الميثاق يشيد بالدور الاستثنائي للهيئة الخيرية الهاشمية لدعم الاشقاء في فلسطين اختتام البطولة التنشيطية لجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية (الدورة الثامنة عشرة )..صور الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"...

القسم : حوارات وتحليلات
الله يُجْبُرْ خَاطِرنا .. وخَاطِر أبو جَابِرْ
الله يُجْبُرْ خَاطِرنا .. وخَاطِر أبو جَابِرْ
نشر بتاريخ : Sun, 31 May 2020 03:01:21 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

الأردن بلد عظيم بأهله ، وسُكانه ، وعائلاته ، وعشائره ، وقبائله ، بدواً وحضراً . تميّز الاردنيون على مرّ العصور بتمسكهم بعاداتهم ، وقيمهم العربية الأصيلة ، كالشهامة ، والنخوة ، والكرم ، وإغاثة الملهوف . وما زال الأردني يتمسك بعاداته الموروثة ويَعضّ عليها بالنواجِذ ، رغم ضيق ذات اليد ، لدرجة العَوز ، فترى الاردني يُصرّ على دعوة الضيف وإكرامه ، فيسْتَحلِف الضيف بالله ، ويُقسم الايمان الغليظة الجائزة وغير الجائزة ، والمناسبة وغير المناسبة ، وقد يُكلِّفه اكرام الضيف ذبيحة او اكثر ، وربما تكون جيوبه فارغة لا يمتلك ديناراً ، الا انها مليئة بالاصالة والكرم والكبرياء . 

هذا هو الأردني ، وهذه هي أصالته ، وهذا هو كرمه ، ( الأردني أمضى من سِلاحِه ) كما يُقال  . وهكذا  هي عائلة ابو جابر ، العائلة البلقاوية الأردنية العروبية الأصيلة . حسب كتاب ( قاموس العشائر في الاردن وفلسطين ) وحسبما ورد عن المرحوم الدكتور رؤوف سعد ابو جابر ، فعشيرة ابو جابر هي من العشائر المسيحية وينتسبون الى قبيلة الجوابره ، الذين يقال ان جذورهم تعود الى بلدة الربّة في الكرك . حيث هجروها الى حسبان ثم الفحيص ، ورحل قسم منهم الى حوران ، ومرجعيون ، والناصرة ، واستقر قسم منهم في السلط . وجدُّهم ناصر ابو جابر كان له ولدان صالح ، وابراهيم ، سكن صالح في الجويدة ، وسكن ابراهيم في اليادودة ، وكانا من كبار الملاكين للاراضي . والشيخ سعد باشا ابو جابر كان ممثلاً لمسيحيي السلط .  كانوا يملكون اراضٍ  بمساحات كبيرة ، لدرجة انهما كانا يمتلكان ( ٩٦ ) فداناً أي ( ثوراً ) لفلاحة الارض ، وكان يعمل عليها اكثر من (١٠٠ ) عامل . والجدير بالذكر ان قصر ( او مضافة )  ابو جابر الذي بناه صالح بن ناصر في اليادودة ، بقي ذائع الصيت ، لعقود من الزمن ، يطرق الناس ابوابه التي لم تغلق ، لا في الليل ، ولا في النهار ، فيأكلون ويشربون ، وينامون ويستريحون فيها دون مقابل ، وقد استمر حتى اواسط الستينات من القرن الماضي . وأنا شخصياً ومنذ ايام طفولتي كنت أسمع في مجالس الرجال في قريتي زحوم في الكرك ، وهم يتحدثون عن قصر ابو جابر وكانوا يقولون انه كان مكتوب على باب القصر (( مَلّعون إبن مَلّعون ، من يَمُر من هنا وهو جائع او عطشان او تعبان ولا يدخل قصر ابو جابر ليتم إكرامه )) . كما انني كنت أحفظ عدداً من أبيات الشِعر البدوي التي تتغنى في قصر ابو جابر ، كانوا يهزجون بها في الافراح (( ... قصر ابو جابر يِمُرّْنُه ... )) .

فُجع الأردن بِفَقْدِ الأستاذ الدكتور كامل صالح ابو جابر ، وزير الخارجية الأسبق ، الرجل المتميز خُلقاً ، وعِلماً ، وتعاملاً ، وحَسَباً ، ونَسَباً . كما فُجِعنا قبل وقت ليس ببعيد بِفَقْد العلاّمة الدكتور / رؤوف سعد ابو جابر . الذي تشرفت برفقته ضمن  أحد الوفود الاردنية التي ذهبت الى العُراق ، أيام كان العُراق عظيماً ، لعدة ايام ، حيث كنّا قريبين من بعضنا كثيراً جداً ، لدرجة اننا لم نَفترِق الاّ قليلاً ، فاذهلني بقيمة الراقية وتواضعه الجمّ ، وموسوعته المعرفية المذهلة ، محاولاً ان أنهل منها ما أمكن ، وهو الذي إعتذر عن المُشاركة في حكومة الرمز الأبدي الأردني وصفي التلّ عام ١٩٧٠ . 

لاحظوا معي إسم العائلة والاسماء التي ينتقونها  : كامل / صالح / رؤوف / سعد / ابو جابر ، حتى اسماؤهم تدل على الصلاح ، والكمال ، والرأفة ، والسعد ، وجبر الخواطر ، التي هي من الإحسان وهو  من أعظم قيم الانسان . عندما تمتد جذور  عائلة أردنية ، عروبية أصيلة ، عظيمة القيم ، لِيحمِلها رجالاً حمَلوا قيم العائلة في الشِدة والرخاء ، بكل كرم وسخاء ، قيمهم قيم النبلاء  ، في الكرم والعطاء . عائلة ضاربة جذورها في أعماق الأرض ، وتحمِل عراقة ، وأصالة الوطن  ، كيف لك ان تغامر بالحديث عنها !؟  عائلة كثيرة التفرعات ، قليلة العدد ، جليلة القدر ، مُهابة الجانب ، رفيعة النسَب ، عالية الحسَب ، تجسدت فيها كل قيم النبل ، والكرامة ، والكرم . 

الله يجبر علينا بفقد كامل ، ويرأف بنا بفقد رؤوف . بفقدهما فقد الوطن قامتين ، وطنيتين ، إنسانيتين ، علميتين ، أخلاقيتين ، نزيهتين ، شريفتين ، عفيفتين ، متواضعتين ، كريمتين ، معطائتين  . قصر عائلتهم المنيف الذي مازال موجوداً كمرفق سياحي  في اليادوده للان يشهد على عراقتهم ، وأصالتهم ، وكرمهم . هؤلاء هم الذين يفخر بهم المواطن والوطن  ، أصول عريقة ،  وجذور ضاربة في اعماق الارض ، وتعليم ، وفكر ، واخلاق ، وقيم ، ونبل ، وإستقامة ، وانتماء ، وعطاء للوطن ، عائلة تئن مع الوطن في نوائبه ، وتفرح من فرحه . الى حنان الخلد ان شاء الله .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر