لا خير في الشخصية .. المستمَدة من الوظيفة
ناطق نيوز-كتب عوض ضيف الله الملاحمه
نِسبة ليست بسيطة من الشخصيات الظاهرة لكم ، التي تصول ، وتجول ، وتتصدر الجاهات ، والمناسبات ، والعطوات ، والجلسات ، في الوطن ، لا مظهر ، ولا مخبر ، ولا حضور ، هي ليست شخصيات حقيقية كما تظهر لكم ، هي شخصيات زائفة ، مصطنعة ، او مُصنّعة ، جوفاء ، فارغة ، هشة ، ضعيفة ، هزيلة ، لا ثقافة ، ولا معرفة ، ولا قدرة على إتخاذ القرار ، ولا إمكانية لإجتراح الحلول ، ولا هيبة ، ولا هيئة ، مُغرِقة في الضعف والتبعية والخضوع ، وتحترف الخنوع . نِسبة ليست بسيطة منهم ليسوا أكثر من أقزام في تكوين شخصياتهم ، الضحلة ، التي تفتقر للعناصر الضرورية للشخصيات البارزة ، القوية ، المتمكنة ، المليئة ، الراكزة ، الرزينة ، الوازنة ، المعبأة فِكراً ، وثقافة ، وتحليلاً ، وجرأة ، وإقداماً ، وتَصدُّراً لمواجهة الصعاب ، لحل المعضلات وما شَكَلَ على الناس بعامتهم . يعني ينطبق عليهم المثل الذي يقول (( يا شايف الزول ، يا خايب الرجا )) .
الأردني الأصيل شخصيتة حقيقية ، تستمد قوتها ذاتياً ، من تكوينه ، وجيناته ، ومكتسباته ، ومجالساته ، ومطالعاته ، وخبراته . الأردني الأصيل ، نبيل ، صادق ، له مصداقية ، يفي بالعهد ، ويحترم الوعد ، أصيل ، كريم ، رزين ، يتميز بالشهامة ، والعفة ، والبعد عن الحرام ، ولا يترفع عن أهله وأقاربه وأصدقائه . الأردني الأصيل لا يخنع ، ولا يخضع ، ولا يستكين ، ولا يستجدي . الأردني الأصيل شريف عفيف ، نظيف اليد ، والقلب ، واللسان .
من يستند ، وتكيء على الكرسي ، والمنصب الذي وصله الغالبية دون كفاءة ، لن يَكبُر ، ولن تأخذ شخصيته مكانتها ، لانه يضعف ، وينهار ، ويتقزم بمجرد لفظ المنصب له . وعادة المناصب والمراكز والكراسي لا تدوم . لأن الذي يدوم هو وجه الله العلي العظيم سبحانه وتعالى ، وما عداه كل شيء الى زوال . وقد سبق لي ان كتبت مقالاً بعنوان (( لو دامت لغيرك ، ما آلت إليك )) .
الأردني الأصيل ، النبيل ، يُضيف للكرسي ، ويَكبُر الكرسي به . الأردني الأصيل يصعد القمم الوظيفية بجدارة وإستحقاق ، ولا يخضع ، ويستخدم صلاحياته حتى حدها الأقصى ، ولا يسمح لإحدٍ ان ينتقص منها ، او يتعدى على تمدد شخصيته ، وممارسة صلاحياته .
نسبة ليست بسيطة ممن يتقلدون المناصب هم ليسوا أهلاً لها ، يتدربون علينا ، فيتم إخضاعهم لدورات تدريبية ، ليتمكنوا من مواجهة الكاميرا ، والناس ليتماسكوا ، وليتعودوا على الهروب من الإجابات بالفبركات ، أي ليحترفوا الكذب ، والمراوغة ، والتسويف ، وغير ذلك من الأساليب غير المحترمة . رغم كل ذلك الا ان بعضهم يفشل فشلاً ذريعاً في القدرة على مواجهة رجال الصحافة والإعلام . ولذلك أسباباً عديدة منها ضعف الشخصية ، وضحالة في الثقافة والمعرفة ، يضاف الى ذلك غياب المعلومة او عدم صِحتها الذي يزيد الطين بِلّة . وهؤلاء يدخلون الوزارة ويخرجون منها دون ان يعلموا شيئاً ، ودون ان يكون لديهم القدرة على تسويق السياسات الحكومية والدفاع عنها ، لا بل ودون ان نعرف أسمائهم .
من يستند ، او يتكيء على الكرسي لن يكون كبيراً ، بل صغيراً ، إن لم يكن حقيراً . ما أضعف الشخصية التي تستمد هيبتها من المنصب الوظيفي .