الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري 

القسم : حوارات وتحليلات
المُغْتَرِبون .. مُهَمَّشُون .. مَنْسِيون
المُغْتَرِبون .. مُهَمَّشُون .. مَنْسِيون
نشر بتاريخ : Wed, 03 Jul 2019 21:09:34 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

الغُربة عن الوطن قَاتِلة ، مُميته ، قَاسية ، فيها ، بُعْدٌ ، وجَفاء ، وغِياب عن الأحباب ، والوطن ، والأهل ، والأصدقاء ، والأحبة ، بِبُعْدِها ، تَقتُلْ ، ذكريات الزمان والمكان ، الغُربة لها أثمان وليس ثَمن واحد ، لكن الأشْنع ، والأبْشع ، والأقسى ، ان تَشعر بالغربة وانت في وطنك ، وبين أهلك ، لذلك تهون غُربة الاوطان ، عندما تشعر بالغربة وانت بين أحضان وطنك .
مُحدثكم ، عانى من الغربة لربع قرنٍ من الزمان ، بين الدراسة في العراق عندما كان عظيماً ، والعمل في الإمارات الحبيبة  ،  جَرَّبت ، وذُقت ، وتَذوقت ، وتَجرعت ، كل انواع ما تفرضه  الغربة على الانسان من : البعد عن الوالدين ، والأهل ، والأقارب ، والأصدقاء ، والحنين للانسان ، والزمان ، والمكان ، فقد هَرِمَ والدي ، ووالِدَتَيّ ، عليهم رحمة الله ،  وانا في الغربة ، وفَقدتُ أناساً كثيرين من الأقارب والأصدقاء ، ولَم أتمكن من حضور حتى العزاء ، وهكذا مشاعر وآلام ، لا تُمحُها الأيام .
كانت غربتي في الإمارات الحبيبة ، إمارات زايد الخير ، العربي ، النقي ، الذي لم تلوثه الحضارة ، ولَم تغيره وفرة المال والثراء ، لجأت للإمارات ، بعد ان رفضت الاجهزة المختصة ، في وطني ، الموافقة على تعييني في الوزارات التي يمكن ان تُظهر القدرات التي لديّ ، على إعتبار انها وزارات حساسة ، وإنني أُشكل خطراً على الدولة الاردنية ، أما العملاء للغرب الذين نزلوا علينا بالباراشوت ، وسرقوا كل مقدرات الوطن ، أخلصوا للوطن !!؟؟هذه مجرد واحدة من مهازل الوطن . والغريب ان إمارات زايد الخير ، وافقوا على تعييني في أهم ، وأخطر وزارة ، وزارة الداخلية في ابوظبي ، وبالدرجة العليا فوراً ، لكم  ان تتخيلوا أثر ذلك ، وتأثيره النفسي على الإنسان ، وعِشتُ في الإمارات معززاً ، مُكرماً  ، لم يحدث ما يعكر صفو حياتي ولو لمرة واحدة .
ما جعلني أُفكر في كتابة هذا المقال ، عنوان في صحيفة الرأي يقول : بلغت حوالات المغتربين الاردنيين ( ١،٥ ) مليار ونصف دولار في الخمسة أشهر الأولى ، وهذا يعني ان حوالات المغتربين الاردنيين في العام تكاد تصل الى ( ٤ ) مليارات ، وتساوي (١٤٪؜ ) من الناتج الإجمالي الوطني ، هذا عدا عن ما ينفقونه في إجازاتهم داخل الوطن . يضاف الى ذلك ان وجود المغتربين وعائلاتهم في الخارج له فوائد عديدة تعود على الوطن منها : خفض نسبة البطالة ، خفض الفاتورة النفطية ، الوفر في استهلاك المياة ، والكهرباء ، والصحة ، التخفيف من الضغط على كل المرافق الحياتية ، المساهمة في تنشيط حركة الاراضي والعقارات ، ونشاط المقاولات .. الخ . 
بالله عليكم ، هل الحكومات الاردنية تُحسن إدارة الوطن ، وهل يمكن اعتبارها حكومات رشيدة ، وهي لا تلتفت ، لا بل تنسى ، وتُهمِّش ابنائها المغتربين ، الذين يَدِرُّون ذهباً للخزينة ، ويُعيلون عائلاتهم وعائلات ذويهم داخل الوطن ، دون ان يُكلِّفوا الوطن شيئاً !!؟؟  ولَم تفكر ولا حكومة من حكوماتنا غير الرشيدة بتعيين وزير وإستحداث وزارة للمغتربين، تختص بما يقارب ( ٢،٥ ) مليونين ونصف أردني يعيشون خارج وطنهم ، وهم بَقَرَتهُ الحلوب ، التي تُدِرُ ذهباً خالصاً دون ان يكلفوا الوطن شيئاً ، لا بل يخففون أعباءاً كثيرة على الدولة الاردنية الكسيرة ، المنهكة ، المتهالكة . في حين تُنشأ اكثر من سبعين هيئة صورية ، إختطفت صلاحيات الوزارات ، وتُكلف الخزينة اكثر من ( ٣ ) ثلاثة مليارات دينار سنوياً ، يعني ما ( يحوشه ) المغتربون بعَرقِهم ، ومعاناتهم ، وغُربتهم يُصرف على هيئات صورية ، تنفيعية ، عبء على الوطن والمواطن .
حكومات هزيلة النهج ، ضعيفة الإنجاز ، غريبة الإنتماء ، آخر همها الوطن والمواطن سواء كان مقيماً او مغترباً ، وإلا لو كانوا غير ذلك لتم إستحداث وزارة للمغتربين عند اول تعديل .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر