القرالة .. والإستقالة
ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
وطني الحبيب ليس له في الطيب نصيب ، من ابنائه المخلصين ، الأنقياء ، الشُرفاء ، المنتمين ، الأكفياء ، النبلاء في أخلاقهم ، الأُصلاء في نسبهم ومحتدهم .
أعرف الدكتور ذيب إسليم القرالة ، منذ ما يقارب ال ( ٣٠ ) عاماً ، وكنت أسمع بصيتِ والده الشيخ الجليل الحاج إسليم القرالة منذ ان وعيت على الدُنيا ، حيث كان تخصصه — اذا كان للشيخة تخصصات — كان يختص او يهتم كثيراً باصلاح ذات البين ، حيث كان يشعر غالبية ابناء الكرك ، بان الشيخ إسليم اذا عرف بخلاف بين الناس المحيطين به او معارفه ، كان يشعر بالحزن ، والهم ، والغم ، ولا يرتاح له بال الا بعد ان يؤلف القلوب ، ويهديء النفوس ، وكانت الصُلحة في احايين كثيرة تتم بعد ان يدفع الشيخ إسليم مبالغ مُبالغ بها احياناً ليُنجز مهمته الانسانية .
إستقال الدكتور ذيب القراله من موقعه كمدير عام لهيئة الإعلام ، بعد ان حصل على الموقع بتنافس مع ( ١٧ ) متنافساً ، حيث حصل على المرتبة الأولى ، ولا غرابة في ذلك ، لانه الصحفي والاعلامي المتميز بقلمه وصياغته واسلوبه ولغته وفطنته وقدرته على التحليل وسبر اغوار الكلمات بحصافة معهودة ومتميزة يشهد بها كل من زامله او تابع قلمه او جالسه .
شخصية الدكتور ذيب المعطاءه المتفانية ، شديدة الانتماء للوطن ، والعطاء لمهنته ، وسعة الصدر والمحبة والاحترام لزملائه في المهنة ، لذلك فان استقالته المبكرة ، وسن العطاء الذي هو فيه ، وحبه لتفجير طاقاته الكامنة عطاءاً لمهنته يضع تساؤلات كثيرة وكبيرة على إقدامه على الاستقالة في عِزِّ عطائه ، ويزداد الغموض عندما نعرف انه شخصية كتومة جداً يكره البوح بما يَكِنُّ بصدره ، ولا انتظر منه البوح او حتى التلميح مطلقاً ، لكن اجتهادا مني ، اعتقد إن بيئة العمل في القطاع العام طاردة للشرفاء من ابناء وطني الحبيب .
أتألم عندما يخسر وطني الحبيب شاباً من شبابه الأكفياء الشرفاء وهو في عِزِّ العطاء ، لأن هكذا استقالة توسع دائرة حصول المتسلقين الطفيليين غير الشرفاء ، الملوثين فيزدادون عدداً ، ليزداد الوطن إنحداراً .
ادعو الله العلي القدير الحافظ ان يحفظ وطننا الحبيب من كيد الكائدين ، واستهداف المستهدفين ، وتسلُّق المتسلقين . وادعو الى الدكتور ذيب بالتوفيق والسداد في مرحلة عطائه القادمة ، مع كل التقدير والاحترام ، والشكر على تميز عطائه للوطن ، وعفته ونزاهته .