اختتام البطولة التنشيطية لجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية (الدورة الثامنة عشرة )..صور الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز

القسم : حوارات وتحليلات
باولو كويلو .. الأديب .. الغريب .. العجيب
باولو كويلو .. الأديب .. الغريب .. العجيب
نشر بتاريخ : Tue, 15 Sep 2020 05:36:03 GMT

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

ليس كل من خط بالقلم كاتب ، وليس كل من إجتهد وكتب  قصة او رواية او نصاً مسرحياً يعتبر مؤلِفاً ،  بالمطلق . دراستي للأدب الأنجليزي كتخصص وهواية ، وعشقي للغتي العربية التي أعشقها لعشقي لعروبتي وديني ، مع انني لا أتقنها ولم أتمكن منها بما يتناسب مع مكانتها . لغتي العربية التي اعشق ، تُرسِخ  عروبتي مع كل لفظ لحرف ، حتى قبل إكتمال الكلمة . وقراءتي  للكثير من الروايات والنصوص والأشعار وخلافه من أنواع الأدب باللغتين العظيمتين اللتين أعشق ، العربية ثم الإنجليزية ، وتحولي بعد تخرجي من جامعة بغداد حاملاً لدرجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي الى دراسة الماجستير وعدد من شهادات الدبلوم في إدارة الأعمال ، ساعدتني على سبر أغوار النفس البشرية . لأنني كنت أعشق التعمق ، والغوص للبحث واستنباط الدرر المكنونة مما لم يَبُح به الكاتب ، ويخفيه خيفة او خجلاً او وجلاً او تفنناً ، خاصة وان أدب الرمزية ، واستخدام كل الأساليب التي تخدم الهدف وامكانية ادماجها في النص ، كان شائعاً ، ومنتشراً جداً . ربما لم يفكر احداً في السبب الرئيسي  لانتشار أدب الرمزية  !؟ السبب هو قمع ، وبطش ، وقهر ، وقساوة الأنظمة ، التي كانت  وما زالت  لا ترحم ، ومن السهل ان يوضع حدٌ لحياة أديب او شاعر او مفكر عملاق لمجرد انه فكّر خارج صندوقهم العفن ، الصدء ، المتحجر . 

رغم كل ذلك العشق للمنتج الأدبي ، الا أنني لا  أجرؤ على سبر أغوار شخصية الكاتب البرازيلي المتناقض المنفلت الهيبي العملاق ، الحاصل على جائزة نوبل للآداب / باولو كويلو  ( Paulo Coelho ) ، وإنما وددت التطوف ، وتلمس بعض اطرافها الفنية الثرية المهيبة العظيمة ، حُباً ، وشغفاً ، وتقديراً لعطائه . هذا الكاتب العظيم محترف  الرمزية ، سَخَّرها ووظفها وسَيّرها كما يود لإيصال رسائل إنسانية عميقة ونبيلة .

حتى لا أتشتت ، وأُشتت القاريء ، والذي هو ليس أسلوبي لا في الكتابة ولا في الحديث المباشر ، حيث ارغب دوماً في الحفر في العمق ، واستبعاد الأطراف التي ربما تفرض نفسها احياناً . اود ان اسرد قصة قصيرة جداً له ،  مع ان الغالبية العظمى يعرفونها ، لكنني اهدف الغوص في رمزيتها ، وهذا يضطرني لسردها بشكل مختصر جداً :- كان كويلو  يجلس مُنشغلاً بقلمه ، وتصادف وجود ابنه بجانبه ، مما اذهب تركيزه ، وشتت ذهنه ، فود ان يُبعد ابنه بإلهائه ، فتناول جزءاً من جريدة  تشتمل خارطة  العالم  ومزقها ، وأعطاها لإبنه كي يعيد ترتيب الخارطة ، وما هي الا دقائق حتى عاد ابنه ومعه الخارطة مُجمّعة بالشكل الصحيح ، فاستغرب كويلو ، فسأل ابنه فيما اذا ساعدته أمه !؟ نفى الصبي ذلك ، فسأله ، اذا كيف أعدت الخارطة بهذه الدقة وهذه السرعة !؟ قال يا أبتي ، وجدت على الوجه الآخر للصحيفة صورة إنسان ، فقمت بتركيب صورة الإنسان ، تلقائياً تم تجميع  الخارطة . ونطق العظيم باولو كويلو بمقولته الشهيرة العظيمة التي هي بوزن الإنسان والأوطان معاً ، قال : (( عندما أعدت بناء الإنسان ، أعدت بناء العالم )) وانا بتصرف أقول : ((عندما أعدت بناء الإنسان ، أعدت بناء الأوطان )).

أين نحن في وطني من عظمة هذا القول ، حيث انه رغم عظمة وشموخ وعطاء وأنفة الإنسان الاردني ، الا انه يُهان ، ويقهر ، ويجوع ، ويعرى ، فينا من يفترش الارض ، ويلتحف السماء ، ويبحث عن لقمة عيش في الحاويات ، والطارئين الناهبين المنحلين أخلاقياً ، الذين نهبوا خيرات الوطن واكتنزوا المليارات ، منشغلون لا يقوون على تشغيل ثرواتهم بعد ان اخرجوها خارج الوطن . لا أدري ما الذي يُشغل حكوماتنا عن الوطن والإنسان !!؟؟ لماذا لا يرتقوا بالإنسان حتى ترتقي الأوطان !؟ 

هذا يدعو الحكومات وكل الجهات الرسمية المختصة الى العمل على حُسن بناء الإنسان حتى تُبنى الأوطان تعليماً ، وصحة ، واقتصاداً ، واخلاقاً ، وقيماً ، وعيشاً كريماً ، لانه بدون الإنسان لا قيمة ، لا بل لا حياة ، لا بل لا وجود للأوطان ، لانها بدون الإنسان ليست اكثر من تربة وأطيان .

أيتها الحكومات ، لن يصلح حال الوطن الا اذا صلح حال المواطن ولن يتعافى الوطن الا اذا تعافى المواطن ، هذا اذا كان نهجكم يستهدف إصلاح الوطن ، اما اذا كان لديكم اهدافاً غير ذلك فاستمروا في خدمة من انتم خُدامهم وأذناب لهم ، الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا ، ولا أظنه ببعيد ، لان فُجركم ، قد يُسرّع في بزوغ فَجرنا . وأختم ببيت من الشعر للشاعر الاردني المتميز الأستاذ / صيام المواجده ، وصفاً لحكوماتنا التي ترفض الأخذ بالنصائح :- 
والنُصْحُ عِندكَ ليس يَبْلُغُ قَصْدَهُ / كالمِشْطِ مُلقى في جِرابِ الأصلعِ .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر