ناطق نيوز-كتب معاذ البطوش
يحاول البعض التقليل من البرنامج الوطني "خدمة وطن" الذي أطلقته حكومة الدكتور عمر الرزاز، والتشكيك به وبأهميته وأثره على الشباب والمجتمع الأردني.
لا أريد أن أخوض بما تحدث به البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض وسائل الإعلام من تشكيك ومحاولات للتشويه والتقليل من أهميته، وإنما سأتحدث عن التوقعات الإيجابية لهذا المشروع الذي طالما انتظرناه بعد سنوات طويلة مضت على تجميد ما يعرف ببرنامج "خدمة العلم" الذي كان ينفذ من قبل القوات المسلحة الأردنية_الجيش العربي.
"خدمة وطن" سيلتحق به آلاف من الشباب الأردنيين، ومن كلا الجنسين "ذكر، أنثى"، وهذا يعني بث ثقافة العمل لدى الجنسين دون تمييز بينهما.
سيتمكن البرنامج من صقل شخصية العديد من الشباب وجعلهم عنصرا فعالا بالمجتمع، يمهد لهم الطريق في الحصول على فرص عمل حقيقة تمكنهم من بناء مستقبل واعد لتحسين ظروفهم الاقتصادية.
يمكن هذا البرنامج الشباب من التغلب على ثقافة العيب التي مع الأسف الشديد خيمت على أذهان الأردنيين خلال العقود الماضية وجعلت تفكيرهم منحصرا في البحث عن وظيفة حكومية توفر له أدنى متطلبات عيش حياة كريمة بعكس أصحاب المهن الذين نجدهم أصبحوا اليوم أصحاب مشاريع اقتصادية ضخمة تدر عليهم دخلا ماليا كبيرا.
"خدمة وطن" سيخلق روح المنافسة الشريفة في المجتمع ويعزز من الإنتاجية لدى الشباب ويمكنهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بشكل حقيقي بعيدا عن عالم الخيال الذي يخيم على أفكارهم ويجعلهم منغلقين على أنفسهم.
أثر كبير سيلمسه المجتمع الأردني فيما يتعلق بجانب الأمن المجتمعي إذ من المؤكد أن تنخفض نسبة الجريمة بين الشباب، بعد أن ارتفعت معدلاتها خلال السنوات الماضية بسبب أوقات الفراغ التي يقضونها.
كما سيعمل البرنامج على الدفع نحو تعزيز حضور التعليم المهني والتقني لدى الشباب ممن ينهي مرحلة الثانوية العامة بعد أن أصبحت التخصصات الأكاديمية في معظمها تعاني من بطالة مفرطة لا يمكن للسوق المحلي بقطاعيه العام والخاص استيعابها، في الوقت الذي نجد أن الحاجة الملحة والفرصة الذهبية للحصول على وظيفة تكون حاضرة أمام خريجي التعليم المهني والتقني.
خلال سنوات قليلة اعتقد أن برنامج "خدمة وطن" إذا ما تحقق الهدف المرجو منه فإن هذا يعني استبدال العمالة الوافدة بعمالة محلية وسيخلق عشرات الآلاف من فرص العمل التي يدرك الجميع بأنها تدر على أصحابها من الوافدين مبالغ مالية كبيرة.
"خدمة وطن" سيسهم في تحقيق نمو للاقتصاد الوطني لأن كثيرا من المهن التي تحقق مكاسب مالية للعمالة الوافدة ستشهد إقبالا من الأردنيين عليها وهذا يعني أن تلك الأموال ستبقى داخل الوطن ولا يتم تحويلها بالعملة الصعبة للخارج والتي تقدر سنويا بالمليارات.
نجاح برنامج "خدمة وطن"يحتاج إلى تظافر الجهود من الجميع؛ الدولة ممثلة بالحكومة والقطاع الخاص والشباب أنفسهم لأنهم هم الطرف الأساسي المستهدف من هذا البرنامج الوطني الهام.
فشل "خدمة وطن" سيكون له انعكاس سلبي كبير على حياة الشباب وآمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم، إضافة إلى نتائجه السلبية على الأمن القومي للدولة فالشباب هم العنصر الأساسي في تحقيق نهضة شاملة لوطنهم بمختلف المجالات