ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
جراح وطني الحبيب كثيرة ، ومتعددة ، ومؤلمه ، وكلما أتت حكومة ، تأملنا بسذاجة انها ستشفيها ، لكنها تضع الملح على الجرح ، فيزيدنا إيلاماً .
تبين لي ان اللوم ليس على الحكومات ، وإنما علينا نحن المواطنون ، لماذا !؟ لانه من طريقة تشكيل الحكومات ، تولد ميتة ، لا أمل فيها ، ولا رجاء يرتجى منها .. لانها لا تأتي بارادة شعبية ، ولا حتى وفق برنامج ، يتم اختيارها عليه ، لتحاسب عند مغادرتها .
ليعلم الجميع انه خلال ( ٩٨ ) عاماً من تأسيس الدولة الأردنية ، تم عمل ( ١٠٠ ) تشكيل وزاري ، وما يقارب ( ٨٠٠ ) وزير ، و ( ٢٥ ) رئيس وزراء على قيد الحياة !!؟؟
جراح الأردن عديدة ، وكثيرة ، ومتعددة الأشكال ، والأنواع ، والألوان . منها جراح ، قديمة ، لا حلّ لها ، لانها وصلت لدرجة انها تستعصي على الحل . وهناك جراح حديثة ، ما زال جرحها ينزف ، وسيبقى ، لانه لا نية لحلها .
حكوماتنا ،سطحية النهج ، عفوية ، وفردية ، ومزاجية التشكيل ، لا يرتجى منها خيراً ، لا بل نجد ان حكوماتنا تتعمد نكأ الجراح ، ليزيد الوطن والمواطنين إيلاماً ، وحسرة ، ومعاناة .
مع أنني متفائل بطبعي ، لكن التشاؤم يكتنف المشهد ، بسبب الضبابية ، والارتجالية ، والتخندق، والإصرار على مراعاة المصالح الفردية للفاسدين والمفسدين على حساب الوطن والمواطنين ، ولانه يبدو ان لا نية لتغيير النهج والاصطفاف مع الوطن . والدليل الآخر على ما يبعث على التشاؤم تُهم الفساد التي اعلنتها هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ، حيث استبشرنا خيراً عندما أعلنت انها ستفصح عن خمس حالات فساد كبرى ، وتبين انها تخص عملية فساد بين شركات ، وبمبلغ اجمالي لا يزيد عن بضع عشرات الملايين . أما مئات المليارات التي سُرقت ، ونُهبت ، من أثمان كل مقدرات الوطن ، على ما يبدو انه تم تجاوزها وطي صفحاتها الملطخة بسواد وجوه الفاسدين .