اختتام البطولة التنشيطية لجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية (الدورة الثامنة عشرة )..صور الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز

القسم : حوارات وتحليلات
الجَلّْوة العشائرية .. بَلّْوى وطنية
الجَلّْوة العشائرية .. بَلّْوى وطنية
نشر بتاريخ : Thu, 23 Sep 2021 09:44:30 GMT
الجَلّْوة العشائرية .. بَلّْوى وطنية

ملاحظة :- نشرت هذا المقال بتاريخ ٢٠١٩/٨/١٩ ، وأُعيد نشره للإفادة ، كون مشروع قانون الجلوة العشائرية معروض أمام مجلس النواب ، وهو يتأرجح بين الإلغاء والتقنين . 

 ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

التغير ، وعدم الثبات ، من سُنن الحياة ، وهو سُنة كونية ، والتطور كذلك ، لأن الشعوب التي لا تتطور تموت ، لكن التطور يرتبط بوجود إرادة لدى الشعوب للريادة ، وإحداث التطور ، لذلك نرى فَرقاً كبيراً ، بين شعب وآخر في إحداث التطور والتغيير ، وعليه نجد شعوباً ، غاية في التسارع في وتيرة الحياة ، وإحداث التغيير ، وبلوغ مراحل متقدمة في تطورها ، وتتفاوت الدرجات نزولاً ، الى ان نصل الى مجتمعات ، جامدة ، ساكنة ، غير قابلة ، ولا مستعدة ، وغير مستوعبة لضرورة الاستجابة لِلسُنن الكونية ، بإحداث تطوير ، وتغيير ،  وهنا تدخل مثل هذه الشعوب مرحلة التخلف عن ركب الحضارة ، وهو ما ينطبق علينا ، نحن الدول التي تُسمى مجازياً بالدول النامية ، تهذيباً وتلطيفاً للوصف ، بينما في الحقيقة هي دول متخلفة ، ومع كل الأسف وطننا الحبيب الاْردن أحد أقطابها .
في الاْردن تحديداً ، كُنّا مجتمعاً رعوياً ، قبلياً ، نسكن بيوت الشَعْرْ ، وحياتنا تتقلب بين الحِل والترحال ، بحثاً عن الكلأ ، والماء ، ولإضطرار المجتمعات البدوية أحياناً ، للتداخل ، والتنازع ، والإحتكاك ، والإقتتال على الحِمى ( اي مناطق الرعي المحددة لكل قبيلة ) ، خاصة في سنوات القحط ، حيث تتغطرس ، وتعتدي القبائل القوية ، كثيرة العدد ، على القبائل الأقل قوة او الأضعف ، ولأن الحياة بِمُجملها لا تحب الفراغ ، ظهرت الضرورة لظهور القضاء العشائري ، ليحكم بين الناس ويفصل في النزاعات  والقضايا الخلافية ، سواء بين ابناء القبيلة الواحدة ، او بين القبائل ذاتها ، ورغم بساطته ، وعدم تدوينه ، الا انه كان فاعلاً جداً في حل النزاعات .
بما انه لا يمكننا في مقال ان نتطرق الى القضاء العشائري بعامته ، والذي نشيد بفاعليته ، وجدارته ، وعدالته ، في حل النزاعات وبزمن قياسي ، الا ان موضوعنا تحديداً يتعلق في (( الجَلوة )) ، وهي مطروحة في الأوساط الرسمية ، لإيجاد حلول ، وبدائل للسلبيات المجتمعية التي تنتج عن الجلوة . لمن لا يعرف ، الجلوة تعني إجلاء ، اي ترحيل أهل الجاني او القاتل الى مكان آخر ، تحكمة أسس متفق عليها عشائرياً سواء من ناحية إختيار المكان لمن يتم إجلائهم ، وتحديد من هم الخاضعون للجلوة من قبيلة القاتل ، ولزمن طويل كانت خَمسة القاتل هي التي يُفرض عليها الجلوة ، ومعنى الخمسة : خمسة الأصابع التي تقبض قبضة كاملة للسلاح الأبيض كالخنجر ، يتم العدّ ، وعند تسمية كل شخص من نسب القاتل  يتم ازالة إصبع من اليد القابضة على السلاح الأبيض ، وعند الوصول للجد الخامس يسقط السلاح من قبضة اليد ، عندها يتوقف العدّ ، وتعني بالترتيب العشائري ، جَدّ الجَدّ . قبل عقود من الزمن ، تم تخفيضها الى القاتل ووالده وإخوته وكل تفرعاتهم ، ثم تم تخفيضها الى من هم في دفتر عائلة القاتل فقط ، لكنه لم يتم الالتزام بها في بعض الحوادث .
الجلوة ، فِعلٌ مُتخلف جداً ، مع إحترامنا للقضاء العشائري ، الذي نعتبره فاعلاً  وحاسماً ومنصفاً وديناميكياً ومُلزماً اكثر من القضاء المدني ، لكن الجلوة تحديداً هي فعل متخلف ، لماذا ؟؟ لاننا نسكن الآن بيوتاً من حجر ، وليس بيوتاً من شَعِرْ ، بيت الشَعر تتنقل به من مكان الى آخر بمنتهى السهولة وأليسر ، والناس كانت تعيش ، ومصدر رزقها الوحيد من تربية المواشي ، فلا ضرر ، ولا صعوبة في الانتقال من مكان الى آخر ، مهما بَعُدْ ، بينما الان لا يمكن نقل بيت الحجر ، وارتبط عمل الانسان في مكان سكناه ، سواء كان عملاً وظيفياً ، او مصلحة خاصة ، كما ان هناك طلبة مدارس ، وطلبة جامعات ، لا يمكنهم ترك أماكن دراستهم ، مما يُوقع أضراراً بليغة ، لا يمكن حلُّها ، لذلك لا بد من حلّ  لمشكلة الجلوة ، وشطبها تماماً من الإجراءات ذات الصلة في التقاضي . 
ليرتقي بلدنا ، ولينهض ، ولنتماشى مع تطور العصر ، ولتكون الإجراءات قابلة للتطبيق ، ومُنصفة ، ولسيادة القانون ، ولتفرض الدولة سيطرتها وهيبتها ،  لابد من إلغاء الجلوة نهائياً ، وان نحتكم للقانون المدني تماماً ، شريطة ان يتم وضع ترتيبات قانونية خاصة ، تختصر زمن التقاضي ، وتحمي أهل القاتل ، لانه ما ذنب أقرباء قاتل متهور ، مجرم ، ان يدفعوا ثمن إجرامه وتهوره !!؟؟ وهذا مخالف للشرع حيث يقول ربُّ العِزة في قرآنه الكريم ( ولا تزروا وازرةً وِزْرَ أُخرى ) .
الجلوة تَخلُّف ، وإلغاؤها تَحضُّر ، وليس أمامنا الا الإرتقاء باجراءات التقاضي والاحتكام الى القانون المدني ، شريطة إختصار وقت التقاضي ، لإنصاف المظلوم ، والإقتصاص من الظالم . ولنا في قول الشاعر عِبرة : إذا الحيُّ عاش بعظم مَيتٍ / فذاك العظم حيٌّ وهو مَيتُ .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر