ناطق نيوز-بقلم : السفير قيس شقير.
عقد المكتب التنسيقي لدول عدم الانحياز اجتماعه الوزراي في كاراكاس عاصمة فنزويلا يومي 20و21 من الشهر الجاري، وتناوب المتحتدثون القاء كلماتهم على اليومين فيما يبدو تشبثا بأهمية الخطاب، وإن بدا في أغلب الأحيان تقليديا لا يحوي جديدأ. ورغم النمطية هذه، فقد أجمع معظم المتحدثين في جانب من كلماتهم على أهمية استمرار دور الحركة والتي عدوها الناطق باسم الأغلبية من دول العالم، وهي تضم 120 عضوا، وتتمتع بثقلين سياسي واقتصادي مؤثرين.
وعلى خلاف نمطية الخطاب هذه، فإن الاجتماع الذي عقده المكتب التنسيقي حول فلسطين على هامش الاجتماعات، جاء أكثر إدراكا للواقع بأن سعى لتجاوز الخطاب التقليدي بعرضه للنقاش استراتيجية سياسية تتبناها دول الحركة للتصدي لمساع إنهاء القضية الفلسطينية، من خلال صفقة القرن، والتي أسهب وزير الخارجية الفلسطيني باستعراض تداعياتها إقليميا ودوليا.
واستندت الاستراتيجية إلى تعزيز العمل الدبلوماسي على صعيد الأمم المتحدة بشقيها ؛ الجمعية العامة، ومجلس الأمن لاحتواء العمل أحادي الجانب والذي تضطلع به الإدارة الأمريكية منذ سنتين، وما نجم عنه من قرارات استفزازية نحو القدس والاستيطان وحل الدولتين، وغيرها.
ودون الخوض في تفاصيل النقاشات، فإن تأكيد معظم الدول المشاركة على معارضة سياسة الولايات المتحدة أحادية الجانب، وإن دون ذكرها بالاسم من قبل بعض الدول، وكذلك التحذير من تداعيات التدخل في الشؤون الداخلية للدول، يؤشر على رغبة منها في استمرار دورها على الساحة الدولية، وتجاوز ما لحق الدور هذا من تهميش.
فهل تؤدي الرغبة هذه إلى تطور في حضور حركة عدم الانحياز على الصعيد الدولي؟ قد تصعب الإجابة دون الاستفاضة بقراءة خطاب دولها في الاجتماعات المشار إليها، ودون نقاش لأولويات دول الحركة الكبرى، ولكن ليس من المستبعد أن أحادية الجانب التي تحكم سياسة الإدارة الأمريكية، وتتحكم في قضايا مفصلية كالصراع العربي الإسرائيلي، قد تكون محركا لدول الحركة لأخذ زمام المبادرة، لا لتقف على أرضية ما بين المعسكرين الليبرالي والشيوعي إبان الحرب الباردة، بل لتتضامن فيما بينها حماية لمصالحها الاقتصادية في المقام الأول، وهي ترى الحرب التجارية المعلنة من الولايات المتحدة تجاه الصين.
فهل سنشهد واقعا سياسيا دوليا أخر؟ قد يكون ذلك ممكنا.