطق نيوز- بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه / مستشار أعمال 

الاردنيون الأوائل الذين ترعرعوا وعاشوا منذ بداية نشأت الدولة الأردنية ، طُهرهم ونقاؤهم ، بطهر ونقاء الارض ، وعطاؤهم مستمد من عطاء الارض ، التي تعطي بلا كللٍ ولا مِنة ، جودهم وكرمهم بلا حدود ، تسامحهم فيه تعالٍ خالٍ من الكبرياء ، مغلف بالطيبة والقدرة على العطاء ، هم الذين بنوا وأسسوا ، وحفروا الصخر بأظافرهم ، وكدوا وتعبوا وأسسوا من الصفر ، لم تنحني قاماتهم الا ركوعاً وسجوداً للعلي القدير ، إباؤهم وشممهم ورجولتهم وشجاعتهم وقدراتهم على تحمّل شظف العيش أسطوري ، تعاضدهم ، وتلاحمهم ، وتضامنهم ، وتكافلهم يوحي لمن تشرف بالعيش بزمانهم ، وكأنهم رجلٌ واحدٌ فعلاً لا قولاً ، هم الذين أسسوا جينات الأردنيين النشامى ، مع ان الانحراف هذه الأيام كبير عن ذلك النهج ونُبل قيمهم ، ما نعتز به الان هو مجرد بقايا ( لجفة ) بئر ، ولمن لا يألف هذا التعبير ، يقصد به بواقي الماء في البئر . 
والدي ، عليه رحمة الله ، ولد عام ١٩١٢م ، وقُبضت روحه قبل ست سنوات وبالضبط في ٢٠١٣/١/٧ ، أي انه عاش ( ١٠١) سنة ، كان هادئاً ، صامتاً ، عفيف اللسان ، قليل الكلام ، نظيف اليد ، لم يقرب الحرام ألبته ، شِدَّتُه كانت تظهر  بشكل جليّ وحاد عند الأمور التي تتعلق بالحلال والحرام ، تعلمت منه وبكل الفخر ، البعد الشديد عن الشبهات ، وكان يقول ان الشبهات هي التي تورد المهالك ، تعليمه كان بسيطاً ، حيث درس عند الكتاتيب ، وبضع سنوات في مدرسة الكرك الثانوية العريقة ، لكنه كان يدرسنا اللغة العربية والقران الكريم في المراحل الابتدائية ، وكان يختم القران عدة مرات في السنة ، كان يدون كل تعاملاته ، كان فلاحاً ماهراً شديد الدقة في متابعة الارض والمحاصيل والأغنام ، كانت وسيلة كيل الحبوب تتم ب ( نص المد ) ومن شدّة حرصه على ان يوفي الكيل ، سأل عدة رجال دين عن دقة الوزن الحقيقي لهذا الكيل ، وفصله لدى الصنايعية ، الى ان ضبط الوزن  بدقة متناهية ، لدرجة ان أهل القرية كانوا يسمونه ( نص مد الحاج ضيف الله ) ، لقد أوفى  كيله والحمد لله ، وعرف ربه حق المعرفة بإجتناب نواهيه ، وأحسن لكل متعامليه ، ولَم تختلط أملاكه بحبة قمحٍ فيها شبهة حرام ، علمنا القناعة والرضى ، زرع فينا حب الخير لكل الناس ، غرس  فينا التسامي على الجراح وإساءآت الآخرين ، في جلسة تخاصم فيها إثنان ، ووالدي من الحاضرين ، إشتكى أحدهم من ان فلاناً قد سبّ والده ، وكان يرعد ويزبد ، فما كان من والدي الا ان أطفأ نار الغضب بقوله : يا فلان ، أنا أشكر ربي كلما علمت ان أحداً قد سب واحداً من أولادي ، أتعرف لماذا ، لان الذي لا يُسبّ هو من لا خِلفة له ، الحمد لله على نعمة الخِلفة التي بسببها يسبنا الآخرون . 
عليك رحمة الله يا والدي ، ورحمة الله على كل امواتنا من الأردنيين الأوائل طيبي الذكر عفيفي اللسان ، البعيدين عن كل مسلك حرام ، ولعنة الله على كل من حاد عن طريقهم القويم وتلوث بمكسبٍ دميم رخيص ، لان قيمة الانسان تكمن بقيمه لا بمكسبه السحت . 
الى جنان الخلد يا والدي ضيف الله .. وأهنأ بضيافة الله يا ضيف الله .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر