ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمة
شركة تعمير ، حولها الفساد ، والمفسدون ، حرامية الوطن ، الى شركة تدمير ، شأنها في ذلك ، شأن كل مقدرات الوطن ، التي إستُبيحت ، ونُهبت ، وسُرقت ، وكانت النتيجة ، أن أُطيح بكل مقدرات الوطن ، وأحجم المستثمرون عن الإستثمار فيه ، فتدهور إقتصاد البلد ، وأصبح على وشك الإنهيار ، فزادت نسبة البطالة ، لان النشاط الاقتصادي لم يعد قادراً على توليد فرص توظيف جديدة تتناسب مع عدد طالبي العمل ، فانتشر الفقر ، وعمّ العوز ، وضيق الحال ، وأصبحت موازنة الدولة تعاني من عجز مزمن ، تتم تغطيته برفع الضرائب والرسوم ، والإقتراض من كل الجهات المانحة ، نستجديها القروض ، وننصاع لتنفيذ السياسات التي يفرضونها علينا ، فضاعت هيبة الوطن ، وخسر استقلال قرارته ، وفقد شموخه الذي كنّا نتغنى به ، وانحدروا الى الدرك الأسفل في كل شيء ، فتأثرت جامعاتنا ، وانحدر مستوى التعليم فيها ، مع ان موازنة الجامعات الاردنية الرسمية مدفوعة من المواطنين ، فرسوم الجامعات ، يزيد مبلغه الاجمالي عن ( ١٨٠،٠٠٠،٠٠٠ ) مائة وثمانون مليون دينار سنوياً ، يفترض ان تذهب للجامعات مباشرة ، لكن تم ادخاله الى خزينة الدولة ، ويتم ( التَصَدُّق ) على الجامعات حسب مزاجية الحكومة ، ليتم التحكم في إدارة شؤون الجامعات ، لإفسادها ، فتم السماح بالموازي ، وقبول اعداد كبيرة من الطلبة ، مما أثر سلباً على مخرجات العملية التعليمية برمتها ، وهذا إضطر دول شقيقة مثل الكويت وقطر لإعادة تقييم الجامعات ، وأظن ان دولاً اخرى ستتبع ، وهم مُحِقون في قراراتهم ، لانهم يبتعثون ابنائهم لتحصيل مستوى مقبول من المعرفة ، ولا مجاملة في ذلك .
الفساد ، أطاح بكل شيء ، بما يشبه لعبة الدومينو ، فحجر واحد كفيل بأحداث دمار شامل كامل ، الفساد أخطر من الزلازل والبراكين ، الفساد آفة معدية ، جارفة ، لا تُبقي ولا تَذر ، لان بناء الاوطان ، واستمرار نهضتها ، عملية متكاملة ، متشابكة ، معقدة التركيب والتمازج ، لا يمكن فصل جزء من كيان الدولة عن الآخر تأثيراً ، وتأثراً .
تعمير التي تحولت الى تدمير ، تجاوز سعر السهم ( ٣ ) ثلاثة دنانير ، وبعد ان تم سرقة ( ٢٠٠ ) مائتي مليون منها ، اصبح سعر السهم الان (٣٠ ) ثلاثين قرشاً ، سبب ذلك فساد ، وفاسدين ، ومفسدين ، جشعين ، بطونهم جرباء ، ووجوههم بلا حياء ، فدمروا شركة كبيرة ، كانت واعدة ، لتسهم إيجاباً في إقتصاد البلاد ، والمصيبة ان حال تعمير ليس بأفضل من غيرها ، وغيرها كثيييير ، على إمتداد مساحة هذا الوطن المنكوب .
إستمروا في سباتكم يا أردنيين ، وقطيع الذئاب إفترس كل شيء ، لدرجة انه لم يبقَ لديكم ما يسد رمقكم و يستر عوراتكم .