الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري  نقابة الفنانين الأردنيين: وصول الفيلم الأردني: "جميلة؟" للحاكم مسعود؛ لنهائي جائزة مهرجان كان السينمائي فخر كبير* وزير خارجية إسرائيل مخاطبا الرئيس اردوغان: عار عليك

القسم : شباب وجامعات
مؤتة .. قُدسية معركة .. ورُقي جامعة
مؤتة .. قُدسية معركة .. ورُقي جامعة
عوض ضيف الله الملاحمه
نشر بتاريخ : Wed, 07 Aug 2019 16:52:11 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

لا فرق مطلقاً بين الأماكن ، والأزمنة ، والأشخاص ، من ناحية الأهمية ، والقُدسية ، والمساهمة في صُنع تاريخ البشرية ، فمثلما يكون هناك قادة ، رموز ، لهم كاريزما خاصة ، ووقع وتأثير خاص ، وتفاعل متميز مع الواقع والأحداث ، هناك أماكن يُصنع او يتغير فيها تاريخ أمم ، سواء نصراً ، او إنهزاماً  ، نجاحاً ، او فشلاً ، والتاريخ يُمجد المكان ، كما يُمجد الزمان ، والإنسان ، لذلك تجد ان لكثير من الأماكن قُدسية تفوق قُدسية الانسان .
مؤتة ، الارض الطهور ، والتراب المخضب بالزهور ، المجبولة والمروية  بدماء الشهداء ، والقادة الشجعان ، من الصحابة الأجلاء ، الأنقياء ، الأتقياء ، الذين سطروا بطولات معركة مؤته الخالدة ، التي إمتزج وجُبِل فيها الدم العربي ، حيث اختلطت دماء عرب الجزيرة ، مع عرب بلاد الشام ، ووقف المسيحيون العرب الأقحاح ، وانحازوا لعروبتهم ، ضد الروم ، رغم وحدة الدِّين بينهم . فأعزّ المسيحيون العرب الأقحاح ، أهل أرض مؤتة  ، وسكانها  الأصليون ، أعزوا العروبة والإسلام ، ولهذا سماهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ب (( العزايزت )) لأنهم أعزوا بني جلدتهم العرب المسلمين . وهُزمت الروم ، شرّ هزيمة ، رغم التفوق الهائل ، عُدةً ، وعتاداً ، وإعداداً ، وأعداداً  ( ٣،٠٠٠ ) في مواجهة ( ٢٠٠،٠٠٠ )  ، وكابد القادة المسلمون مكابدة شديدة ، وصبروا أيما صبر ، وتبدّل قادة الجيش ، عدة مرات ، وبقيت الراية مرفوعة ، والهامات تطاول السماء ، صبراً  ، وجلداً ، على الجراح ، لدرجة ان تَبَدُّلَ القيادات ، نتيجة للاستشهاد ، او الإصابات ، لم يشهد التاريخ الإنساني لها مثيلاً  .
مؤتة التاريخ ، والمجد ، والعزة ، والرفعة ، والجهاد ، قُيظ لها في عهد الرمزين العربيين ، التاريخيين ، جلالة المرحوم الملك الحسين ، وشهيد الأمة البطل صدام حسين ، فجاد العظيم الأول بالفكرة ، وجاد العظيم الثاني بالتمويل ، فتم إنشاء (( جامعة مؤتة )) ، الصرح الذي لم ، ولن يضاهى ، فأثبتت جامعة مؤتة جدارتها وتفوقها ، وتميزها ، ورفعتها ، ادارة ، وهيئة تدريس ، وطلبة . هذه الجامعة المتميزة  ، جمعت بين جناحين ، غير مألوف الجمع بينهما ، لما بينهما من اختلاف ، يصل أحياناً حد التناقض ، الجناح المدني ، والجناح العسكري ، لكن رغم اختلافهما حد التناقض ، إنصهرا في بوتقة ، وحضن وطني ، وعروبي ، وانساني ، وتعليمي  جامعي ، في جامعة مؤتة .
مؤتة الارض الطهور ، ومؤتة الجامعة التي بها إبن الوطن فخور ، ستبقين مُحَلِّقة عالياً بين الصقور ، لا يضيركِ ، حاسدٌ، او متربص ، او مقهور ، إهمليهم ، فهم لا يستحقون حتى العتاب ، هامات من يستظلون باسمك ، تطاول السحاب  ، المتربصون بكِ هاماتهم منكسرة ، والعاملون فيك كلهم من طوال الرقبة . أهدافهم ، دنيئة ، وغاياتهم ، رخيصة ، لا تلتفي لهم ، وإقتدي بقول الشاعر : لو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً / لصار الحجر مثقالاً بدينارِ .
مؤتة الارض ، مؤتة العراقة ، مؤتة البطولة ، مؤتة العروبة ، مؤتة التضحية ،  ومؤتة الشهادة والشهداء ، مؤتة نُصرة العرب المسيحيين الأقحاح لإخوانهم العرب المسلمين ، ومؤتة الجامعة ، مؤتة المعرفة والعلم والتعليم ، مؤتة تهميش الحكومات كأخواتها من الجامعات ، لا عليكِ ، فما لديكِ ، عظيم ، يعجز عن إستيعابه كل سقيم ، لكِ الرفعة ، ولهم الخِسة .
مؤتة ، لا عليكِ ، قافلتكِ سائرة ، وقلوب أعدائكِ حائرة . مؤتة ، هزمتِ جحافل الروم ، هل تعبئين ببعض من نفرٍ  مأزوم !؟

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر