ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
الأوطان ، كما الإنسان ، قد يتطاول عليها الأقزام ، ومن يُشبهون الفِطر ، بلا جذور ، ولا أصول ، ولا عُقول راجحة مُتزنة ، تَضع الأشياء في أماكنها الصحيحة ، وتعطي كل ذي قدرٍ قَدره ، لكن المشكلة مع من لا قَدر لهم ، كيف تطلب منهم قِيماً لم يَعهدوها ، وأصولاً لم يألفوها ، ونَواميس لم يَتربوا عليها ، لانهم مثل ( الفُقِعْ ) ، ومهما إرتقيت بوصفهم ، لن يطاولوا ( الفَرّيط ) .
مجلس الوزراء ، الهزيل ، ورئيسه ، الذي يشبه ( مفركة الكوسا ) ، لا يُسمن ولا يُغني من جوع في ادائه ، وتسلمه زمام امور الوطن برئاسته لحكومة ( النهزه ) . خصّ الجنوب ، وكرك المجد والتاريخ تحديداً ، باقرار اقامة مقبرة في منطقة اللجون الزراعية ، بمساحة ( ٢٠٠ ) دونم ، وتتسع الى ( ٣٠,٠٠٠ ) قبر ، خاصة في وفايات فايروس كورونا .
أنا رجلٌ قومي النهج والتفكير ، ولن أتغير الى ان القى وجه ربي ، ووطني الأردن عشقي ، ولا أُميز مطلقاً بين ذرات تراب بَواديه ، وأريافه ، ومُدنه ، وأعشق كل مُدنه ومحافظاته ، من شماله الى جنوبه ، من الرمثا الى العقبة . وأَسِنُّ قلمي ، وأَشحذُ فِكري ، وتَجحظُ عَيناي ، وتَقدحان كأنهما ( مِخرزٌ ) ، على كل من يضعه القدر في طريقي ، ويحاول ان يَطال اربد او الكرك حيفاً منه.
الدولة الأردنية ، لا تعترف إلا في عمّان ، ومن بعدها الطوفان ، والتهميش طال كل المحافظات وبنسبٍ متفاوته ، لكن يتركز التهميش والإهمال عن سبق إصرار وترصد في الجنوب عامة ، والكرك خاصة . يا حكومة النهزة ، يا مفركة الكوسا ، إنتقيتي منطقة اللجون الزراعية بامتياز ، وتخصصيها مِقبرة !؟ ، بدل ان توزعي أراضيها الزراعية الخصبة على المتعطلين عن العمل من أبناء الكرك ، ليستغلونها ويزرعونها ليسدوا رمقهم ، ويخففوا من عوزهم وفقرهم !؟
انتم لستم بمستوى ادارة دولة ، قُلتها مراراً ، وسوف اكررها الى ان يُنقذ رب العباد الوطن منكم . هذه هي إستثماراتكم للكرك !؟ هذه هي مشاريعكم التنموية !؟ هذه هي خططكم لخفض نسبة الفقر والبطالة !؟
ثم الا تعلم الحكومة ، ان التجهيز لرقم وفايات بهذا العدد الضخم ، يُرعب الأردنيين !؟ وهل سيبلغ عدد الوفيات من فايروس كورنا هذا العدد !؟ وهل هو للمحافظة ام للمملكة !؟ واذ كان للمملكة ، لماذا لا يُدفن المتوفون كل في محافظته !؟ ثم هل فقدتم السيطرة على الوباء !؟ هل إنفلت عِقاله نتيجة سوء إداراتكم !؟
أُقسم انك لم تزر الكرك ، ولا تعرف تاريخها ، ولا تعرف ان مُلكها كان يمتدُ الى قاهرة المُعز . أُقسم انك لا تعرف مدن الوطن الذي تتصدر إدارته . وأُقسم ان معرفتك بالوطن لا تتعدى اللويبدة والبحر الميت . أُقسم أنك لم تَمُرَ من الطريق الصحراوي الا مرة واحدة ، عندما تفقدت الإنجاز في المشروع ، وحددت موعداً لانتهاء الاعمال ولم تَصدُقْ بما وعدت . أُقسم انك لا تعرف أُم قيس ، ولا ضريح النبي نوح . أنا واثق انك لا تعرف الزرءا ، ولا المفرء ، ولا التفيله ، ولا السلت الأبية .
أراكّ مِثلُ ( الدواج ) ، لا يعنيه المكان ، أينما تكسب تحط الرِحال ، وتغادر بعدها المكان . يا مفركت الكوسا ، التي لا تُشبع ، ولا تُقنع ، ولا بتكيت ، ولا بتفيد . هذه الكرك ، مقبرة الغزاه . هذه الكرك التي لم يحررها من الغزاة جيشاً ، بل بسالة وشجاعة وجسارة أهلها . هذه الكرك خشم العقاب . هزُلت ، سيُقبر كل من يود تحويل كرك المجد الى مقبرة . الكرك مقبرة لكل ردي ، ومن يحاول عليها ان يعتدي . الكرك صَخرة ، وليست مَقبرة . لكن الحق مش عليك !!؟؟ وأختم بمثل يقول : (( اللي ما بعرف الصقر بشويه )) .