الحكاية بدأت بشريط مصور مدته 8 دقائق ظهر بعنوان "لبلادي" طالعتنا به فتاتان جميلتان اسميهما "فايا وريحان" لتسليط الضوء على الدمار الذي ألم بعدد من الدول العربية فالأولى غنت والثانية قرأت حتى التزم الجمهور الصمت لدقائق ليتغنى مع الاثنتين بالصوت والجمال في آن واحد فالشقيقة الكبرى تعمل صحفية والثانية مغنية هاوية تحلم بمشروع مختلف بدأته منذ أسابيع وهو "أحب يديك" .
أصل الحكاية "لبلادي"
الفتاة الصغيرة ذات الـ22 عام وصاحبة المشروع الغنائي الطموح فايا يونان بدأت غنائها في الشريط الذي كسر حاجز 2 مليون مشاهدة حتى وقتنها هذا بمقطع من قصيدة"قرأت مجدك" للشاعر اللبناني سعيد عقل وحتى يكتمل إحساس الجمهور فوجدنا صوت حلبي قوي يتماشي مع معاني كلمات القصيدة الأصعب والتي غنتها من قبل السيدة فيروز .
" كما اهتزاز غصونِ الأرزِ في الهدُبِ .. أنزلتُ حُبَّـكِ في آهِـي فشــدَّدَها .. طَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَـرَبِي " كانت تلك بداية الأغنية المصورة لتنتقل فايا بعدها بسلاسة غير معتادة فتغني 3 وصلات سريعة هي "بغداد والشعراء والصور" ، "لبيروت من قلبي سلام"، و "زهرة المدائن" قبل أن تختتم شريطها بأغنية "موطني" للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان .
فايا يونان النشأة والبداية
فايا يونان التي أطلقت منذ أيام أغنيتها الخاصة الأولى "أحب يديك" تحدثت في حوار لـmbc.net عن بدايتها معرفة نفسها لجمهورها قائلة : أنا فتاة سورية عمري 22 عام بدأت الغناء منذ الطفولة كهواية عاشت معي في وجداني خاصة مع غنائي طوال الوقت في المنزل ولم أفكر للحظة أنه سيصبح مستقبلي أو مهنتي فأنا درست ادارة الأعمال والاقتصاد ولكنني لم أستطع الهروب من الموسيقى فبدأت أعمل أكثر على قناتي باليوتيوب التي عملت عليها لمدة تجاوزت العامين وبالفعل أطلقت منذ أسبوعين أول سينجل لي ولكن شهرتي الحقيقية في العالم العربي كانت من بوابة "لبلادي" .
لبلادي واختصار الطريق
"لم أتوقع نجاح الأغنية واختصار الطريق بشكل كبير ووقت قياسي فالأغنية خلال أيام تجاوزت مليون مشاهدة خلال 10 أيام" هكذا تتحدث فايا عن مشروعها التي انطلقت فكرته مع شقيقتها ريحان التي تعمل كصحفية وكتبت النص وتم رفعه على موقع الفيديوهات يوتيوب للتعبير عن الغضب تجاه ما يحدث في البلاد العربية .
تستكمل فايا حديثها بقولها : أن اليوتيوب بالخارج أصبح منبر لكل الأفكار الجيدة ولكننا لم نتوقع أن هذا سيحدث في الشرق الأوسط فمجرد تواجد الأغنية بدات المشاهدات تتزايد وبدأ الكل ينسخ الفيديو وتم عمل أكثر من مونتاج له كما تم عرضه في محطات عربية وأجنبية بلغات عدة وعرض أيضا في المدارس والجامعات عن كيفية إيصال رسالتك الصادقة .
التمويل الجماعي وموقع " zoomaal" .
ربما لا يعرف الكثير عن Crowd Funding أو تمويل الجمهور لمساعدة أصحاب الأفكار الطموحة لبناء مشارعيهم اعتمادا على تبرعات الناس وهو ما اتبعته فايا في تمويل أغنيتها الأولى "أحب يديك" .
تتحدث فايا عن الفكرة بقولها : قررت أعمل فكرة جديدة ووصلني عدة عروض من شركات انتاج ولكنها لا تشبهني وستجعلني أخاطر أكثر بأشياء مهمة كاللحن والكلمات فالمنتج يريد مني أن أكون ورقة بيضاء يحدد مسارها وأنا رفضت ذلك .
وتضيف فايا : اتجهت بعد ذلك للتمويل الجماعي من أجل انشاء نوعية جديدة من الغناء ولم تجد الفكرة من يفهمها في العالم العربي ولكن في العالم الخارجي الفن بالنسبه لهم شىء مقدس ومع جرأة الفكرة هناك أشخاص من حول العالم دعموني ماديا وآخرون قاموا بدعمي معنويا .
أحب يديك
تحكي فايا عن مشروعها الغنائي الأول "أحب يديك" وكيف مزجت بين الغناء بالفصحى وموسيقى البوب مؤكدة أنها لم تكن أول من يفعل ذلك ولكن هناك الكثير ولكنهم مخبئين مبينة الهدف الأساسي لذلك بالوصول لأكبر عدد من الجمهور موسيقيا وأدبيا وللصغار والكبار في آن واحد .
برامج الهواة
لماذا لا تشارك فايا في برنامج غنائي له أصداء في كل العالم العربي؟ كان هذا السؤال هو الطاغي لجمهور فايا على وسائل التواصل الإجتماعية ..تجيب فايا عن ذلك : بأنها قدمت منذ العامين في أحد البرامج ولكن لم يحدث توفيق وهذا شىء يحدث كثيرا مع عدد من المواهب، والآن لست بحاجة لهذه البرامج خاصة أن العديدين حدثوني مرة أخرى ولكن سأكمل الطريق الذي بدأته وسأبحث عن إنتاج لفني المقبل فأى فنان بحاجة إلى انتاج مرتب وخطوتي المقبلة لن تكون عن طريق التمويل الجماعي كما حدث مع "أحب يديك" خاصة أنني استطعت إيصال رسالتي للمنتجين .
القدود الحلبية والتأثير .
تأثرت فايا في غنائها بالعديد من أهل الطرب خاصة أنها من سكان حلب فسمعت القدود الحلبية منذ الصغر كما أنا صوت صباح فخري أصبح جزأ لا يتجزا من مخيلتها، ولم تتوقف فايا عند ذلك بل طالعت موسيقى مصر فكانت تحفظ كل مطالع الأغاني لأم كلثوم وسيد درويش، حتى أن أغاني المغرب العربي لم تتركها فايا لتكون شخصيتها .
ميدلي فيروز
عند مطالعة العديد من فيديوهات فايا عبر موقع يوتيوب تجد اهتمامها الكبير بالسيدة فيروز حتى أن الجمهور شبهها بها بعدما أطلقت ميدلي يضم أروع أغاني فيروز بصوتها ولكنها قالت عن ذلك : يسعدني للغاية من قال أننى أفضل من غنيت لفيروز ولكنى لا أحب أن أصدق هذه التشبيهات ففيروز أيقونة وخامة صوت لن تتكرر أبدا فهي مثل الحلم .