ناطق نيوز-عمان
يقترب الأردن بخطى حثيثة نحو استحقاق هام ومصيري يتمثل في عودة الأردن إلى ممارسة سيادته الكاملة على جزء عزيز وغالي من الوطن الأردني وهي مناطق الباقورة والغمر اللتين تم إعطاء حق الانتفاع بهما إلى الكيان الصهيوني بموجب ملاحق خاصة في معاهدة وادي عربة لمدة 25 عاماً ينتهي مفعولها في ٢٦/١٠/٢٠١٨.
صدر قرار مجلس الوزراء الأردني رقم (1594) بتاريخ 21/10/2018 والمتضمن إنهاء العمل بالملحق رقم (1/ب) المتعلق بمنطقة الباقورة والملحق رقم (1/ج) المتعلق بمنطقة الغمر في اتفاقية وادي عربة، واستكمل ذلك القرار كافة مراحله الدستورية. وفي ١٦/١٠/٢٠١٩ أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية بأنه " لن يكون هناك أي تجديد أو تمديد".
لقد حظي قرار الحكومة الأردنية بتأييد شعبي واسع وقوبل بارتياح في كافة أوساط المجتمع الأردني وأطيافه السياسية. ومع اقتراب موعد انتهاء فعالية تلك الملاحق، ابتدأ العدو الصهيوني بتسريب أنباء عن إمكانية تجديد العمل بتلك الملاحق والتي تسمح للعدو الاسرائيلي بالاستمرار في الإنتفاع بتلك الأراضي الأردنية.
ما نحن بصدده لا علاقة له بالسيادة وإنما بحق الإنتفاع بتلك الأراضي إذ أن سيادة الأردن على أراضي الباقورة والغمر أمر مفروغ منه، والخلاف هو في القدرة على ممارسة تلك السيادة واسترجاع حق الانتفاع بها من أيدي الإسرائيليين.
الجهود الرسمية والشعبية يجب أن تتوحد الآن وتنصب على منع الإسرائيليين من خلق حالة من الإستعصاء من خلال الإصرار على استمرار التواجد في أراضي الباقورة والغمر، أو جر الحكومة الأردنية إلى التحكيم مثلاً والذي سيدخل الأردن في متاهة قد تأخذ سنوات حتى يتم حسمها، وما جرى في طابا المصرية مثال يجب أن لا ينسى.
ولهذا يجب أن يكون موقف الدولة الأردنية واضحاً وأن يستمر في إصراره على استعادة حقوقه السيادية كاملة على أراضي الباقورة والغمر في الموعد المحدد ودون أي تأخير تحت أي ذريعة وعدم السماح لحكومة إسرائيل بالمماطلة والتسويف، وسيكون الشعب الأردني بكل أطيافه وفئاته داعماً لهذا الموقف ومستعداً للزحف السلمي نحو أرضه في الباقورة والغمر لتأكيد حقه في الانتفاع الكامل بأرض وطنه.
عمان في 27/10/2019