تَرَجَّلَ الدُورِي .. المُناضِل القَومِي
ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
الدنيا تدور ، وتتغير الأمور ، ويترجل الأبطال ، وتفقد الأمة مزيداً من الشجعان ، ويتصدر العملاء ، السفهاء المشهد ، ويقبضون زمام أوطان عظيمة ، كما العُراق . ويعتلي الخونة دبابات العدو الغازي المحتل الامريكي، مزودون بنهج تصدير ثورة الفُرس المجوس ، فَيَعْتِمُ نهار العُراق كما ليله ، وتنحدر الأمور ، ويفقد العراقي شموخه كما كرامته ، ويُهجّر ، ويُذل ، ويبحث عن ملجأ يأويه ، ومكان يقيه طعنات غدر الفُرس المجوس واذنابهم العملاء .
ترجّل رمز الشجاعة والعروبة والنهج القومي القائد المناضل الصلب البطل / عزة ابراهيم الدوري ، خليفة الشهيد البطل الرمز القومي / صدام حسين المجيد ( ابو عداي ) . ترجّل عن صهوة جواد النضال القومي ، الذي لم يَلِنْ له قناة يوماً . المناضل المُتفرد صلابة واصراراً وقناعة بوحدة العرب نهجاً ومصيراً . عزة ابراهيم الدوري صلب الارادة ، قوي الشكيمة ، الذي كان يفوق الشهيد البطل ابو عداي إصراراً وتضحية ، لدرجة ان الشهيد ابو عداي هو الوحيد القادر على لجم إقدامه وعنفوانه .
في بدايات النضال السري القومي في العراق ، وبعد انتسابه للحزب ، وفي احدى مراحل التضييق عليهم ومطارتهم ، وعندما تقطعت اوصال التنظيم في الستينات ، نذر عزة ، عزيز النفس ، نذر نفسه للتنظيم ، فترك دراسته ، وفتح محلاً لبيع قوالب الثلج في احدى حارات بغداد الشعبية ، واعدّ عربة ليبيع عليها قوالب الثلج ، كبائع متجول ، عربة كما الدراجة الهوائية ، لكنه فصّل الصندوق ليتكون من عدة طبقات ، ليخفي السلاح ، والمنشورات ، ليتواصل مع رفاقه ، ونجح أيما نجاح في ربط عناصر التنظيم .
عزة الدوري ، كان متديناً جداً ، وملتزماً جداً ، حيث انه كان شيخ الطريقة النقشبندية ، وبنى مسجداً بالقرب من بيته . عزة الدوري كان زاهداً في كل أمور الحياة ، فلم يعش حياة بذخ وترف ، مطلقاً ، نذر كل حياته لقناعاته القومية ودينه . عزة لم يسعَ لمنصب ، ولم يتلذذ في الأمور الحياتية الدنيوية ، حتى انك عندما تراه ، يُخيل اليك وكأنك ترى شبحاً من فرط نحافته ، لانه كان مُقلاً حتى في طعامه .
عزة الدوري ، مجرد ان يتبصُر الانسان في قدرته على النضال والتخفي عن أعين الأعداء - وهم كُثر - لمدة ( ١٧ ) عاماً منذ سقوط بغداد على يد الطغيان الامريكي ، وتسليمها الى الفُرس المجوس كمكافأة على تعاونهم مع الامريكان والصهاينة لتدمير العراق واحتلاله ، يبين لك صلابته ، وجسارته ، وإصراره ، وشجاعته ، والحمد لله ان عزة ترجّل مُلبياً ومُستجيباً للقاء ربّ العزة ، ملاقياً ربه ، ولم يتمكن منه الاعداء .
خلال دراستي في العراق ، أيام كان العراق عظيماً ، كنت مُعجباً جداً بالمناضل عزة ابراهيم الدوري ، وزاد من إعجابي به ان زملائي أيام الدراسة الجامعية كانوا يكنونني باسمه ينادونني / عزة ابراهيم الملاحمه ، ربما لتشابهنا في لون البشرة ، وربما لان فيّ جزء يسير من صلابته في المواقف ، اذا اقتضى الأمر .
الى جنان الخُلد ، أيها المناضل العروبي الشجاع ، الحرّْ ، وحُسن العزاء لكل عربي ما زال حُراً ، أصيلاً ، لم تتلوث عروبته بخيانة ، او غدر ، اوخنوعٍ ، اوذِلةٍ او نذالة . وأختِمُ ببيتٍ من الشِعر : -
وقُلْ لِلشَامِتينَ بِنَا أفِيقُوا / سَيَلْقَى الشَامِتُونَ كما لَقِينَا .