ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
فوجئت لتفاجيء العرب من صفعة القرن ، واستغربت من استغرابهم ، لكنني لم أُحبط مثل إحباطهم . ولم اتحرق شوقاً لمعرفة بنود الصفعة ولا البصقة في وجه كل عربي . ولم أتفاجأ مطلقاً بالتسريبات ، ولا بالتصريحات ، والإعلانات عن بنود الصفعة مطلقاً . لان ما حدث ويحدث نتيجة طبيعية جداً ، ومتوقعة جداً ، فيما لو فكرنا بتاريخ الانهزامية العربية المستمرة منذ عقود . والتراجع ، والتقهقر ، حتى أصبحنا في ذيل قائمة الأُمم ، تخلفاً ، وانحداراً ، وتشظياً ، وانقساماً ، لا بل وإقتتالاً .
تفاجُئِنا ، هو إثبات لتخلفنا ، وانحراف أولوياتنا . ماذا ننتظر !؟ هل ننتظر ان يَحِنَّ ترامب ، ويشعر معنا ، ويُلقِمنا ، بقطعة ارض من هنا ، او هناك من ارض فلسطين ، هل تأملنا خيراً من نتنياهو ان يرأف بنا ، ويقول ان كنتم جيران فتقاسموا !؟ خاصة اننا جيران مؤدبين لدرجة استمراء الذل والخنوع !؟
طيلة الأيام الماضية ، لم يفارقني صوت ، وكلمات ، وقصائد الشاعر العظيم الجريء لدرجة الوقاحة / مظفر النواب ، كما انني رددت في صدري ، وبِصَمْتْ بعض من قصائد المرحوم الشاعر العظيم ، شاعر القرن العشرين نزار قباني ، الذي جردنا من كل ما يسترنا ، وعَرّانا أمام أنفسنا ، وكشف سُخفنا ، وسطحيتنا ، وانهزاميتنا . قال مظفر النواب : القدس عروس عروبتكم .. وقال نزار قباني : وقبر خالد في حمص نلامسه / فيرجف القبر من زواره غضبا / يا إبن الوليد الا سيفاً تؤجره / فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا . مادام لا عِرض يهمنا ، ولا شرف يعنينا ، ولا سيفاً يوقض فينا بعضاً من رجولة ، وغيرة ، فلماذا ننتفض الان !!!؟؟؟
سأسرد لكم بعضاً مما فعلناه للجم ترامب ، وتحجيم وترهيب نتنياهو . هنية يهاتف عباس . عباس يهدد ويتوعد ويدعو الجماهير الفلسطينية لإحتجاجات سلمية ( لاحظوا : سلمية ) واجهزته الأمنية تقبض ، او تُخبر ، او تدل شرطة العدو على كل فلسطيني حرّ ، وحادثة استشهاد المناضل البطل عمر أبو ليلى على يد شرطة العدو بمرافقة مُخبرين من السُلطة . وزارة الخارجية الاردنية تُصدر بياناً ترفض فيه الصفعة . مصر العروبة ، الثِقل ، والثقة ( سابقاً ) تدعو الاسرائيليين والفلسطينيين للتفاوض لكنها لم تذكر القدس في بيانها ، مسيرات ومظاهرات في الأردن . الجامعة العربية تدعو وزراء الخارجية العرب للاجتماع طاريء ، متى !؟ الأسبوع القادم .
أنا العربي دماً ، وإنتماءاً ، والقضية قضيتي ، وفلسطين حبيبتي ، والقدس عنوان عروبتي ، إرتجفت ، وارتعدت فرائصي خوفاً مما اقدم عليه العرب وذكرته أعلاه ، نعم خِفت ، فكيف يكون وضع نتنياهو والصهاينة الغاصبين والتهديدات موجهة اليهم !!؟؟ كِدت ان أتنازل عن شيء من عروبتي وانتمائي واطلب من العرب الرأفة ، ثم الرأفة بالعدو !؟من منطلق ان العفو عند المقدرة .
ما هذا السخف !؟ وما هذا التخلف !؟ أإلى هذا الحد وصل بنا الخنوع والذل !؟ من إستغرب ، وتفاجأ بالصفعة ، إما ان يكون جاهلاً ، او ممثلاً بمشاعر زائفة . هناك مثل عربي قديم يقول : ( البعرة تدل على البعير ..والأثر يدل على المسير ) . وقلت لكم في مقال سابق عن مثل من صياغتي ( لا ينفع العليق .. بمنتصف الطريق ) .
ما حصل هو نتيجة طبيعية جداً ، ومتوقعة جداً ، لا بل ومنطقي جداً ، من أعداء شرسين ، لديهم نهج واضح ، يعملون به منذ اكثر من قرنٍ من الزمان ، وتحديداً منذ مؤتمر بال في سويسرا عام ١٨٩٧ ، وما نتج عنه وسُمي : بروتوكول حكماء صهيون . ونحن في تخلفنا غارقون . أُكرر ما كتبته سابقاً : لا مجال ولا حلّ للقضية الفلسطينية الا بطريقتين : الأولى : ان نركن للأبطال الفلسطينيين المرابطين المناضلين المجاهدين في الداخل ، وهم قادرون على تحرير فلسطين لو تخلصوا من لعنة السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية ، والثانية : الركون الى الوعد الألهي ، والله لا يخيب وعده ولا رجاه .