أَخي .. نَجْمَةٌ .. ومَضَتْ .. و/ مَضَتْ
الى روح أخي / صالح ضيف الله الملاحمه
ناطق نيوز - شجون: عوض ضيف الله الملاحمه
رُوحُ أخي صالح .. نَسْمَةٌ .. مَرَّتْ ..
نعم .. مَرَّتْ .. مِن هُنا .. وعَبَرَتْ ..
أخي نَجْمَةٌ .. مَرَّتْ .. ومَضَتْ .. و/ مَضَتْ ..
أخي .. غَيمة جُودٍ .. عَاشَتْ ..
أظَلَّتْ .. أطَلَّتْ .. هَطَلَتْ .. ثم إرتَقَتْ ..
وغادرت .. بعد ان تَفاعَلتْ .. ثم سَمَتْ ..
نَسْمةٌ .. عَبَرَتْ .. لكنها عَبَقَتْ ..ثم حَلَّقَتْ ..
في السَماواتِ العُلا .. في الفَيافِي .. والقِفَار ..
كان مُهجة القَلبِ .. والدَارْ ..
لم يَكُنْ يَوما جَباناً .. ولا رِعدِيداً ..
كان رَجلاً .. نَعمْ رَجُلاً .. صِنديداً ..
عَزْمُهُ يَفِلُ الحَديدْ ..
زِنْدَهُ .. مَبْرومٌ.. كأنه الفُولاذْ ..
كان السَنَدْ .. كان المَلاذْ ..
كان حَمَامَةَ .. مَسجِدْ .. وأكثرُ من للهِ يَسْجُدْ ..
ويَدُهُ لِلمُحْتاجِ .. يَمْدُدْ .
والغَريب .. عندما تَشْتَدُ المَواقِف ..
وتَدْلَهِمُ الخُطوب .. كان يَبْتَسِمْ !؟
هل هو تَناقُضٌ !؟ .. أم ثِقةٌ !؟ .. لا أدري !؟
رُبَمَا ثِقَةٌ .. بالجُرأةِ والإقدَامِ .. لأنه يَحْسِمْ .. كالحُسَامْ.
أخي الصَالِح .. صَالِح .. كان يَكْظِمُ غَيْضَهُ .. أحياناً ..
لكنه كان يَبُوحْ .. يَصْرُخْ .. يَصِيحْ .. لأنه صَرِيحْ .
لم يؤذِ أحداً .. يوماً ..
لِسَانُهُ .. دَافِي .. فِعْلهُ وافي .. ووفِيّْ
ماذا عَسَانِي فَاعِلٌ !؟
وأنا ذَبيحٌ .. جَريحٌ .. طَريحٌ ..
رُوحُهُ .. مَرَّتْ .. مِن هُنا .. بعد أن عَبَقَتْ ..
أغْدَقَتْ .. أَعْطَتْ .. وهَبَتْ .. وأكرَمَتْ ..
نَسْمَةٌ .. أطَلّتْ .. ومَرَّتْ .. ثم ذَبِلَتْ .. ذَابَتْ
تَسَامَتْ .. وسَمَتْ .. إرتَفَعَتْ .. وإرْتَقَتْ ..
ثُمَ مَاتَتْ .. نَعَمْ مَاتَتْ .
هَطَلَتْ دمُوعي .. بُحَّ صوتي ..
نَادَيتُ .. بِأعلى صَوتِي .. ما مِن مُجيبْ ..
إنتَظرتُ حتى المَغيبْ .. على أمل أن يَطِل ..
إنتهى إنتظاري .. دونَ طَلَّتِهِ .. وإنتهى عُمري بِرُمَّتِهِ ..
سَادَ صَمتي .. عَبَّرَ عن حُزنِي .. وإنكِسَاري ..
كُنتُ أتمنى .. إنْدِثاري .. بين ثَنايا الكَفَنْ ..
هي سُنَّةُ الخَلقِ .. صَحِيحْ ..
لكِنْ .. لِماذا تُبْقِيني .. أنا .. جَريحْ !؟
مُنكَشِفُ الظَهر .. كَسِيرْ ..أخَالُنِي كَسِيحْ ..
أتَلمَّسُ خَطْوي .. كأنني كَفيفٌ .. ضَريرْ ..
أحِسُّ أن لِظَهرِي .. صَرِيرْ ..
صَالِح .. نَسْمَةٌ حَطَّتْ على صَرْحِ الإباءِ والشَمَمْ ..
كَرِيمٌ .. أتْعبَ سِلاحُه .. مِن كُثرِ المَكارِمْ ..
جُودٌ ليس له حُدودْ ..
ماضٍ مِثلَ سِلاحِهِ .. بَلْ يَزيدْ ..
كَريمُ الطَبعِ .. مع ضُيوفهِ ..
مَهمَا كان حَالُه .. او كانت ظُروفِه
اذا دَعَى .. ولَمْ يُجَبْ .. زَعِلْ .. وتَمَلْمَلْ ..
يَزأرُ كالأسَدْ .. وهو يَدْعُو ..
.. عَادَتَهُ يَلوذُ بالصَمّْت ْ..
لكن عِندَ الجِدالِ على دَعوةٍ .. كَلامَهُ يَهْطلُ .. هَطْلا
وما ان يُستجابَ .. رَجَاه ..
يُصبِحُ وجْهَهُ .. طَلِقْ .. وبشَاشتَهُ تُطِلْ
ها هو .. نَجمُهُ أفَلْ .. بعد ان أطَلّْ ..
الى جِنانِ الخُلدِ .. أخي الهَنيُّ الرَضي ..
يا رَجُلَ المَواقِفِ الجَريئة .. الشُجاعَة ..
يا صالحاً بالإسمِ .. والتَعامُلِ .. والكَياسَة ..
جُرأتُكَ .. جَعلَتَكَ لم تَرْمِ لأحدٍ الطاعَة ..
لكن دُونَ تَجَبُّرٍ .. او خِسَّةٍ .. او وَضَاعَة ..
للهِ دَرُّكَ .. مِنْ رَجُلٍ .. حَمَلَ الأضْدَادَ .. بِكُلِ جَسَارة
ها قد إنْقَضَى العُمر .. وغَادرتَ .. دُونَ أن نُكَدِّرَ خَاطِرَ بَعضينا .. ولو بِكَلِمَةٍ .. او لِثَانِية ..
يا أخي .. يا حَبيبي ..الرَحمةُ لَكْ .. لَكِنْ إرحَمنِي .. حُزنُكَ أدمَى قَلبي .. وفَتَّتَ كَبِدي ..
قَلبي يَتَفَطّْرْ .. بَصَرِي يَتَقَهْقَرْ ..
يَاليْتَنَا غَادرْنا سَويا .. كمَا عِشْنَا سَوِيَّا .
لكِنَ أمرَ اللهِ نَفَذْ .. ولا إعْتِراضَ ..
حَاشَا أن نَعْتَرِضْ .. حَاشَا أن نَعْتَرِضْ .