اختتام البطولة التنشيطية لجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية (الدورة الثامنة عشرة )..صور الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز

القسم : حوارات وتحليلات
الملاحمه يكتب..الفارس الشيخ / محمد باشا الحسين العواملة .. كَرَمٌ .. ورجُولة
الملاحمه يكتب..الفارس الشيخ / محمد باشا الحسين العواملة .. كَرَمٌ .. ورجُولة
نشر بتاريخ : Mon, 10 Jan 2022 17:04:07 GMT
الفارس الشيخ / محمد باشا الحسين العواملة .. كَرَمٌ .. ورجُولة 

 ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 
(( الجزء الثاني والأخير )) 

كان الشيخ / محمد الحسين العواملة ، وطني ، وقومي نقي ، حيث كان شديد العداوة للمستعمرين العثمانيين والإنجليز ، رافضاً كل الإغراءات ، والمزايا ، والهديا  ، والأراضي التي عرضتها عليه بريطانيا لإسترضائه . لكنه بقي على نهجه لإخراج الإنجليز من الأردن وفلسطين في السر والعلن ، وإعلان الإستقلال عن الإنتداب البريطاني ومقاومته بكل الوسائل . 

من صفاته أنه كان خيّالاً ، وصياداً ، يعزف على الربابة ، كان واسع الصدر ، كريم النفس ، شديد الغضب إذا غضب ، شديد الإعتزاز بنفسه ، شخصيته قيادية قوية لا تلين ، ولا تعرف الضعف او الخوف ، كان يميل الى السُمنة ، وأسع العينين ، ذا شاربين كثيفين . 

بعد نجاح المحتلين الفرنسيين بتواطؤ مع الإنجليز ، تم إسقاط الحكومة العربية الفيصلية في دمشق ، التي كانت مناطق شرق الأردن تابعة لها ، حاول الإنجليز فرض سيطرتهم إدارياً على الأراضي الأردنية ، فتصدّت العشائر الأردنية الى الخديعة وشكّلت عِدّة حكومات محلية ، كان من بينها حكومة السلط ، لتتولى رعاية شؤون منطقة السلط التي إدارياً تضم السلط ، وعمّان ، ومادبا . وكان الشيخ / محمد باشا الحسين العواملة أحد ممثلي السلط في مجلس الشورى الذي إنتخبه الأهالي لتسيير أمور الحكومة المحلية ، وكان من بين أعضاء المجلس السادة / نِمر الحمود / سعيد الصليبي / الخوري أيوب وغيرهم . وبعد تأسيس الإمارة تم إختياره عضواً في اللجنة الأهلية لوضع قانون للمجلس النيابي عام ١٩٢٣ . كما شارك في تأسيس حزب الشعب الأردني الذي تأسس بزعامة الشيخ / عبدالمهدي الشمايلة عام ١٩٢٧ . كما كان من أبرز قادة المظاهرات الصاخبة ضد الإحتلال الفرنسي والبريطاني . كما كان من بين أعضاء وفد السلط الذي قابل  الأمير عبدالله ، وتحدث نيابة عن الوفد مخاطباً الأمير (( يا صاحب السمو فوجئنا بالمعاهدة الأردنية البريطانية ، ونحن أهالي البلاد الذين يحق لهم وحدهم تقرير مصيرهم ، وبما ان المعاهدة تقضي بان تكون بلادنا مُستعبدة لإنجلترا ، وهي بمثابة أعِنّة وضِعت في رقابنا يقتادنا بها الإنجليز الى حيث يشاؤون فإننا نرفضها جميعاً )) . أين نحن من هؤلاء الرجال الأشاوس !؟ وهل إختفت جيناتهم ولم تصلنا !؟ 

كما شارك في المؤتمر الوطني الأول الذي عُقد في مقهى حمدان الشهير في عمّان بتاريخ ١٩٢٨/٧/٢٥ ، والذي كان يرأسه الشيخ / حسين باشا الطراونة . حيث صاغوا ميثاقاً وطنياً التقت عليه كل أطياف المجتمع الأردني . وهذا يعكس ما كان يتمتع به أجدادنا الأفذاذ ، رجالات الرعيل الأول من وعيّ سياسي وقانوني وإداري وإقتصادي ، الى جانب ما كانوا يتصفون به من روح وطنية وقومية عالية ، ورجولة ، وجرأة ، نفتقدها اليوم في أحفادهم . 

أتمنى لو أن الفارس الشيخ الجليل / محمد باشا الحسين العواملة ، يعود الينا  ليرى أحوالنا ، وما نحن فيه من ذُلٍ وهوانٍ ، وفَقْدِ كرامة ، ولا عِز ّْولاجاه ولا إحترام ، وينهشُنا الفقر والعوز والقهر . لا أدري لو إطّلع هذا الفارس الصنديد على هواننا ماذا عساه قائلاً ، او فاعلاً !؟ أظن أن جينات الأردنيين الأوائل لم تنتقل إلينا ، ولا أدري لماذا !؟ من أين أتانا هذا الخُوار ، والوهن ، والجُبن !؟ قال ربُّ العرش العظيم (( إن الله لا يُغيِّرُ ما بِقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفُسِهم )) صدق الله العلي العظيم ، سورة الرعد ( ١١ ) . لأجدادنا الأشاوس الرحمة ولنا الخُذلان . ولشيخنا الفارس الجليل ،الكريم ،  مُهاب الجانب  الرحمة وجنان الخلد بإذن الله . 

توفي الفارس الشيخ / محمد باشا الحسين العواملة ، رحمه الله ، بتاريخ ١٩٤١/٢/٢٩ ، حيث رثاه الشاعر / زيدان الصويص في قصيدة ، نذكر منها :-
ذوقان عزّينا عن الغبن والياس / بفقد منهو للمشايخ دليله 
حيثه علينا عز زوداً عن الناس / مرحوم يا راعي المزايا الجليلة 
العلم عمّ وصار بالناس وسواس / طبّ الرعب بقلوبنا من رحيله 
وين الذي ضوّه على السلط نبراس / صيته شهر بكل حي وقبيله 
عساه بالجنه إلُه مركزٍ خاص / يرتاح بأحضان الإله وخليله 
الحكم حكم الله على الخلق لا باس / نسترحم المولى وصبره وجميله 
فكرت انا بالشيخ ما شفتله قياس / كود انت ياللي باللوازم نجيله 
واحمد حقوقي ابطلعته نرفع الراس / بسعد الباري شفات الغليله 
انتم هل الكبره من أول على ساس / ما هي طياحه يا حماة الدخيله 
لو جيت ابرهن وصفكم فوق قرطاس / تعجز يميني والقلم والمخيله 
يا ما لفاكو الحمد من كل الجناس / تستاهلوا يا كاسبين النفيله . 

ورثاه الشاعر/ حسني زيد الكيلاني ، حيث قال :-
ليس الجديدُ على الثرى بجديدِ / كلٌ يسيرُ لغايةٍ وحدودِ
إن الرجال اذا قضوا ومضتْ بهم / أعمالهم للمجد والتخليدِ
ومشى يقصُ الدهرُ من أخبارهم / ما تغرِيُ الآباء في المولودِ 
واستشهد الآتي بمجدٍ زاهرٍ / من كل قرمٍ فارسٍ صنديدِ
فهناك نعرِفُ للزعيمِ مضاءهُ / في كل حقلٍ مثمرٍ مورودِ
ونرى بعينِ الحقِ ما لا يجتلي / ببراعةٍ من كاتبٍ رعديدِ 
أمُحمدٌ لاقيتَ ربك بالذي / أعدتهُ من طارفٍ وتليدِ
فأبشر بعفو الله لا تجزع ولا / تحزن ولا تحفل بكل جديدِ .

كما رثاه الشاعر / صبحي القطب ، حيث قال :—
أي نجمٍ زاهي السنا نوارِ / فجعَ الأرض نعيهُ والدارِ 
فتهاوت مُدمِعاتُ المآقي / مُرسلات أنفاسها من جِمارِ 
قد هوى الكوكبُ المضيءُ وأمسى / ليلُّها موحشٌ بغيرِ منارِ . ( إنتهى ) .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر