مصادرة الروبوت .. فضيحة لا تقبل السكوت
بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه / مستشار أعمال
الشباب هم عماد المستقبل ، الشباب هم قادة المستقبل ، رعاية الشباب من الأولويات ومن الضرورات لإعداد جيل المستقبل ، نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً تزيد عن ٦٠٪ من إجمالي سكان الأردن ، وعليه يعتبر المجتمع الأردني مجتمعاً شاباً فتياً ، الإستثمار في الشباب هو إعداد لمستقبل زاهر ومزدهر للوطن ، بدون الشباب يشيخ المجتمع ، وتتراجع الإنتاجية ، ويتوقف التطور ، ويقل العطاء .
كلمة الشباب ، ورعاية الشباب ، والاهتمام في الشباب ، والعناية في الشباب .. الخ من هذه العبارات الرنانة ، المتفائلة ، المُحفزة ، الداعمة ، للشباب ، ماهي الا عبارات جوفاء ، خاوية ، لا صلة لها بالواقع ، وعندما تعرف الواقع الفعلي عن قرب ، وعن كثب ، تأمل ، وتتمنى ، وترجو من مسؤولي هذا البلد ، انهم يفعلون خيراً لو تركوا الشباب وشأنهم ، لا بل ياليت الشباب ( يسْلَموا ) منهم لأن بُعْدَهُمْ غنيمة، لانهم كمسؤولين هم حجر العثرة ، والعائق والمحبط للشباب . المتابع للنشاط الشبابي وإبداعاتهم على المستوى الفردي يلحظ المثابرة والإبداع والتفوق ، والإصرار على التميز حتى على المستوى الإقليمي والعالمي ، ألا تتذكروا معي حجم ابداعات الشباب في الطفيلة ، والكرك ، وإربد ، وعمان وغيرها من مدن وقرى الوطن ، كم حققوا من إنجازات على مستوى إقليمي وعالمي ، الا تذكروا معي قصة معلم إربد الذي سافر بضعة ايّام الى قطر للمشاركة في مؤتمر عالمي للإبداع ، وحصل على مرتبة متقدمة ، وعند عودته الى وطنه ، حاملاً تفوقه في قلبه ، تم خصم ايّام الغياب من راتبه ، الا تذكروا معي شباب الطفيلة الذين شاركوا باختراع متميز للري في مسابقة عالمية في امريكا ، وحصلوا على مرتبة متقدمة جداً ، الا تذكروا ابن قرية الطيبة في الكرك الذي ابدع في حلّ مسألة رياضيات حيرت علماء العالم لعقود من الزمن ..الخ من الإنجازات الشبابية التي يصعب حصرها .
لكن الأدهى والأمر ، لا بل والمخزي ، والمعيب ، ان يسافر مجموعة من الشباب الى الكويت للمشاركة في مؤتمر عالمي للإبداع في تطوير اجهزة الربوتات ، وحصلوا على المرتبة الاولى ، وعند عودتهم وهم يحملون الروبوت الذي يجسد إبداعهم وتفوقهم ، تم حجز ومصادرة الروبوت من قِبل جمارك المطار !!!؟؟؟ أإلى هذا الحد وصل التخلف !؟ أإلى هذا الحد وصل التحجر العقلي !؟ كيف تحملت قلوب المسؤولين القاسية المتحجرة ان يقتلوا فرحة الإبداع والتميز والتفوق في عيون شباب إجتهدوا ، وتعبوا ، وسهروا ، وكدّوا ، وتحدّوا للوصول الى هذا الإنجاز العلمي المتطور !؟
يا من تدّعون دعم ومساندة الشباب ، شباب الوطن مبدعون ومتميزون خُلقاً وعِلماً ، والحد الأقصى المطلوب منكم من العطاء ، هو ان تتركوهم وشأنهم ، شكراً لكم اذا لم تشكلوا عائقاً لإبداعاتهم ، ولا خوف عليهم إلا منكم ، وكل العوائق التي تصادفهم هم قادرون على تخطيها وتجاوزها ، الا العوائق والعقبات التي تأتي من طرفكم ، لا حلّ لها ، ولا يمكنهم تجاوزها ، لانكم ترتكبونها باسم القانون .
المعيب ، لا بل والمخزي ، ان يكون عمل المسؤول مخالفاً لقوله ، لان ذلك ليس خطأً ، بل خطيئة لا تغتفر ، لانهم صُم الآذان ، مُشَتتي الأذهان ، بفعلهم هذا يُدَمِرُون الأوطان ، أشكوهم للواحِد الدَيّانْ .
لا أجد ما يعبر عن ذلك الا ما قاله الشاعر المتميز ، ضمير الوطن والمواطن إبن إربد ، عروس الشمال ، ومُنجبتُ الرجال( حسين الغرايبة ) في مطلع قصيدة له تقول : أيُّ خِزّيٍ في دِمَانَا يَتَنَامى !!!؟؟؟