ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
حُكومات الصُدفة ، المزاجية ، الإنتقائية ، المُتقلبة ، هزيلة الأداء ، مُدعية الوطنية والانتماء ، الثرثارة كثيرة الأقوال قليلة الأفعال ، المُتشدقة بالانجازات ، مُتعثرة الخطوات ، القِلة القليلة من وزرائها بمستوى المناصب التي يُشغلوها ، والغالبية العظمى منهم لا لَون ولا طَعم ، أما رائحتهم فإنها تُزكم الأنوف .
حكومتنا ليست بمستوى ادارة وطن ، قَتلتنا ببطء ، ودمرت الوطن وهي تتشدق بالوطنية ، واغلبهم بلا شخصية ، ولا مهنية ، ولا كفاءة ، ولا انتماء ، أتوا لإقتناص فُرص للإثراء السريع ، لا يأبهون بالحَرام ، لا بل يَستمرؤنه . قاموا بإجراء مُداهمات ، كانهم يواجهون عصابات ممن يتاجرون بالمخدرات ، او كانهم إكتشفوا خلايا إرهابية نائمة مُتحفزة متربصة لأخذ الوطن الى المجهول . لكن الحمد لله ان هذين الخطرين بايدي شرفاء الوطن اجهزتنا الامنية الباسلة الساهرة بمختلف مسمياتها وتخصصاتها ، المنتمية ، المعطاءة رغم شُح الرواتب وضَنك العيش . هم هكذا لان ما يُشغلهم حتى وهم نيام امن الوطن وامانه واستقراره ، عكس هؤلاء الطارئين الذين يُشغلهم إقتناص أكبر مبلغ باقل مدة زمنية . وها هي افعال اجهزتنا الامنية المتميزة اداءاً تدل عليهم ، وما اكتشاف الخلية الارهابية التي كانت تنوي استهداف احد الكنائس التي يؤدي فيها أشقاء الروح والدم ، شركاؤنا في الوطن ، أتباع سيدنا المسيح ابن العذراء سيدتنا مريم عليهما السلام صلاواتهم وعباداتهم إلا دليل قاطع على انتمائهم للوطن ، للمخابرات العامة تُرفع القبعات احتراماً ، والاحترام موصول الى رجال مكافحة المخدرات الذين يعملون ليل نهار لتجنيب الوطن السم الزُعاف .
تَشدقت الحكومة ، وأطلت علينا عبر الشاشات ، مُهددة ومتوعدة ، بالويل والثبور وعظائم الامور ، واكدت غير مرة بانها لن ترفع الضريبة على المواطنين وانها ستعوّض تلك المبالغ من تحسين التحصيل من التهرب الضريبي . فَهللنا وكَبرنا وكِدنا نُسيّر المسيرات ونُنظم المظاهرات المساندة لهذا النهج ، لولا كوفيد ١٩ الذي قَهرنا وارجعنا عن عَزمنا لمساندة حكومتنا التي تود ان تلتزم بما تعهدت به بانها لن ترفع الضرائب ، مع ان قرارها هذا اتى متأخراً بعد ان حلبت المواطن حتى بدأت تحلب دماً بدل الحليب بسبب الحلب الجائر . ومع انه غطرستها وتغولها على المواطن مازال مستمراً ابتداءاً من الضريبة قاصمة الظهر على المحروقات والتي تصل الى (٤٣٪ ) وتلاعبهم في تسعيرة المحروقات ، حتى عندما وصل سعر النفط ١٢ دولاراً خفضوا فلسات واستعادوا اضعافها عندما ارتفع الى ٣٥ دولاراً .. وغيرها الكثير . ورغم خطأ الاجراء الذي تم بشكل بوليسي مُرعب ، مع انه يمكن اللجوء للتسوية وانهاء الموضوع دون تشهير ، وحتى لو استلزم الامر الحصول على وثائق معينة تخدم دائرة الضريبة في اثبات التهرب الضريبي ، كان من الأجدى والأنفع والأصح ان يرُافق المدققين شرطي واحد او شرطيين . لكن العجيب اننا لم نسمع عن اية مداهمة بغض النظر عن صحة او خطأ الاجراءات ، وها قد مضت اسابيع على المداهمة الوحيدة الفريدة !؟
اعلنت الحكومة بانها تعمل وفق آلية مدروسة ، ومعلومات اكيدة عن المتهربين ضريبياً ، منهم من قال ان هناك قائمة جاهزة قيد التنفيذ ب ( ٩٤ ) إسماً ، ومنهم من اعلن عن (١٢٠ ) اسماً ، وان العملية مستمرة ، والحبل على الجرار ، واعلنوا بانهم لن يتهاونوا ولن يحابوا احداً ، ولم نرَ من حكومة النهضة المنتكسة ، غير مداهمة بوليسية مرعبة واحدة ، وصمتوا صمت القبور !!؟؟ وها قد مرت أسابيع ولم نسمع او نشاهد او نلحظ ولا مداهمة ، ولو واحدة ، لماذا !؟ ما الذي حصل !؟ ومن أرجعكم عن ما هممتم به !؟ ومن ثبط عزيمتكم !؟ أيها الهولوديون ، الإستعراضيون ، المنافقون ، ما الذي حصل !؟ ولماذا توقفتم عن مداهماتكم البوليسية الاستهدافية الاستعراضية !؟ خذلتمونا بعد ان تأملنا انكم ستنتصرون لنا وللوطن من الفاسدين والمتهربين ، واعتقدنا مخطئين بانكم ( رايحين تعدلوا المالية المايله ) . حتى لو غيرتم الآلية ، وتعاملتم بسرية ، أشعرونا بان العملية مستمرة .
لماذا أطللتم علينا وانتم تُرعدون ، وتُزبدون ، وتُصهلون ، وها قد تبين انكم عدميون تُشبهون الصُدفة التي جاءت بكم . ضيعتم الوطن الجميل ، الأردن الحبيب ، وطن الرجال ، وطن الشهيد وصفي التل الرمز الأبدي لكل اردني ، وطن حابس المجالي ، وطن الشهيد المقدام معاذ صافي الكساسبة ، والشهيد البطل أسد القلعة سائد محمود المعايطة ، والشهيد البطل راشد الزيود . وطننا كان قُدوة ، ومَثل يُحتذى وتَجربة تُقتدى ، ضاع وطننا بين النَخْرِ والنَقْر ِ، نخر الفساد الذي ساد ، وانتشر ، كالنار في الهشيم ، فاختفت وسُرقت ونُهبت كل مقدرات الوطن ، والنَقْرِ على تحصيناته وسياجه الامني ، المهدد من الخلايا النائمة المتربصة في الداخل ممن يفترض انهم ابنائه لكنهم عاقون ، والجهات العديدة الطامعة في الخارج .
لو ان ما قمتم به ليس استهدافاً لاشخاص محددين ، خدمة لحاقدين ، لإستمريتم في المداهمات البوليسية الاستعراضية المرعبة ، ولطالت اجراءاتكم كل المتهربين ضريبياً ، وكل الفاسدين الذين نهبوا كل مقدرات الوطن ، وعندما إستنجد بهم الوطن ( ونخاهم ) للتبرع لصندوق همة وطن لمواجهة جائحة كورونا لم نرَ من الفاسدين أحداً ، لانه ليس لديهم همة ، ولا نخوة ، ولا انتماء ، ولا عطاء للوطن ، بينما بعضهم يمكن ان يفرّط بالملايين في ليلة واحدة مع غانية او على طاولات القمار . لكن كل الحق علينا ، لانه هل من المنطق ان ( تنخى ) وتتأمل همة من لا همة له !؟ هؤلاء مثل حصالات الاطفال الفخارية لجمع النقود ، لا يمكن تحصيل ما بداخلها الا بعد كَسْرِ ظهورهم كما تُكسر الحَصالة الفُخارية .