ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
وددت ، وتمنيت ، لو انني لم انتمِ الى وطن ، مثل هكذا حكومات تدير شؤونه ، ويفترض ان تدبر اموره ، لا ان تُبذِّر في كل الاتجاهات ، وتعبر عن شعورها ، وتعاطفها مع المواطن في تخفيض الضريبة على البرايات . برايات !؟ يا حكومة الواسطات ، والمحسوبيات ، التي عين فيها رئيسها كل زملاء العمل ، والرحلات ، والجيران ، والحمد لله انه ينتمي لعائلة صغيرة جداً ، حمولة فوكس فاجن ، لانه لو كان ينتمي لعشيرة او قبيلة ، لصار الوطن رزازياً ، والحكومة رزازية ، وربما إستُبدل اسم الأردن بالرزاز . وبعد ان ( قضى وطره ) ، وعبر عن انتمائه لأصدقائه ، لا الى الوطن ، ولا أقول وطنه ، وخاصة بعد ان ارضى عدداً من النواب بتعيين أقاربهم ، في وظائف عُليا ، وبعد ان فاحت رائحة فساد الصفقة النتنه ، وتدخل الملك ، وحضر جلسة مجلس الوزراء ، لهذه الغاية ، وجد الرئيس مخرجاً ، ركّز فساد الصفقة ، عندما رفض التراجع عن قراره ، وتمسك بعناده ، وقال بانه سيتم متابعة تقييم أدائهم ، وها قد مرّ ما يقارب العام ، هل سمع احد عن تقييم من تم تعيينهم بصفقة الفساد تلك !؟ وعلى حدّ علمي انه بعد ان استكمل تعيين كل معارفه ، انتهج عدم التدخل في تعيينات الوظائف العليا ، وترك الأمر للجنة الوزارية ، التي على ما يبدو انها مُنصفة ، وملتزمة بالمنافسة الشريفة ، وبالعدالة بين المتقدمين .
ما أحزنني ، ان الوزير المختص ، إجتهد ، وإرتآ ، ان يفاجيء المواطنين بانه يعمل لمصلحتهم ، وأنه منهم ، وأنه يشعر بمعاناتهم ، وأنه ليس في برج عاجي ، وأنه لم يهبط بالباراشوت ، وتحمس ليعلن قائمة السلع ، بنفسه ، التي اجتهد واجرى تخفيضات في نسب الضرائب المفروضة عليها ، فربط الناس صوته ، وحماسته ، واندفاعه ، بمنادات الفقراء ، المسحوقين الذين يبحثون عن لقمة عيش شريفة ، نظيفة ، لا يشوبها حُرمة ، بامتهان العمل في شراء وبيع الأثاث المستعمل . وتبين ان التخفيض مُجزٍ ، وسيخفف من معاناة الاردنييين ، وان سنوات الشِدّة قد ذهبت ، وان الرخاء سيعم ، بتخفيض قدره ( ١ ) فلساً واحداً ، على البرايات ، وهذا يعني ان ربّ الأسرة قد وفّر (٢ ) فلسين في العام الدراسي الواحد ، هذا لو افترضنا ان الابن مُبذر ، وأنه سيحتاج الى برايتين في العام . من البديهي ، وحفظاً لماء الوجه ، ان تتضمن الكلمة جملة واحدة نصاً ( بانه تم اجراء تخفيضات على الضرائب المفروضة على عدد من السلع سيتم نشرها على موقع الوزارة .)
المهازل تترى ، والحكومات تتغابى ، وكلما مرّ الزمن ، إنحدر مستوى اداء الحكومات ، والمواطن يجأر ، والوطن في خطر ، ويبدو انه لا أمل يُرتجى ، وأنه لا مُنقذ لنا ، لانه علاوة على فقر نهج الحكومات ، هناك سُخف في الاداء .
والأدهى ان هناك من يعتقد بان الاقتصاد ينمو ، وان الخطر زال ، وان الرخاء عمّ ، وأن الإصلاحات إستُكملت ، وان الوطن ينهض ، وان القادم ( قمرا وربيع ) .. لكن الوطن يضيع .