الدكتور عبدالحكيم القرالة يكتب...أفعال،،بالمواقف والأرقام وزيرة النقل تلتقي وفد البنك الدولي لبحث نتائج الدعم الفني. الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة العرموطي يوجه سؤالا نيابيا حول عمل وترويج بعض المصانع لبيع الخمور..وثيقة أمين عام الميثاق الوطني المومني: التظاهرات  والتعبير عن الرأي مسموح فيه، وهو متسق تماما مع الموقف الرسمي ومتسق مع مصالح الأردن. جلالة الملك يزور البادية الوسطى ترافقه جلالة الملكة وولي العهد عاجل...الميثاق الوطني يقرر رسميا المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة الدكتور بشار عوض الطراونة،، مبارك الترقية نفاع يدعو المراة الى استثمار فرصة المشاركة والتغيير مركزي الميثاق الوطني يعقد اجتماعه السنوي الاول ويصادق على التقرير السنوي للحزب..صور الاردنيون في جامعة طنطا يشاركون بفعاليات يوم الشعوب  الميثاق الوطني يرحب بقرار مجلس الأمن المتعلق بإيقاف الحرب على غزة اتحاد الإعلام الرياضي يواصل تحضيراته للحفل السنوي كتلة الإصلاح تنسحب من جلسة العفو العام رئيس مجلس النواب الصفدي: الأردن لا يرتهن لقرارات أحد وسيبقى في طليعة المدافعين عن فلسطين

القسم : حوارات وتحليلات
الرمثا المحبوبة .. بحكوماتنا منكوبة
الرمثا المحبوبة .. بحكوماتنا منكوبة
نشر بتاريخ : Tue, 27 Aug 2019 10:56:52 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

الاْردن من شماله الى جنوبه ، حواضره وبواديه ، مخيماته وأريافه ، مدنه وقراه ، وحدة واحدة ، كل لا يتجزأ ، يدين بالانتماء الى كل ذرة تراب ، وليس من حق أحدٍ مسؤول او غير مسؤول ان يُنَظِّر في الوطنية ، والإنتماء ، ويزاود على شعبنا الأردني عامة ، وبكافة أطيافه ، لان شعبنا الأردني العظيم أثبت للعالم كله انه لا ينقاد الى المؤمرات العديدة ، متعددة المصادر والأهداف ، وانه تاجر بوطنه ، وحفظه من كل ويلات الاستهداف ، والمخططات التي تُحاك في ليل مُدلهم ، حالك السواد ، كسواد وجوه المتآمرين عليه من الداخل والخارج .
ما حدث في الرمثا الحبيبة ، بلد الشهداء ، والضعفاء ، من جور الفقر والتهميش والسياسات الفاشلة ، شيء مُشين ، ووصمة عار على جبين كل مسؤول ذو علاقة ، وحتى الذين ليسوا في سدة المسؤولية ، الذين يتغطرسون ، ويتبجحون ، في الحفاظ على الوطن وأمنه . بالتأكيد هم يعملون ذلك ليس من أجل الاْردن وطننا الحبيب ، وإنما من أجل محاباة أصحاب القرار ، متلهفين ، ( ومُنشنين ) على موقع هنا ، او منصب هناك ، متناسين ان ابناء الوطن عامة والرمثا خاصة ، هم جنوده الذين دافعوا ، ويدافعون عن حياضه ، وقدموا الشهداء ، وخضبوا ترابه بدمهم الطاهر الزكي ، ولا يرتجون منه الا السِتر ، ولقمة العيش حتى لو كانت مجبولة بشيء من كرامة مهدورة .
أقول لهذه الحكومة ، وللحكومات السابقة كلها ، الكل يعرف انه على مستوى دول العالم كافة ، هناك تواصل ، وتهريب ، وعلاقات بين السكان ، وربما تكون هناك وشائج قربى بين المناطق الحدودية ، ويكون هناك تهريب للسلع أيضاً ، وعليه فان ما يحدث من تهريب بين الحبيبة الرمثا ، والمناطق الحدودية السورية ، فهو ليس بغريب ، وتعرف به كل الحكومات المتعاقبة على الدولة الاردنية منذ قرنٍ من الزمان ، والغريب ، ان تلك الحكومات كانت تغض الطرف عن عمليات التهريب للسلع الاستهلاكية بكافة ، وبهذا تكون الحكومات المتعاقبة هي التي عطّلت القانون  ، وعليه ، تشكلت مجموعات من تجار الرمثا الشماء الأبية ، خاصرة الوطن الشمالية ، يعتاشون منها ، وعليه أصبحت نسبة غير بسيطة منهم ، لا تعبأ بالوظيفة الحكومية ، وتعتاش ، وتُسْتَر بيوت من هذا النشاط ، وبهذا يكونوا قد ساهموا في خفض نسبة البطالة التي وصلت الى حدود كارثية . وغض الطرف من الحكومة ، يعتبر كأنه شرعن هذا النشاط ، او كأنه اعتبر تعطيلاً مقصوداً للقوانين الناظمة لنقل السلع بين المنطقتين الحدوديتين ، مجاراة للواقع ، وتسهيلاً على الناس . ولو ان الحكومات كانت جادة في معالجة هذا الخلل  ، ووقف التهريب ، فقد سُنحت لها فرصة توقفه قسرياً بسبب الأوضاع التي حلّت بسوريا الشقيقة ، لمدة تقارب ( ٧ ) سبع سنوات متصلة ، فكان من الأجدر بالحكومات التي تعاقبت خلال تلك السنوات ان تعمل جاهدة على إعادة تأهيل أولئك الناس ، بوضع خطة ديناميكية ، قابلة للتطبيق ، والتنفيذ ، لإيجاد مصادر دخل مُستدام  لهؤلاء الناس ، خاصة وأنهم كانوا يجأرون بالشكوى من إنقطاع مصدر رزقهم ، وان الفقر قد فعل فعله بهم ، حتى أصبحوا عاجزين عن توفير ابسط مستلزمات العيش لعائلاتهم ، ولكن السبات عمّ ، ولانها حكومات غير وطنية ، ولا يُشغل بالها همٌّ الوطن والمواطنين ، غرقت الرمثا في فقرها المُدقع ، وغرقت حكوماتنا في غِيّها ، وجهلها . وحتى عندما جاء الفرج على اهلنا وأحبتنا في الرمثا ، لم تتخذ الحكومة اية إجراءات تمنع فيها ذلك النشاط ، فَفهِم الرمثاويون ان الحال مستمر على ما كان عليه ، الى ان كشف الفريق الاقتصادي الحكومي الجهبذ عن جهله ، وضعف نهجه ، وسطحية سياساته ، وعدم قدرته على الارتقاء بالتخطيط على مستوى الوطن ، وتبين لهم عجز جديد ، عظيم ، فاضح ، يدل على ضحالتهم ، تنبهوا الى ان سبب العجز الجديد الذي أطل برأسه ، وغافلهم ، وأخذهم على حين غرّه ، ان مشكلة اقتصاد الوطن وأسباب تدهور اقتصاده ، وارتفاع عجز موازنته ، وارتفاع مديونيته ، يتجسد في عدد كروزات الدخان التي يسمح بإدخالها من المعبر الحدودي مع سوريا .
هزُلت ، هكذا حكومة ، وسقطت ، وأُخزيت ، ان يكون الوطن بهذه الهشاشة وهذا الضعف ، وهذا التقزيم .
حكومات متتالية تفتقر للنهج ، فأفقرت الوطن ، وأهانت المواطن .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر