ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه / مستشار أعمال
طالعتنا الصحف اليوم الأحد عن المشروع الصهيوني الذي بوشر بتنفيذه مكان حائط البراق ، الذي يسميه الصهاينة حائط المبكى ، ويتكون المشروع من بناء كنيس يهودي ضخم ، يتكون من ستة طوابق ، طابقين منه تحت الارض ، وسمي المشروع ب ( بيت هاليباه ) ، هذا عدا عن المشروع الاخر المسمى بالقطار الطائر ( تيليفريك) .
واااااقدسااااه ، وااااخزيااااه ، وااااعروبتاااااه ، المحزن ان الكل يعرف ، سواء على مستوى الحكومات او الأفراد ، الكل يعرف ما يُخَطّطْ ، وما يُحَاكُ ، للقدس من قبل الصهاينة المغتصبين ، المحتلين ، ومنذ عقودٍ مضت هذا الكيان المَارِقْ ، الخَارِقْ لكل القوانين والأعراف والقيم الدولية والإنسانية ، وعندما يُنْشَر الخبر ، يؤكد لنا ناشِروه ، بانهم يراقبون ، عن كَثَب ، وعن قُرْب ، وعن.. وعن.. الى آخر العَنْعَنَات ، المتاحة لغوياً ، لا بل وتصل الجسارة والجرأة حَدّ التهور بإدانة ، وشجب واستنكار إجراءات العدو ، أحادية الجانب ، هل نفهم انه لو تمت الإجراءات باطلاع ثانٍ او ثالث ، لاكتسبت إجراءات التهويد الشرعية !!؟؟ فعلاً ان غباء هذا العدو وجهله غير مسبوق ، وغبائه هذا أضر بكيانه ، كما الحق الضرر بنا ، كيف !؟ لو ان هذا العدو الغاصب حوّل إجراءاته التهويدية من أُحادية الى ثنائية او ثلاثية الجانب ، لأكسب إغتصابه الشرعية ، هذا فيما يخصّه ، أما ما يخصّنا ، لسَتَرَ علينا ، وحفظ ماء وجوهنا ، هذا اذا بقي فيها شيءٌ من ماء ، لانها تحولت الى بلاستيك مطاطي لا حياة ولا حياء فيه ، ما هذا الغباء لدى هذا العدو الذي يحترف الإساءة لكيانه والإساءة لمن يفترض انهم أعدائه !؟
هذا الخذلان العربي ، والإنكشاف ، والإنبطاح ، والاستسلام ، خيرَ من وصفه ، الشاعر العراقي المرحوم ( مظفر النوّاب ) ، في قصيدته الشهيرة ( القدس عروس عروبتكم ) ، كما يَفْرِض نفسه عليّ بيت من شعر المرحوم ( نزار قباني ) للدلالة فقط : وقَبْرُ خالدَ في حِمصٍ نلامِسَهُ / فَيرِّجِفُ القَبّْرُ من زُوَّارِهِ غَضبا ، يإبن الوليدِ ألا سَيْفاً تُأجِرَهُ / فكل أسْيافِنا قد أصبحت خَشَبَا . ما إستنكرته يا نزار ، نستجديه الان ، يا ليت سيوفنا بقيت ولو كانت من خشب ، سيوفنا يا خالد ، إختفت ، واندثرت ، وحتى ما بقي منها ، ففي أيدي القتلة ، المجرمين ، المارقين على الدَّين وكل القيم الإنسانية ، فذبحوا ، بِجَزِّ الرقاب ، كما تُذبح الخراف ، كل من طالته أياديهم القذرة ، الملوثة بالدمّ ، المأجورة ، صنيعة دولٍ كبرى ، ارادت إستخدامهم كأدواتٍ مأجورة ، رخيصة ، لتدمير عواصم عربية ، كانت حواضر العرب لقرونٍ مضت ، وبعد أن أدّوا واجبهم الذي إستؤجروا من أجله ، إختفوا ، وإضمحلوا ، لا بل وكأنهم تَسَاموا او تبخروا ، وفق خِطة أسيادهم الذين لم ولن يريدوا بنا ولنا خيراً .
يا قدس ، لا ترجي وتتأملي منّا خيرا ، ولا عوناً ، فعلى مستوى الدول ، كل دولة أصابها ما أصابها من كل مكاره الزمان ، والشعوب المغلوبة على أمرها ، أُنهكت ، وأُذلت ، وتشتتت ، والمُرَفّْه منهم من يأويه سقف ولو من صاج حديدي ، او شادرٍ أِممي ، ولقمة عيش مغموسة بدم وكرامة الأب ، او الأخ او الابن ، او الزوجة .. او .. او ، أما المشاعر فقد تبلدت ، وصدأت ، وغاب الإحساس ، واختفت النخوة ، فأصبحوا هائمين كقطيع من حُمُرٍ وحشية ، لا أحاسيس ، ولا مشاعر إنسانية .
أمام هذا اليأس الذي إستبد ، واستفحل ، وتجذر ، عليك ان تضمدي جراحك بنفسك ، وان تبتلعي ألمك ، لانه ليس من مُجيب ، وليس أمامك الا الركون للوعد والإلهي لإنقاذك مما انت فيه ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .