الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري  نقابة الفنانين الأردنيين: وصول الفيلم الأردني: "جميلة؟" للحاكم مسعود؛ لنهائي جائزة مهرجان كان السينمائي فخر كبير*

القسم : أخبار محلية اردنية عامة
الجَلّْوة العشائرية .. بَلّْوى وطنية
الجَلّْوة العشائرية .. بَلّْوى وطنية
نشر بتاريخ : Mon, 19 Aug 2019 14:36:25 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

التغير ، وعدم الثبات ، من سُنة الحياة ، وهو سُنة كونية ، والتطور كذلك ، لأن الشعوب التي لا تتطور تموت ، لكن التطور يرتبط بوجود إرادة لدى الشعوب للريادة ، وإحداث التطور ، لذلك نرى فَرقاً كبيراً ، بين شعب وآخر في إحداث التطور والتغيير ، وعليه نجد شعوباً ، غاية في التسارع في وتيرة الحياة ، وإحداث التغيير ، وبلوغ مراحل متقدمة في تطورها ، وتتفاوت الدرجات نزولاً ، الى ان نصل الى مجتمعات ، جامدة ، ساكنة ، غير قابلة ، ولا مستعدة ، وغير مستوعبة لضرورة الاستجابة لِلسُنن الكونية ، بإحداث تطوير ، وتغيير ،  وهنا تدخل مثل هذه الشعوب مرحلة التخلف عن ركب الحضارة ، وهو ما ينطبق علينا ، نحن الدول التي تُسمى مجازياً بالدول النامية ، تهذيباً وتلطيفاً للوصف ، بينما في الحقيقة هي دول متخلفة ، ومع كل الأسف وطننا الحبيب الاْردن أحد أقطابها .
في الاْردن تحديداً ، كُنّا مجتمعاً رعوياً ، قبلياً ، نسكن بيوت الشَعْرْ ، وحياتنا تتقلب بين الحِل والترحال ، بحثاً عن الكلأ ، والماء ، ولإضطرار المجتمعات البدوية أحياناً ، للتداخل ، والتنازع ، والإحتكاك ، والإقتتال على الحِمى ( اي مناطق الرعي المحددة لكل قبيلة ) ، خاصة في سنوات القحط ، حيث تتغطرس ، وتعتدي القبائل القوية ، كثيرة العدد ، على القبائل الأقل قوة او الأضعف ، ولأن الحياة بِمُجملها لا تحب الفراغ ، ظهرت الضرورة لظهور القضاء العشائري ، ليحكم بين الناس ويفصل في النزاعات  والقضايا الخلافية ، سواء بين ابناء القبيلة الواحدة ، او بين القبائل ذاتها ، ورغم بساطته ، وعدم تدوينه ، الا انه كان فاعلاً جداً في حل النزاعات .
بما انه لا يمكننا في مقال ان نتطرق الى القضاء العشائري بعامته ، والذي نشيد بفاعليته ، وجدارته ، وعدالته ، في حل النزاعات وبزمن قياسي ، الا ان موضوعنا تحديداً يتعلق في (( الجَلوة )) ، وهي مطروحة في الأوساط الرسمية ، لإيجاد حلول ، وبدائل للسلبيات المجتمعية التي تنتج عن الجلوة . لمن لا يعرف ، الجلوة تعني إجلاء ، اي ترحيل أهل الجاني او القاتل الى مكان آخر ، تحكمة أسس متفق عليها عشائرياً سواء من ناحية إختيار المكان لمن يتم إجلائهم ، وتحديد من هم الخاضعون للجلوة من قبيلة القاتل ، ولزمن طويل كانت خَمسة القاتل هي التي يُفرض عليها الجلوة ، ومعنى الخمسة : خمسة الأصابع التي تقبض قبضة كاملة للسلاح الأبيض ، يتم العدّ ، وعند تسمية كل شخص من نسب القاتل  يتم ازالة إصبع من اليد القابضة على السلاح الأبيض ، وعند الوصول للجد الخامس يسقط السلاح من قبضة اليد ، عندها يتوقف العدّ ، وتعني بالترتيب العشائري ، جَدّ الجَدّ . قبل عقود من الزمن ، تم تخفيضها الى القاتل ووالده وإخوته وكل تفرعاتهم ، ثم تم تخفيضها الى من هم في دفتر عائلة القاتل فقط ، لكنه لم يتم الالتزام بها في بعض الحوادث .
الجلوة ، فِعلٌ مُتخلف جداً ، مع إحترامنا للقضاء العشائري ، الذي نعتبره فاعلاً  وحاسماً ومنصفاً وديناميكياً ومُلزماً اكثر من القضاء المدني ، لكن الجلوة تحديداً هي فعل متخلف ، لماذا ؟؟ لاننا نسكن الآن بيوتاً من حجر ، وليس بيوتاً من شَعِرْ ، بيت الشَعر تتنقل به من مكان الى آخر بمنتهى السهولة وأليسر ، والناس كانت تعيش ، ومصدر رزقها الوحيد من تربية المواشي ، فلا ضرر ، ولا صعوبة في الانتقال من مكان الى آخر ، مهما بَعُدْ ، بينما الان لا يمكن نقل بيت الحجر ، وارتبط عمل الانسان في مكان سكناه ، سواء كان عملاً وظيفياً ، او مصلحة خاصة ، كما ان هناك طلبة مدارس ، وطلبة جامعات ، لا يمكنهم ترك أماكن دراستهم ، مما يُوقع أضراراً بليغة ، لا يمكن حلُّها ، لذلك لا بد من حلّ  لمشكلة الجلوة ، وشطبها تماماً من الإجراءات ذات الصلة في التقاضي . 
ليرتقي بلدنا ، ولينهض ، ولنتماشى مع تطور العصر ، ولتكون الإجراءات قابلة للتطبيق ، ومُنصفة ، ولسيادة القانون ، ولتفرض الدولة سيطرتها وهيبتها ،  لابد من إلغاء الجلوة نهائياً ، وان نحتكم للقانون المدني تماماً ، شريطة ان يتم وضع ترتيبات قانونية خاصة ، تختصر زمن التقاضي ، وتحمي أهل القاتل ، لانه ما ذنب أقرباء قاتل متهور ، مجرم ، ان يدفعوا ثمن إجرامه وتهوره !!؟؟ وهذا مخالف للشرع حيث يقول ربُّ العِزة في قرآنه الكريم ( ولا تزروا وازرةً وِزْرَ أُخرى ) .
الجلوة تَخلُّف ، وإلغاؤها تَحضُّر ، وليس أمامنا الا الإرتقاء باجراءات التقاضي والاحتكام الى القانون المدني ، شريطة إختصار وقت التقاضي ، لإنصاف المظلوم ، والإقتصاص من الظالم . ولنا في قول الشاعر عِبرة : إذا الحيُّ عاش بعظم مَيتٍ / فذاك العظم حيٌّ وهو مَيتُ .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر