الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري 

القسم : حوارات وتحليلات
الملاحمه يكتب... مساعدات .. الخنوع .. والخضوع
الملاحمه يكتب... مساعدات .. الخنوع .. والخضوع
الكاتب عوض الملاحمه
نشر بتاريخ : Sat, 04 Jan 2020 11:55:01 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

كتبت مقالاً بعنوان ( القايد الصالح .. صالح ) ، ونشرته  كالعادة على صفحتي على الفيسبوك ، وأرسلته الى الأصدقاء على الوتساب .  وكان من عادة صديق عمري ، وأخي بالإختيار الإعلامي رفيع المستوى ، قومي النهج ، الأستاذ / فؤاد الشرع ، ان يُعلّق ، لا بل يُثري مقالاتي بحصافته ، وفكره ، وخبرته التي قاربت النصف قرن كإعلامي صاحب رؤية ونهج ، لا يهادن ، ولا يتهاون ، ولا يجامل ، ولم يُشترى . الا انه هذه المرة ، لم يرسل لي تعليقاً على مقالي المشار اليه ، بل أنبني بأدب جَمّْ ، بعد ان امتدح قلمي ، مُتطرقاً الى خبر مفاده ، ان الأردن يُعتبر الدولة الثالثة التي تحظى بالمساعدات الأمريكية ، ومتسائلاً ، وكأنه يعاتبني ، ويعتب عليّ ، ان يمر هكذا خبر دون ان اكتب عنه . وها أنا أستجيب ، طبعاً عن طيب خاطر ، لكن بإرادة منقوصة ، لانني لا يمكن ان أتجرأ ، على غير الاستجابة ، او لانه لا سبيل لي الا الكتابة .

تُقدم الدول قوية الاقتصاد ، مساعدات  للدول المحتاجة ، الفقيرة ، او التي إقتصادها منهوب ، ومسلوب ( لانه لا توجد دولة فقيرة في العالم أجمع إذا ما أُحسن إستخدام مواردها ، وسَلِمت من النهب والسلب ) ، ولنا في سنغافورة المثل الدامغ ، وذلك  في إطار تبادل المصالح بين الدول ، حيث لابد من ان تقدم الدولة التي تتلقى المساعدات شيئاً يفيد ، ويساعد الدولة المانحة في تنفيذ سياساتها ، لتفرض أجنداتها ، وتحمي مصالحها ، وتوسع دائرة سيطرتها .. الخ ، وذلك ضمن قدراتها الاستخبارية ، او القمعية ، او التآمرية على دول الجوار ، او على  البلد نفسه ، بحيث لا يفرح بالازدهار ، ليبقى في حالة عوز ، ليسهل انقياده ، وتبعيته ، وربما تصل الى درجة الخيانة للوطن نفسه ، لضمان استمرار دورانه في فلك الدول المانحة .

نحن في الأردن ، متميزون ، في الاستجابة للإنقياد ، ويا ليت ان حالة الانقياد هذه لدولة واحدة او دولتين ، او حتى بضع دول ، نحن تمزقنا الى ان أصبحنا أشلاء ، ضعيفة متناثرة . وللتدليل على ذلك ، بداية ، وهو موضوع المقال : إعتبار الأردن ثالث اكبر دولة لتلقي المساعدات الأمريكية . يا ترى ، هل هذا سببه الكرم الحاتمي الأمريكي !؟ هل  تقديم المساعدات بهذا السخاء سببه عدم وجود رقابه على كيفية صرف الموازنة الأمريكية ، ( مع انها تطبع الدولار بدون تغطية !؟ ) ، هل مال امريكا سايب !؟ هل الرئيس الأمريكي فيه جينات العرب من أصحاب نهج : إعطه يا غلام !؟ ثم هل أمريكا دولة ( كافيه خيرها شرها !؟ ) وليس لها اطماع !؟ هل امريكا تتحرك في المجتمع الدولي بحذر يكتنفه الضعف يعني ( ماشيه الحيط الحيط ويارب تستر ) !؟ هل الرئيس الأمريكي وادارته مفتونون  بسواد عيوننا !؟ هذه امريكا فقط ، فما بالكم ببريطانيا الإمبراطورية التي تحترف الاستعمار وتغير وجهه وألوانه كما الحِرباء ، حتى اصبح عِشق الاستعمار في جينات البريطانيين ،  والقائمة تطول كثيراً  ، ويصعب حصرها ، واجد ان من الأنسب والأسهل ،  ان أقول باننا ننقاد لكل دول العالم تقريباً .

هذا ما وصلنا اليه ، مع كل الإسف ، لا بل مع كل مشاعر الخزي والعار . فإستكان الوطن ، وإستمرأ الذُل ، والخنوع ، والخضوع ، والإنقياد ، والإنغماس في التبعية ، وأصبح الوطن مستعمَراً من كل دول العالم ، فغابت السيادة الوطنية ، واختفى الاستقلال الذي نتغنى به ، ولا سيادة في اتخاذ قرار ، ولا إرادة سياسية مستقلة لقراراتنا .

المشكلة الأكبر انه رغم هذا الرُخص الذي تم بيع استقلالنا وارادتنا به ، لا نلحظ شيئاً يُعوِّض الأردنيين ، على الأقل لنقنع أنفسنا بان لنا ثمن ، ولو كان بخساً ،  وأننا سواء ارتضيناه او فُرض علينا ، فلا مناص ، فبدل ان تذهب الكرامة مجاناً ، يُبقي التعويض الضرر أقل ،  ( ولو انه تم بيعنا بسعر الفِجل ) . والدليل ان المساعدات انهمرت علينا هذا العام ، لدواعٍ ، وأسباب ما زالت خفية ، ولم تُعلن ، لكن المواطن يدرك كُنهها ، وأسبابها ، ودوافعها ، وأنها ثمن بخس لتنازل كبير ، وخطرَ قادم ، ومع ذلك زادت المديونية ( ٢,٠٠٠,٠٠٠,٠٠٠ ) ملياري دولار او دينار ، لا نعلم ، ولم تعد لدينا القدرة على التمييز ، لا بل لم نعد نعبأ . ومن طلاسم موازنتنا : تلقي (٤) مليارات دولار مساعدات ، (٥٣٤ ) منح اعتيادية وقروض ، هذا ما أُعلن رسمياً ولم أفهمه . يضاف اليه (٢) مليار المذكورة أعلاه . كل هذا الحجم من القروض والمساعدات ، كم يُشكل من الموازنة المقدرة لعام ٢٠١٩ ، بمبلغ ( ٩ ) مليارات تقريباً !؟ اذاً أين ايرادات الدولة !؟ 

ما نحن فيه يجسده المثل الشعبي الذي يقول ( موت وخراب ديار ، واستعباد ، وقلة هيبه ) . أتضرع الى رب العِزة القوي الجبار ، ان ( يَغْفُطْ ) من أوصلونا الى هذا الدرك الأسفل بين الشعوب ، بعد ان كُنّا ( قليلين ، لكنا جليلين ) .

والمشكلة اننا لا نعلم شيئاً عن هذه المساعدات ، ولا نعلم آلية صرفها ، ولم تنعكس على موازنة الدولة ، والعجز مستمر ، والإقتراض في ازدياد ، والمواطن لم يلمس شيئاً ، فالغلاء مستمر ، والمواطن في عوزٍ ، وكدر ، ووطننا سُلبت ارادته ، وإختُطف قراره ، واختفى استقلاله ، وبيعت كل مقدراته ، واختفت أثمانها البخسة ، فأصبحت خسارتنا خسائر  ، وبلوانا  بلاوي .

يا وطني ، يا حبيبي ، أعرف أنك مكسور الخاطر ، لا حيلة لك ، واعرف انك لم تَعْتَدْ على هذا الذُل ، والهوان ، وأعتقد انك ربما وصلت الى نقطة اللاعوده من الإنهيار  ، فبسبب ما أوصلك اليه الفساد ، الذي انتشر وساد ، وبسبب مساعدات الخنوع ، والخضوع ، فلا كرامة ، ولا سيادة ، ولا إستقلال . وأود أن أختم ببيتٍ من الشِعر يجسد ضياعنا : 
لا تبكِ يوماً على من باعك / إتركه يبكي دهراً على ضياعك .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر