الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري  نقابة الفنانين الأردنيين: وصول الفيلم الأردني: "جميلة؟" للحاكم مسعود؛ لنهائي جائزة مهرجان كان السينمائي فخر كبير* وزير خارجية إسرائيل مخاطبا الرئيس اردوغان: عار عليك

القسم : حوارات وتحليلات
طَعنَةُ الظَهرْ .. وسُلطَةُ القَهرْ
طَعنَةُ الظَهرْ .. وسُلطَةُ القَهرْ
نشر بتاريخ : Fri, 04 Sep 2020 12:12:58 GMT
طَعنَةُ الظَهرْ .. وسُلطَةُ القَهرْ 

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

القضية الفلسطينية ، قضيتنا المركزية الأولى ، لم تَعُدْ كذلك ، حُيِّدَتْ ، وأُقْصِيتْ ، وإنحرف مسار الإهتمام بها ، وطَغت أولويات أخرى عليها ، وهَمَّشتها ، ولم تَعُد هَمّنا الأول ، ولا إهتمامنا الوحيد  على المستوى العربي الرسمي بكافته ، مع بعض الفروقات ، التي لا تُحدِث فَرقاً ، ولا نَصراً للقضية . أمّا على المستوى الشعبي والجماهيري العربي فالوضع مختلف تماماً ، حيث ما زال هناك اهتماماً وانتماءاً  للقضية ، لكن مع كل الأسف ليس أكثر من غُثاء سيل ، لا يؤثر ، ولا يُقدم ، ولا يؤخر ، لانه صوت مسلوب الإرداة ، مَقموع ، مُهمَّش ، لا يقوَ على تقديم شيء يفيد القضية فائدة فعلية . أعرف أن كلامي هذا سَيُغْضِبُ الكثيرين ، لان الحقيقة مُؤلِمة ، ومُوجِعة ،  وصَادِمة ، ومُحبِطة . 

وقد يقول قائل لماذا حَصَلَ هذا !؟ وما الذي أدى إليه !؟  أقول : حقيقة صَادمة ، ومُربكة ، ومُؤلمة جداً : ان ما سُمي بالنضال الفلسطيني ، والمُنظمات الفلسطينية ،  منذ نشأتها الاولى عام ١٩٦٤ بقيادة / احمد الشقيري ، هي كِذبة كُبرى ، وخديعة عُظمى ، وانها ليست اكثر من وسيلة ، وآلية لضياع  القضية وإنهائها ، وخُطط لان يتم ذلك بأيادٍ فلسطينية ، ومن وصلوا لمستوى القيادات في المنظمات الفلسطينية السابقين واللاحقين ، يعلمون ذلك ، والشُرفاء من القياديين عندما تأكدوا من ذلك واحتجوا ، وتمردوا ، ورفضوا ، وحاولوا ان يكشفوا الحقائق ويشهِّروا ، تمت تصفيتهم جسدياً بأيادٍ فلسطينية . 

وحتى لا يكون كلامي مُرسلاً ، وإنشائياً ، او تهجمياً ، كما قد يعتقد البعض ،  سوف أقدِّم لذوي العقول النيّرة ، التي تنتهج العقلانية ، بعض المحطات المفصلية والهامة جداً والتي عَمِلت على الإطاحة بالقضية الفلسطينية على مراحل ، ووفق محطات مَرسومة ومُمنهجة : تم تأسيس منظمة التحرير عام ١٩٦٤ ، اي قبل هزيمة عام ١٩٦٧ ، فلماذا أُسسِت !؟ أليس لتحرير فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ !؟ ويفترض ان يضاف الى اهدافها تحرير ما تم احتلاله  عام ١٩٦٧ ، لكن بدأت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة المرحوم / ياسر عرفات ، مفاوضات سريّة للقبول باستعادة ما سُلب في هزيمة حزيران ١٩٦٧ ، وتمهيداً لذلك عملت منظمة التحرير الفلسطينية مع كل الدول العربية باستثناء الاردن والعراق ، في مؤتمر الرباط الذي عُقد عام ١٩٧٤ على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد ، لاحظوا معي : الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين ، حيث طالبت الاردن بتأجيل القرار لما بعد استعادة الضفة . وتبين لاحقاً ان الهدف من ذلك حتى تُطْلَق يدها في التفاوض للتنازل ونسيان فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ ، وللتخلص من العباءة الأردنية . ومع ذلك فانني كأردني مازالت مُقتنعاً بضرورة تَحمُّل الأردن مسؤولية ضياع الضفة الغربية ، وأحصر مسؤولية إستعادتها بالأردن . 

في عام ١٩٧٨ ، وفي أبوظبي ، حضرت محاضرة للمرحوم / ماجد ابو شرار ، الذي كان المسؤول الإعلامي الأول في منظمة التحرير الفلسطينية ، وخلال المحاضرة لمّحَ الى فتح قنوات تَقَارُبْ وتَفَاوضْ مع يساريين  إسرائيليين ، عندها تصديت له بقوة رافضاً هذا التلميح — وأحاط بي حرس السفارة الفلسطينية في ابوظبي مُهدِداً ، داخل قصر الخُبيرة ،  لولا تَنبُه صديقي المرحوم الاستاذ الدكتور الطبيب  / محمد الجمل —  أُحرج الرجل ، وطلب ان يلتقيني  بعد المحاضرة ، وعندما التقيته ، أكد لي بانه مُجبر على التلميح لتهيئة الرأي العام وقياس ردود الفعل ، وانه غير مقتنع بهذا التوجه لكنها أوامر عليا وليس امامه الا الإستجابة . وبعدها بفترة زمنية لا اتذكرها ، تم إغتياله في احدى الدول الاوروبية . مثال آخر : من الذي إغتال مهندس الإنتفاضة الاولى الشهيد/ خليل الوزير ( ابو جهاد ) !؟ ومن الذي إغتال الشهيد / صلاح خلف ( ابو إياد ) !؟ الذي نَعت من يود التخلي عن سلاح المقاومة ب ( الحِمار ) . كما اود ان أُذَكِّر بالقيادي الفلسطيني الذي عُزِل ، والذي نَشر عدة مقالات في احدى الصحف القطرية قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن ، ومحور مقالاته ينحصر باسماء القادة الفلسطينيين الذي تمت تصفيتهم باوامر مباشرة من ياسر عرفات ، حيث كان يذكر اسم القيادي ، واسباب اختلافه مع ياسر عرفات ، كما يذكر خطة تصفيته جسدياً . 

وهنا لابد من الحديث عن مُقايضة الإنتصار الذي حققته الانتفاضة الباسلة الاولى باتفاق أوسلو ، الذي نتج عنه السلطة الفلسطينية غير الوطنية  . حيث أجمع القادة الفلسطينيون على انهم تعبوا ، وملّوا  النضال بفنادق الخمسة نجوم (( هكذا يَنعتُهم الأحرار المناضلين الحقيقيين في الداخل الفلسطيني )) ، وانه جاء الوقت الذي لابد ويرتاحون فيه ، ويَجْنُون حصيلة نِضالهم . وأسفر هذا الكيان المسخ ( السُلطة ) عن التوفير على الاحتلال من ان يدفع كُلفة احتلاله ، وكَسِب الصهاينة الوقت لنشر المستوطنات حتى وصل عدد المستوطنين الى ( ٧٥٠,٠٠٠ ) مستوطن في الضفة الغربية لوحدها ، كما عملت السلطة على تجفيف منابع المناضلين في الداخل بالتدجين او الاغتيال او مساعدة شرطة الاحتلال على القاء القبض على الاحرار لإعتقالهم ، مما رفع عدد السجناء الفلسطينيين الى ما يقارب ال ( ٤٨,٠٠٠ ) حسبما تُسعفني ذاكرتي . ولن أنسى الشبل الفلسطيني المتفرد جرأة ، ورجولة ، وإيماناً بالقضية ، الشهيد البطل / عمر ابو ليلى ، الذي انقض على الجندي الاسرائيلي كالنمر وقتله مع انه مُدجج بكل انواع الأسلحة الفتاكة والحديثة ، حيث انتشر فيديو لعجوز فلسطينية من جيرانه قالت بالحرف :-(( هين قتلوه يابنيي ، وإجى معهم شرطة فلسطينية اثنين دلو اليهود عليه وقتلوه ، حسبي الله على الشرطة الفلسطينية )) . وذلك التزاماً من السلطة بتطبيق التنسيق الأمني مع الاحتلال ، والذي كان يجاهر به رئيس السلطة ، كما يجاهر بتفتيش طلبة المدارس وسحب السكاكين والخناجر منهم ، وبانه لن يسمح بانتفاضة جديدة . ولا بُدَّ من الإشارة الى إنشغال  كبار مسؤولي السلطة في التجارة ، حيث توزعوا الوكالات التجارية بينهم ، وللتدليل فقط : هل تعلموا ان أحد كبار مسؤولي السُلطة هو الذي وَرَّدَ مواد البناء للجدار العازل !؟ 

تخاذُل منظمة التحرير الفلسطينية ، وهَمالة ، وعَمالة وتنازل السلطة الفلسطينية عن كل شيء طوعاً ، ادى الى تهميش القضية عربياً واسلامياً ودولياً . وهل من المنطق ان يُطلب من الدول العربية ان تكون ملكية أكثر من الملك !!؟؟ وأختم مُكرراً : فلسطين ستتحرر بإذن الله ، إما على أيادي المناضلين الشرفاء في الداخل فقط ، لو تخلصوا من كابوس السُلطة الذي يعمل على تدجينهم ، او ركوناً الى الوعد الإلهي ، وحاشا ان يُخلف الله وعده . وعليه اعتقد جازماً ان الطعنة النجلاء للقضية الفلسطينية سددتها القيادات الفلسطينية التي  تفردت  بالقضية بتوجيه من النظام الرسمي العربي عام ١٩٧٤ ، عن سبق اصرار وترصد للاطاحة بالقضية بأيادٍ فلسطينية . كما أرى ان كل الدول العربية مجتمعة لم تَضُرْ القضية الفلسطينية مثلما أضرتها منظمة التحرير والسُلطة .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر