الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام  الدكتور جعفر المعايطة يكتب...لمن أراد الحقيقة  الهيئات الإدارية في الميثاق تعقد إجتماعها الدوري 

القسم : حوارات وتحليلات
الجأر بالشكوى .. من الطِباع ؟ أم من سوء الأوضاع ؟
الجأر بالشكوى .. من الطِباع ؟ أم من سوء  الأوضاع ؟
نشر بتاريخ : Tue, 22 Oct 2019 11:20:09 GMT
ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

المتتبع للشخصية الاردنية منذ ستينات وسبعينات  القرن الماضي ، يجد ان احتجاجات ومظاهرات ومسيرات الاردنيين كانت اغلبها  لدوافع قومية ، تفاعلاً مع قضايا قومية  .. وان الاحتجاجات منذ أواخر الثمانينات الى نهاية التسعينات كانت محدودة لكنها شديدة في حِدتها ، وكانت اغلبها لمتطلبات وطنية ، وبعضها لمتطلبات قومية ،  وعدد محدود منها لقضايا مطلبية كارتفاع أسعار السلع الرئيسية وخاصة الخبز ، بينما الان أصبحت الغالبية الساحقة من الاحتجاجات لقضايا مطلبية حياتية مثل : الغلاء ، وارتفاع الأسعار ، والزيادات المتكررة للضرائب والرسوم وغيرها .

بذلك نستنتج ان المواطن الأردني ليس متبرماً ، ولا متذمراً ، ولا شكاءاً ، ولا يجأر بالشكوى بدون أسباب ودوافع . وانه ليس كما يُشاع عنه انه ( لا يُعجبه العجب ، ولا الصيام في رجب ) .

عندما تفكر في الموضوع بحيادية تامه ، وبعقلانية ، يمكنك ان تعزو تلك الاحتجاجات ، والمظاهرات ، والمسيرات ، والحراكات ، الى ان الشخصية الاردنية : عقلانية ، واقعيه ، لديها شعور قومي جارف ، تتفاعل مع القضايا العربية بقوة ، وحزم ، وكأن الفكر القومي عقيدة ، وانتماء للجميع ، او انهم يَنْظُرون الى ان المشاعر القومية أمراً  جينياً ، وفيما لو تصادف حدث قومي يستوجب التفاعل ، لو تصادف مع احتجاجات وطنية او مطلبية ، تجد الجميع يلتفون حول القضية القومية ، على اعتبار ان لها الأولوية  ، وكأنهم يؤجلون المطالب الوطنية او المطلبية ، وتجد مشاعر الجميع إنقلبت لمؤازرة المطلب القومي ، وهناك دليل قاطع على ذلك  حدث عندما اعلن الرئيس الامريكي اعتبار القدس الموحدة عاصمة العدو الأبدية ، وعندما اطلق جلالة الملك أللآءات الثلاثة ، كانت الحراكات المطلبية تعم اغلب محافظات المملكة ، فتوحدت الصفوف واتجهت لمناصرة القضية الفلسطينية ، ولو كانت حكوماتنا لديها القدرات  على التفكير والتخطيط على مستوى دولة ، وكان لديها سياسيون مخضرمون ، محترمون ، لديهم الخبرة السياسية ، والقدرة الفعلية على توجيه الشارع ، بأسلوب عقلاني ، منتمٍ ، صادق ، محترم دون خداع ، لعملوا على تعديل السياسات المحلية الردئية ، وغير الحكيمة ، وذلك بعدم فرض المزيد من الضرائب ، والتي نبه الى خطورتها ، وعدم جدواها ، كل المفكرين والكتاب الاقتصاديين ، ورجال الاعمال ، وإتباع تسويات مستعجلة بدون محاكمات للفاسدين الذين سرقوا الوطن ، إقتداءاً بنهج مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ،وجذّروا ، وأسسوا لوحدة صفٍ فريدة ، يمكن البناء عليها ، وتحققت نتائج إيجابية غير مسبوقة منها : توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية المتعددة غير المسبوقة في خطورتها ، ولرفدت الخزينة بالأموال المحصلة من الفاسدين ، وارتفع التحصيل الضريبي ، وانتعش الاقتصاد الوطني ، وإستُقطب الاستثمار الأجنبي . 

الأردني ليس إنسان شكاء ، متبرم ، الأردني وطني ، قومي ، عقلاني ، جبار ، صبور ، جدّي ، وحدّي ، مكافح ، متسامح اذا أحسنتَ وارتقيتَ بأسلوبك معه لتحاكي  وتُقَدِّر وتحترم كرامته وإبائه .

واذا جأر الاردنيون وشكو وتبرموا فانهم لا يلاموا ، بسبب الأوضاع السيئة والصعبة التي يمر بها الوطن ويعانون هم من تدهور الأوضاع ، وضياع مقدرات الوطن ، وانتشار الفساد ، وارتفاع لا بل انفلات الأسعار ، وازدياد الضرائب وما نتج عنها من غلاء ، وضعف للقوة الشرائية ، وهروب المستثمرين ، وازدياد الفقر ، وارتفاع نسبة البطالة ، والمشكلة ان كل هذا نتج نتيجة رفع الضريبة لتغطية عجز الموازنة ، لكنه لسوء تقدير الفريق الاقتصادي الحكومي  لم تحل مشكلة عجز الموازنة بل زاد العجز بشكل غير مسبوق ، فلم يعد الاردنيون  يأمنون على وطنهم ولا على أنفسهم . هل يدعو هذا الوضع المتدهور الى الفرح ، أم الى الشكوى !؟ ومن الشكوى لا جدوى ، لان البلوى حلّت واستفحلت نتيجة عجز الفريق الاقتصادي عن وضع آليات ناجعة وعملية لتخفيض العجز . كيف لنا ان نتوقع الفرج من حكومة ديدنها العجز في ادارة الدولة الاردنية .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر