بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
الفاسدون بدّلوا دور الوطن ، بَدَل ان يكون جنة ، أصبح نقمة ، أصبح لعنة ، أصبح نكبة ، أصبح عِلّه ، أصبح قابضاً للأرواح ، وكأن عزرائيل كامناً فيه ليس له رواح ، الحكومات المتتالية الفاسدة غير المنتمية للوطن غيرت مفهوم الوطن ، بدل ان يكون للسكن ، أصبح للدفن ، الاردنيون بدل ان يكونوا سعداء في وطنهم أصبحوا أشقياء . وطننا الحبيب الغالي بدل ان يكون الحضن أصبح الكفن .
منذ عقود من الزمن والأردنيون يصيحون ، وينادون بأعلى اصواتهم ، ويجأرون بشكاواهم ، ويناشدون حكوماتهم ، وينوحون ، ويبكون على موتاهم ، من الطريق الصحراوي الذي أصبح نقمة ، هذا الشريان الحيوي للأردن ، أصبح قاطعاً محترفاً لشرايين الاردنيين .
قبل أيام أعلن احد كبار ضباط السير ، بان ( ٢٠٪ ) خمس حوادث المملكة تحدث على الطريق الصحراوي لوحده ، هل يعقل هذا !؟ هذه الإحصائية عن الموت على طريق الموت ، والتي تعلم بها الحكومات المتعاقبة ، يجب ان تكون دليلاً وإثباتاً قطعياً على تحمّل تلك الحكومات مسؤولية ضياع ارواح المواطنين ، يجب ان تكون هذه الإحصائية دليل ادانة للحكومات الفاسدة ، غير المنتمية ، رديئة الإنجاز . لو ان الدولة الاردنية بعافيتها ، ولَم ينخر الفساد عزتها وهيبتها ، لتمت محاكمة كل المسؤولين عن الطريق الصحراوي بتهمة القتل القصد .
الحجايا عليه رحمة الله ، ليس أول الضحايا ، ولا آخر الخطايا ، وستتراكم الرزايا ، وسيستمر الصحراوي قابضاً للأرواح ، والأردنيون ليس لهم من هذا ( المراح ) رواح .