ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
فُجعنا ، وحزِنّا ، وتألمنا ، لكننا إرتقينا ، وافتخرنا ، وتباهينا ، وطالت رقابنا باستشهاد البطل الاستثنائي النقيب الطيار البطل معاذ صافي الكساسبه ، المتفرد شجاعة ، وجرأة ، وصموداً ، وكبرياءاً ، وأنفة ، ورجولة ، وصلابة ، غير معهودة بين بني البشر . مُعاذ علّم الطُغاة ، الجبابرة ، القُساة ، القتلة ، المجرمون ، درساً في كل معاني الرجولة ، رداً على نذالتهم ، وخستهم ، ووحشيتهم . كما علّم كل جيوش العالم ، كيف تكون الجندية المجبولة بالرجولة الحقة ، بعيداً عن ميادين التدريب ، بل في ميدان الفداء الحقيقي ، والانتصار للوطن وللإنسانية جمعاء . نعم لقد أذهلت العالم بأجمعه مدنييه ، وحتى عسكرييه برباطة جأشك وصمودك المتفرد الذي لم يشهده التاريخ الإنساني لانك لم تنحنِ ، ولم تضعُف .
معاذ إبنُ عشيرته ، وإبن قريته ، عشيرته المشهود لها بالصلابة ، والشجاعة ، والعطاء ، في كل الميادين ، وابن قريته ( عيّ ) ، المتربعة ، بين الجبال الشاهقة ، حادة الانحدار ، كحِدة مزاجهم إذا غضبوا ، الشامخة ، العصية على كل معتدٍ ، الشامخة التي تأبى الانكسار ، والانحناء .
شكراً لسلاح الجو الملكي الاردني على لفتة الوفاء ، الراقية ، كإرتقائهم عنان السماء ، والمتميزة كتميز تحليقهم في الأجواء ، صقورٌ ، يكرِمون صقراً ، إرتفعوا ، وإرتقوا ، وافتخروا ، بشجاعته . شكراً لهم على وضعهم نصباً لطائرة مقاتلة ، وتسمية النصب باسم الشهيد البطل النقيب الطيار معاذ صافي الكساسبه ، وشكراً لهم على الاختيار الموفق لرمزية المكان ، بين جناحي جامعة مؤتة المدني والعسكري ، لاحظوا معي ، حتى جامعة مؤتة بجناحين . الرمزية قوية الدلالة ، عميقة التعبير ، ومؤتة المكان الذي له قدسية الانتصار بعد الانكسار ، مؤتة الصحابة الشهداء ، مؤتة الصحابي الجليل الشهيد جعفر الطيار ، الذين ارتقى عندهم مُعاذ في عليين . معاذ الله ان ننساك يا معاذ ، فذكراك خالدة ، كخلود بسالتك .
لمعاذ جنان الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء ، ولقواتنا الجوية التطور والارتقاء ، وللاردن الغالي فيضٌ من الانتماء والوفاء . ومعاذ الله ان ننساك يا معاذ .