ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
الإسلام دِينٌ عَظيمٌ ، شَوهْنَاه ، وحَرَفْنَاه ، وحَرَّفْنَاه ، وقَزّْمْنَاه ، وضَيَعّْناه ، فتناحرنا ، ونَحَرْنا بعضنا ، ونَحَرْنا الغير ، والنَاحِرُ ، والمَنْحُور ، يَلْهَجُ بأعلى صوته بكلمة ( الله أكبر )) ، ولا تعرف من الظالم ، ومن المظلوم !!!؟؟؟ ونود ان نشطب أربعة عشر قرناً من الزمان ، ونعود للوراء ، لِنتسيد العالم ، ونَحْكُم بِعدلٍ وإنصاف ، وان ننصهر ببوتقة الإسلام كما كان ، ويَظهر مُدعي الدين أشعث ، أغبر ، مُكفهر القَسمات ، عَابس الوجه ، مُقَطِّبَ الجَبين ، كارِهاً لكل شيء ، حاقداً على أي شيء ، ولا يلوي على شيء . وخَلَقْنا إنطباعاً مُشَوَّهاً بان الدين لا يَقبل التَطور والتَطوير ، والتَغَيُّر والتَغْيير ، وإن الدين يَرفض الحضارة والتحضر ، والرُقي والإرتقاء . هل هناك أبشع وأبلغ من هكذا إساءة وتشويه لدين الإسلام الحنيف العظيم !!؟؟
المُتابع للشأن السياسي الدولي ، وما تُخطط له الدول العظمى ، وما تُحيك للدين من مؤمرات ، كانت واضحة ، وبادية ، وأكيدة منذ ثمانينات القرن الماضي . وقد قرأت وقتها مئات المقالات لمحللين سياسيين عالميين عمالقة عن تخطيط دول الغرب الكبرى لإستهداف الإسلام . لكن جَهل بعض الأنظمة العربية والاسلامية ، وتخَلُّف العديد من أتباع الدين الإسلامي ، إنجرفوا ليصَبحوا أدوات رخيصة ، طَيعة ، لتنفيذ تلك المخططات الشريرة الجهنمية ، الشيطانية ، رخيصة الأهداف ، وضيعة الغايات . فانقسم أتباع الدين الإسلامي ، وانقلبوا على أنفسهم ، فتقاتلوا ، وتناحروا ، وقطّعوا رؤوس بعضهم ، ووضعوها على أجساد المقتولين الذين تم نَحرهم كالشِياه ، بمراسم إحتفالية ، وحشية ، مُخزية ، بعيدة عن الإنسانية ، والرحمة ، والرأفة ، والعطف الذي يحض عليه دين الإسلام ، دين الرحمة ، والود ، والمحبة ، واللطف ، والتسامح . وأقاموا لتنظيماتهم دولاً زائفة ، مُغتصَبة ، ومُغتصِبة ، فقاموا بِسَبْي الإناث ، فاغتصبوا الحرائر من نساء وفتيات ، لا ذنب لهن ، ولا جرم إقترفن ، وأنشأوا أسواق نِخاسة تتناسب ، وتتسق ، وتتماشى مع رُخْصِهِم ، وإجرامهم ، وبُعدِهم عن أدنى مراتب الإنسانية ، لا بل ان شريعة الغاب رغم شِدة وحشيتها تعتبر لطيفة ومتحضرة لا بل وانسانية مقارنة بمن اقترفوا تلك الجرائم التي يَندى لها جبين الإنسانية بإسم دين سماوي رباني عظيم .
الديانات التوحيدية ، السماوية ، المُوحِدة ، ديانات عظيمة ، لكن تم استغلال عظمتها بأشكال مختلفة حسب كل دين ، ووفق غايات الجماعات او الأنظمة التي اقترفت التشويه . لكن ما تعرض له الإسلام من إساءات وتشويهات ، أكبر ، وأعظم ، وأخطر ، وأفجر ، وكان صداه عظيم ، مُرعب ، مُخيف ، لسببين : أولهما ان المخططات التي رُسمت وتمت حياكتها كانت ( وما زالت ) على أيدي أعتى الدول جبروتاً وغطرسة وعنجهية واجراماً وفتكاً ، إضافة الى ضخامة القدرات المالية ، وسهولة توفير السيولة النقدية ، لشراء ذمم مُدعي الإسلام وإشباع نَهَمِهم . والسبب الثاني : ان هذه المخططات الجهنمية نُفذت بأيادي مدعي الإسلام ، فكان الوقع أكبر ، والتشويه أعظم ، والأثر أبلغ ، والدمار والتدمير أوسع ، وأفتك .
الإسلام دين عظيم ، دَائُه يَكمن في مُعتقديه ، لو صحّ فِكر دُعاته ومُنتسبيه ، وتعاملوا بتحضر ، وابتعدوا عن الدروشة ، والإستكانة ، والشعوذة ، وإستسهال تقديم الفتاوى لتتطابق مع شهوات ، و غايات الافراد ، والجماعات ، والأنظمة ، لإنتشر في الارض ، كدين لكل العصور ، والدهور ، ولتماشى مع التطور والانفتاح الحضاري في عصر التطور المذهل ، وتَقبُّل الآخر ، واحترام الاختلاف ، كما كان الأسلاف ، في عصر صدر الإسلام ، أيام الرسول العربي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وسيدنا ابو بكر وسماحته ، وسيدنا عمر الفاروق وعدالته . الذين أسسوا دولة مدنية مُنفتحة على الآخر وتَقبلوا الاختلاف . لو أخذنا شمولية مفهوم سيدنا محمد للدولة المدنية ، وسماحة أبي بكر ، وعدالة عمر ، وأسقطناها على الحاضر ، واعتبرناه نهجاً حضارياً يتماشى مع زماننا ، لا أن نتمسك في القشور . لتقبلت الشعوب الأخرى الدين الإسلامي حتى لو لم يعتنقوه .
ما يؤلمني أننا إمْتُطينا لنساهم في تشويه ديننا . وإنغلقنا ، وإنحرفنا ، فتخلفنا ، ودُمِرنا ، ولَعقنا جراحنا التي مِنّا . وشُوه ديننا ، كما شُوهت من قبله المسيحية لقرون من عدة جهات ، واليهودية من قِبل الحركة الصهيونية البغيضة . فما أعظم الإسلام ، وما أكثر إساءات وتشويهات المسلمين . وأتألم كثيراً عندما يحل البلاء في دين السماء وأدواته مُعْتَنقيه .
والمُشكلة أننا إخْتُبِرنا ولمْ نَعْتَبِرْ . وأنتم تَعرِفون تَوصِيف من لا يَعتَبِر ْ.