اختتام البطولة التنشيطية لجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية (الدورة الثامنة عشرة )..صور الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز

القسم : حوارات وتحليلات
الملاحمه يكتب... الصين .. ذاك ..التنين
الملاحمه يكتب... الصين .. ذاك ..التنين
نشر بتاريخ : Thu, 06 Feb 2020 12:46:18 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

الصين ، هذا التنين  العملاق في كل شيء ، عملاق بمساحته ، حيث تبلغ ( ٩,٥٦٩,٩٦٠ ) مليون كم مربع ، عملاق بعدد سكانه ( ١,٣٧٩,٣٠٢,٧٧١ ) نسمة ، عملاق باقتصاده ، حيث يبلغ الناتج الإجمالي القومي ( ٢٠,٤ ) تريليون دولار  أمريكي عام ٢٠١٩ ، عملاق في صناعاته ، عملاق بتطوره المذهل ، الصين تَقَدُمٌ ، وتحدٍ ، وتطور بكل الميادين ، هذا التنين ، المارد ، العملاق  . 

يتوه الإنسان عند الحديث عن الصين ، لان الصين تُحيّر المتابع في كل شيء ، فمثلاً يختلف الناس في جودة ، او رداءة منتجاتها ، ففي منطقتنا مثلاً ، المنتج الصيني يمثل رداءة الجودة ، وعدم الاتقان ، وقِصَرِ عمر المنتج  ، وتعطله المفاجيء ، لا يُركن عليه ابداً . لكن لا غنى عنه ، لتوفره ، وسهولة استخدامه ، وانخفاض أسعاره ، وتعدد أشكاله ، وإحجامه ، وحتى ألوانه . فنشتريه ، ونلجأ اليه ، رغم أنوفنا . أما في الغرب عامة ، وأمريكا خاصة ، فعندما تتحدث عن المنتج الصيني ، فأنت تتحدث عن الجودة العالية ، والإستدامة ، والعمر الطويل للمنتج ، والأمان اثناء الاستخدام ، والدقة في التصنيع ، وفي أحايين كثيرة تتأرجح أسعاره بين المعقول وغالي الثمن . 

لاحظوا معي الفروقات التي تصل حد التناقض . فلا ثبات في التقييم ، الذي يتأرجح بين رداءة الجودة ، ورقيها ، وبين إنخفاض السعر وإرتفاعه . ولمن يستغرب ، أقول له ، هنا تكمن عظمة الصين الصناعية . فهم يصنعون كل شيء ، وبمختلف درجات الجودة ، وبفوارق كبيرة بالأسعار ،  والمشتري ينتقي ما يناسبه ، ويمكنه تسويقه في أسواقه . هم يوفرون ما يتماشي مع كل الرغبات ، والمستويات ، والاستخدامات ، وانت كمشتري تنتقي ما تريد  . 

وللعلم هذا يعبر عن عظمة الصين ، وقدراتها الهائلة ، فهي تنتج كميات هائلة من المنتجات ، بمختلف أنواعها ، وأشكالها ، وجودتها . يساعدها في ذلك الكثافة البشرية الرخيصة والمنتجة ، والعاملة بجدٍ وجهد ، والتزام ، لدرجة إدمان العمل . وتبتكر ، وتطور ، وتصنّع منتجات جديدة حسب احتياجات الناس ، حتى البسيطة منها ، مما يسهل على الناس القيام بأعمالهم بسهولة ويسر ، وبأقل جهد ، وأقصر وقت . 

دولة ، لا بل قارة ، بهذا التعداد السكاني الهائل ، والانضباط في العمل ، والقدرة الاقتصادية المهولة ، إستغلت  كل قدراتها وامكاناتها فاقتحمت كل أسواق العالم ، الغنية الثرية ، وحتى الفقيرة المدقعة .
هنا تكمن عظمة وتفرد الصين . 

الصين عامة ، دولة مسالمة ، لا تغزو ، ولا تحتل ، ولا ترغب في خوض الحروب ، ولا تتدخل في سياسات ونهج الدول الأخرى ، ولا تصنع البوارج الحربية ، ولا الطائرات المقاتلة ، ولا الأسلحة الفتاكة لغايات شن الحروب ، بل للتسويق ، ولا تطمع او تطمح بالتوسع ، ولا حتى السيطرة ، ولا تسعى لان تتحول الى إمبرطورية غاصبة ، فاجرة . كل ما تهدف اليه ، وتسعى لتحقيقة ، فتح أسواق ، لتسويق منتجاتها الهائلة ، وهي تحقق ذلك دون عناء ، وذلك يعود الى التنوع الهائل في منتجاتها ، كما أسلفنا ، فكل سوق ينتقي ما يناسبه  ، من ناحيتي السعر والجودة . وللعلم إن تردي سمعة المنتجات الصينية في الأردن تحديداً ، يعود سببه في الأساس الى التجار الأردنيين الذين ينتقون أردأ وأسوأ الأنواع بأبخس الأثمان . ويتحايلون على الجهات الرسمية من جمارك وضرائب ومواصفات ومقاييس وخلافه ، لخفض  الكلفة ، ويبيعونها بالأسواق باثمانٍ عالية ، لعدم وجود الرقابة ، فلا تستغرب ان تشتري منتجاً بسعر (٢٠ ) ديناراً ، تكون كلفته دولاراً واحداً ، فيشتري المستهلك منتجاً يوصف له بانه ( نخب أول ) ويتبدى له إنخفاض جودته عند الاستخدام ، فينتقم بالسباب على الصين ، متناسياً او غير مدرك ان من استورد هو من خدعه ، وهو من يستحق اللعنة .

ونأتي على مرض كورونا الذي انتشر في الصين مؤخراً ، واعتقد انه لا علاقة لطبيعة مأكولاتهم  فعلياً بالمرض ، لانهم دأبوا على ذلك منذ قرون عديدة  ، الا ان انتشار المرض بيّن القدرات العظيمة للصين ، وللتدليل على ذلك دون الخوض في التفاصيل ، تصوروا ان يتم بناء مستشفى (Huoshshenshan)في مدينة ووهان ، التي ظهر فيها الفايروس ،  يتكون من ( ١,٠٠٠ ) الف سرير ، بمساحة ( ٢٥,٠٠٠ )  متر مربع بناء ، عمل به  ( ١,٧٠٠) شخص ، ان يتم انجازه كاملاً وبكافة تجهيزاته الطبية والخدمية وان يستقبل مرضى كورونا في ( ١٠ ) أيام . وللعلم تم إنشاء عدة مستشفيات في عدة مدن . ما هذه القدرات الهائلة الخارقة !؟ صحيح انه سبق وان تم تشييد برج عظيم في الصين خلال أيام ، وسبق لي ان شاهدت دار المسرح الوطني الفلبيني في منطقة مكاتي في مانيلا ، حيث تم تشييده في ( ٣٠ ) يوماً . وهذا ذكرني بصدق ما طرحه الصديق العميد المتقاعد المهندس خالد نايف المعايطه قبل أيام ، حيث قال : انه لو كان مكان رئيس الوزراء لأمر بإنجاز الطريق الصحراوي ، ومشروع الباص ( البطيء إنجازاً وسيراً ) السريع خلال ( ٦٠ ) يوماً ، وإلا حاسب المقصرين . 

أرى انه من الضروري الإطلال على مدينة ووهان الصينية واهميتها ، لانها مدينة غير عادية . ولاية ووهان ، تتبع مقاطعة ( هوباي ) ، تقع جنوب بكين ، في وسط - شرق الصين . وإذا اعتبرنا الصين هي قلعة العالم الصناعية ، فان ووهان تعتبر عاصمة هذه القلعة الصناعية العظيمة . حيث تساهم هذه المدينة  بما يلي :-  (٧٨٪؜ ) من صادرات الصين ، (٩٠٪؜ ) من عمليات صهر النحاس ، ( ٦٥٪؜ ) من عمليات تكرير النفط ، ( ٦٠٪؜ ) من عمليات انتاج الصلب ، ( ٤٠٪؜ ) من عمليات انتاج الفحم . وللعلم فان شركات جنرال موتورز ، وهوندا ، ونيسان ، وفورد ، اغلقوا مصانعهم في ووهان . كما ان شركة ستاربكس العالمية اغلقت (٥٠٪؜) من متاجرها في الصين ، اي انها اغلقت نحو ( ٢,٠٠٠ ) فرع في الصين . وارى انه من الضروري ان أشير الى تأثر النشاط السياحي العالمي بانعكاسات الفايروس ، حيث سيؤدي منع سفر الصينيين ، او حظر استقبالهم في مطارات العالم الى خسارة السياحة العالمية ( ٢٥٧ ) مليار دولار أمريكي ينفقها السائحين الصينيين في العالم سنوياً . وهذا يعتبر اكثر من ضعف ما ينفقه السائحين الأمريكيين ، ويتجاوز ما ينفقه سياح فرنسا وبريطانيا وألمانيا مجتمعين .                                 ما أدهشني ان كثيرين يعزون انتشار فايروس كورونا الى انه صناعة أمريكية ، كنوع  من أنواع الحرب الجرثومية ، لإجهاد الصين وإخضاعها ، للاستجابة للمتطلبات الاقتصادية الأمريكية . او ربما ان امريكا ضخمت من تأثير الفايروس ، ونشرت الرعب لكبح جماح الصين إقتصادياً ، وها نحن نرى آثاراً سلبية كبيرة على الاقتصاد الصيني . وأنا ارى انه لا يمكن الجزم بأسباب انتشار هذا الفيروس في الوقت الحالي ، وما علينا الا انتظار ما ستبديه الايام . كما ان علينا ان لا نُغفل الإجراءات الجبارة التي تتخذ للحد من انتشار الفايروس ، والتي نذكر منها على سبيل التدليل : تبين ان لديهم كاميرات تتعقب الوجوه وتستشعر الإصابة بالمرض ، كما انهم عادوا الى الأسلوب الشيوعي في الحكم في تفعيل المواطنة  والمسؤولية الوطنية الحقة بان يبلغ الجار عن جاره . 

رغم فداحة الضرر ، وعِظم المصاب ، وضخامة التهديد الذي يسببه انتشار هذا الفايروس ، الا انني اعتقد جازماً بان الصين ستتتجاوز المحنة وستخرج منها أقوى ، استناداً للعزيمة القوية لدى القيادة والشعب الصيني ، ولوجود الحزم ، والضبط ، والربط ، والانتماء المترجم في العطاء ، ولما يتوفر لديها من قدرات ومقدرات وطاقات هائلة .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر